جيرونيمو الفلسطيني... سيكون مختلفاً!

تصغير
تكبير

جيرونيمو (1829-1909) هو أحد أبطال وزعماء قبيلة الأباتشي المنتمية للشعب الأصلي الذي يطلق عليهم بالهنود الحمر.

تحوّل هذا البطل إلى محارب مقاوم شرس بعد أن قتل الجيش المكسيكي جميع أفراد أسرته، فأطلق العنان لكفاحه بعدما قال «لم يعد هنالك شيء لأعيش من أجله». وتحولت حروبه ضد الجيش الأميركي بعد الحرب الأميركية - المكسيكية وبعد أن انتزعت الأراضي من المكسيك التي كانت بالأصل أراضي لقبيلة الأباتشي العريقة.

كثيراً ما عقدت الحكومة الأميركية معاهدات مع الهنود الحمر ومع قبيلة الأباتشي، لكنها كانت لم تكترث بها، وهذا ما أثار جيرونيمو الذي ذاع صيته كمحارب استطاع أن يهزم الفرق العسكرية الأميركية حتى وظفت الحكومة الأميركية ربع جيشها لسحقه ولكنها لم تستطع ذلك.

لقد مثل جيرونيمو أيقونة النضال ضد الحكومة الأميركية والمستعمرين البيض الذين أتوا من شتى أصقاع الأرض لكي يحتلوا ويسلبوا أراضي شعبه. وعلى الرغم من ضعفه ووهنه نتيجة تقدمه بالسن وخذلان بعض شعبه له الذين تحولوا لجيش محارب مساعد للجيش الأميركي لكي يتمكنوا من مطاردته حيث لم يتمكن العسكر المنظم فعل ذلك، إلا أنه استمر في النضال وهو رجل أعزل من السلاح.

بعد استسلامه، استغلت الحكومة الأميركية شجاعة الرجل الأسطورية لتمرير دعايتها المتظاهرة بالعطف على هذا الشعب البائس.

في حفل تنصيب الرئيس روزفلت دعي جيرونيمو كضيف فاستغل الفرصة وطلب منه أن يتركه وشعبه كي يعودوا للعيش في ديارهم الأصلية بعد أن رحلوا عنها إلى أراضٍ لا يتصلون بها عضوياً ولا تاريخياً حيث قال، له افتحوا الحبال من أيدينا، فلم يكتف الرئيس روزفلت برفض طلبه بل وصفه بأن له قلباً شريراً وأنه رجل غير صالح! ومن شدة البغض والعنصرية ضد هذا البطل، يقال إن جمجمته قد سرقت سنة 1917 بعد نبش قبره من قبل بريستون بوش، وهو والد الرئيس الأسبق جورج بوش، ووضعت في جمعية الجمجمة والعظام!

وهو على فراش الموت، أدرك جيرونيمو خطأه التاريخي حيث قال «ما كان يجب أن أستسلم أبداً، كان يجب أن أقاتل حتى النهاية».

مات جيرونيمو وسلبت أراضي شعبه، وانتهت قصة الهنود الحمر إلى مجرد أساطير وحكايات وبعض الدراسات والكتب التاريخية كجزء من التاريخ الأميركي. ويبدو أن نتنياهو وزمرته الصهيونية تحاول أن تطمس حق الشعب الفلسطيني وتمارس الممارسات ذاتها التي مارسها الرجل الأبيض ضد الهنود الحمر، ويقتلوا قادتهم، لكن ذلك لا يمكن أن يتكرر! إذا نجح الرجل الأبيض في أميركا ضد شعب أعزل في وقت لم يكن فيه وعي إعلامي وشعبي، وفي مكان آخر ليس فيه دين كالدين الإسلامي، وليس فيه قدس، وليس فيه طفل حجارة، وليس فيه نساء كالجبال ورجال كالحديد، وليس فيه إنسان يحترم إنسانيته في أرجاء العالم كافة، ومنها في الجامعات الأميركية وساحاتها السياسية والاجتماعية، لم يكن هناك كل تلك المتغيرات، لذلك لن يتمكن الصهيوني أن يسحق جيرونيمو الفلسطيني.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي