معرض «المتوازيات الجزرية»... امتزاج بين الثقافتين الكويتية والقبرصية
مافروس: تشابه تاريخي كبير بين جزيرتي فيلكا وقبرص
نظّمت سفارة جمهورية قبرص لدى دولة الكويت معرضاً تشكيلياً للمناظر الطبيعية بعنوان «المتوازيات الجزرية - مناظر طبيعية متحوّلة من جزيرة إلى أخرى»، بالتعاون مع منصة الفن المعاصر وبمشاركة 3 فنانين كويتيين و8 قبارصة.
وقال سفير قبرص لدى دولة الكويت مايكل مافروس في كلمة له خلال الفعالية، إن المعرض جاء بمبادرة من السفارة القبرصية، ليسلط الضوء على أوجه التشابه التاريخية والثقافية بين جزيرة قبرص وجزيرة فيلكا الكويتية.
وأضاف مافروس أن قبرص وفيلكا تتمتعان بنقاط اتصال مميزة تعود إلى الفترة الهلنستية وصولاً إلى العصر الحديث وتتشابهان بآثار الصراعات والحروب التي تركت ندوباً في جسد الأرض وفي نفوس ساكنيها.
وأوضح مافروس أن معرض (المتوازيات الجزرية) يقدّم مجموعة متنوّعة من الفنانين المعاصرين الذين يدرسون عن كثب الجوانب المعقدة للثقافة القبرصية والكويتية المعاصرة، فضلاً عن الغموض المحيط بهويتهم، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يتعاون فيها فنانون من البلدين لمعالجة مسائل الذاكرة والسياسة.
وأعرب السفير القبرصي عن سعادته وشعوره بالفخر لإقامة هذا المعرض للمرة الأولى في الكويت، مشيراً إلى أهمية التبادل الثقافي كأحد أهم عوامل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وكجسر مهم من جسور التواصل الشعبي يوفر أرضية للفهم المشترك بين الشعبين الصديقين.
ولفت إلى أن السفارة تولي أهمية كبيرة للتبادلات الثقافية، لما لها من أهمية في الفنون بمختلف أنواعها.
وقال: «استوحى الفنانون معروضاتهم من أوجه التشابه التاريخي الموجود بين جزيرة قبرص وجزيرة فيلكا الكويتية، نظراً لموقعهما الجغرافي الاستراتيجي على مفترق الطرق الدولية الرئيسية وطرق التجارة المهمة».
وتابع: «هناك شيء مشترك آخر بين قبرص وفيلكا يتعلّق بكيفية قيام الأنشطة البشرية مع مرور الوقت بتغيير مناظرها الطبيعية، ما أدى إلى تدهور بيئي ومدى تأثر الجزر بشكل كبير بتغير المناخ».
وأوضح أن المعرض يهدف إلى بناء الحوار والترويج على المستوى الفني بين قبرص والكويت، كما ان هذا المعرض يأتي ضمن احتفالات «يوم أوروبا» في الكويت.
وأضاف «تقدر قبرص بشدة علاقتها الخاصة مع الشرق الأوسط والخليج، والتي يمليها موقعها على مفترق الطرق بين الشرق والغرب، حيث تتجلى في التاريخ والثقافة والقيم المشتركة، ونفخر بجهودنا لتكون بمثابة جسر يربط بين أوروبا والشرق الأوسط والخليج وفي تعزيز التعايش السلمي والاحترام المتبادل للأمم والأديان والثقافات».
يذكر أن المعرض حضره عدد كبير من السفراء والديبلوماسيين المعتمدين في البلاد، إضافة إلى حشد كبير من المواطنين والمقيمين من محبّي الفن.
الإسكندر الأكبر أطلق اسم «إيكاروس» على فيلكا
تتميز كل من فيلكا وقبرص بتاريخ من التعددية الثقافية ذات أهمية إستراتيجية وتجارية كبيرة. وقد تأثّر كل منهما بالحضارات والثقافات المتنوعة التي سكنتهما على مر القرون، وبحسب المؤرخين اليونانيين سترابو وآريان، فإنّ الإسكندر الأكبر نفسه أمر بتسمية فيلكا باسم «إيكاروس»، نظرًا لحجم الجزيرة وشكلها، التي تشبه جزيرة إيكاروس اليونانية في بحر إيجه.