رسالتي

الزنداني... غزة... والقلوب المريضة!

تصغير
تكبير

نُقِل عن الإمام ابن القيم، رحمه الله قوله: «جئت يوماً مبشّراً لابن تيمية، بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى له، فنَهَرَني وتنكّر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، فسروا به ودعوا له».

تذكّرت هذا الموقف وأنا أتابع ما صدر عن بعض من ينسبون أنفسهم إلى طلبة العلم، ويدّعون زوراً أنهم يسيرون على منهج السلف، وكثيرا ما يستشهدون بأقوال الإمام ابن تيمية، لكنهم بعيدون كل البعد عن قيمه وأخلاقه وسلوكه!

تأملت تصريحاتهم المريضة وكذبهم الصراح على العلّامة الشيخ عبدالمجيد الزنداني، رحمه الله، فقيد الأمة بعد وفاته.

ذلك العالِم الذي ملأت سيرته الآفاق وشهد له الداني والقاصي بفضله ومنزلته، وكانت له ميادين عدة في نشر الدين ونصرته كمجال العلم الشرعي والإعجاز العلمي للقرآن والسنة، والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله.

ولجليل فضله وكريم منزلته، أمر الرئيس أردوغان، أن يدفن جثمان الشيخ الزنداني بجوار قبر الصحابي أبو أيوب الأنصاري، في إسطنبول.

لو كان عند هؤلاء شيء من أخلاق السلف لكفوا ألسنتهم عن الكذب والبهتان، ولحفظوا للميت حرمته ومكانته.

هذه الأسماء نفسها وأشباهها هي التي تسلّطت على إخواننا في غزة، والذين يضحون بأرواحهم ودمائهم وأموالهم من أجل نصرة الدين وتحرير بلاد المسلمين من دنس الصهاينة.

إلا أن هؤلاء يطعنون بجهادهم ويشمتون بشهدائهم، ويخذلون الأمة عن دعمهم ونصرتهم، بل وتعدى الأمر إلى ترديد الرواية الصهيونية وترويجها!

لو كان عند هؤلاء ذرة من خجل أو حياء، لتشبّهوا على الأقل بأولئك الأجانب - الذين هم ليسوا بعرب ولا على ملة الإسلام - لكنهم اعتصموا في الجامعات الأميركية والغربية، وخرجوا في مسيرات في الشوارع، لاستنكار الإبادة الجماعية في غزة، والدعوة إلى إيقاف الحرب، انتصاراً لقيمهم ومبادئهم!

لكن قلوبهم المريضة تأبى أن ترتقي بهم إلى مواطن العزة والشرف!

واثق بأنه لا يصح إلّا الصحيح، وبأن الأمة أصبحت تميز بين الثرى والثريا، وتعرف الفرق بين البعرة والبعير!

X: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي