الجيش الإسرائيلي يتوقع اجتياح رفح... إذا فشلت مفاوضات القاهرة
نتنياهو يواصل التهديد... و«الصفقة» قيد النضوج
- الكونغرس يضغط على «الجنائية الدولية» لوقف مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت
- «العفو» الدولية تطالب بايدن بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل
- «رصيف غزة» الأميركي البحري كلف 320 مليون دولار... ويعمل بعد أسبوع
- مقتل سائح تركي طعن شرطياً إسرائيلياً في القدس
عواصم - وكالات - استبق رئيس الوزراء الإسرائيلي رد «حماس» على مقترح الهدنة الجديد الذي بحثته في القاهرة، بمواصلة التهديدات والابتزاز، مؤكداً أن جيش الاحتلال سيجتاح رفح لـ«استئصال» الحركة سواء تم الاتفاق أو لم يتم، في حين أكد مصدر مطلع على مفاوضات التهدئة، أن «صفقة» بين الطرفين باتت وشيكة وقد يتم التوصل إليها خلال بضعة أيام إذا تم الانتهاء سريعاً من بعض الإشكاليات التي تعوق التنفيذ.
وفي محاولة لتحسين شروط التفاوض، قال نتنياهو في لقاء مع ممثلين عن ما يسمى بـ«منتدى هغفورا» المكون من عائلات جنود إسرائيليين قتلوا في الحرب على غزة: «سندخل رفح ونقضي على كتائب حماس، باتفاق أو من دونه».
وشدد على أن «فكرة إنهاء الحرب قبل تحقيق الأهداف ليست خياراً مطروحاً».
وأكد أن «عمليات إجلاء المدنيين من رفح بدأت بالفعل»، مشيراً إلى أن احتمالات إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس بموجب اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة «ضئيلة للغاية».
لكن المصدر المقرب من الوسطاء، قال لوكالة «أنباء العالم العربي» إن المقترح المصري يحظى بقبول لدى الطرفين إلا أن الإشكالية تتعلق في عدد المحتجزين لدى «حماس» من الفئة العمرية والطبيعة الوظيفية المطلوب الإفراج عنهم ضمن المقترح.
وكانت الحركة أعلنت في فترات سابقة أنها استطاعت حصر 20 محتجزاً من كبار السن والمرضى والنساء، بينما يطالب الإسرائيليون بإطلاق سراح ما بين 35 إلى 40 محتجزاً.
وقال المصدر «هذه العقبة يمكن تجاوزها من خلال عدد أيام التهدئة التي يمكن التوافق عليها، حيث إن المطروح ستة أسابيع وقد يتم تقليص هذه الأيام إذا لم تتمكن حماس من إطلاق سراح أكثر من 20 محتجزاً».
وأوضح أن «حماس لم تتخل حتى الآن عن مطلبها السابق بإعلان انتهاء الحرب على غزة، لكنها باتت مستعدة لبحث هذا الأمر خلال فترة الهدنة وتنفيذ الجزء الأول من الصفقة».
وأكد أن رد الحركة على المقترح المصري لم يأتِ بعد، لكنه توقع أن يتضمن مطالبة بإيضاحات حول قضية عودة المدنيين إلى شمال غزة وأعدادهم وما إذا كانت عودتهم محدودة وستتم في إطار ضوابط.
ولاتزال إسرائيل تهدد بورقة العملية البرية في رفح لممارسة المزيد من الضغوط على «حماس» من أجل إحراز تقدم في «الصفقة» على ما يبدو.
وأكدت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن الجيش يقدر بأنه خلال 48 إلى 72 الساعة المقبلة، سيتم اتخاذ قرار في شأن عملية عسكرية لاجتياح رفح، أو عقد صفقة تبادل مع «حماس».
وفي ظل هذه التطورات، نقلت إذاعة الجيش، عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله «تقرر عدم إرسال وفد إلى القاهرة، وننتظر رد حماس مساء (اليوم) الأربعاء وبعد ذلك سنقرر».
اجتياح رفح
بدورها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو تراجع مرتين عن الشروع في العملية البرية بعدما كان القرار جاهزاً.
وأضافت «مع تزايد الضغوط الدولية في الخلفية ضد العمليات الإسرائيلية في جنوب غزة، وبالتزامن مع محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح المحتجزين، قرر نتنياهو وقف العملية في رفح في الوقت الحالي، بعدما تم بالفعل تحديد موعدين لبدء العملية، لكن إذا فشلت محاولات التوصل إلى اتفاق فمن المتوقع أن تبدأ العملية في المستقبل القريب».
وبحسب الهيئة، فقد وافقت إسرائيل على سحب قواتها من الممر الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه في إطار ما اعتبرته مزيداً من المرونة في المفاوضات.
لكن القناة الـ12، أعلنت أنه رغم موافقة الساسة في إسرائيل على الانسحاب من الممر، إلا أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية أبدت تحفظاً على مطالبة «حماس» بفتح الممر خوفاً من عودة مسلحي الحركة إلى غزة.
وكانت قناة «القاهرة الإخبارية» ذكرت مساء الاثنين، أن وفد «حماس» غادر القاهرة، وسيعود مرة أخرى برد مكتوب على مقترح صفقة التهدئة.
تهديدات الكونغرس
وفي واشنطن، وجه أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين تحذيرات و«تهديدات» قوية للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لمنعها من إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق مسؤولين إسرائيليين كبار في مقدمهم نتنياهو ووزير دفاعه يؤاف غالانت.
ووفقاً لتقديرات الإذاعة العامة الإسرائيلية، فإن مذكرات الاعتقال لن تصدر الأسبوع المقبل، إذا ما قرر المدعي العام للمحكمة كريم خان، إصدارها، مضيفة أن «العملية قد تستغرق وقتاً وتتطلب من المدعي العام التوجه لقضاة المحكمة الذين يتعين عليهم الموافقة عليها».
بدورها، طالبت منظمة العفو الدولية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بوقف إرسال الأسلحة لتل أبيب، لاستخدامها في انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب على غزة منذ نحو أشهر، وفق ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست».
عبدالله الثاني وبلينكن
وفي عمان، حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، «من خطورة أي عملية عسكرية في رفح».
من جهته، طالب بلينكن «حماس» بقبول «المقترح المصري القوي لوقف إطلاق النار في غزة»، مؤكداً على عدم «التأجيل في الرد وأن الحركة لا يوجد لديها أي عذر لعدم الموافقة» على الهدنة.
وأعلن أن الرصيف البحري العائم الذي تبنيه بلاده سيكون جاهزاً للعمل خلال أسبوع، مشيراً إلى أن أول شحنة مساعدات لغزة غادرت عمان عبر معبر إيرز.
وأول من أمس، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن الرصيف الموقت الذي يبنيه الجيش الأميركي لتعزيز توصيل المساعدات إلى غزة، كلف واشنطن مبدئياً نحو 320 مليون دولار.
ونشرت القيادة المركزية للجيش أول من أمس، الصور الأولى للرصيف البحري الذي بدأت بنائه الأسبوع الماضي.
مقتل سائح تركي
ميدانياً، أطلقت الشرطة الإسرائيلية، أمس، النار على سائح تركي، بتهمة الاشتباه في تنفيذ عملية طعن قرب باب الساهرة في القدس المحتلة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن «السائح التركي منفذ عملية القدس دخل إلى إسرائيل (لاثنين) أتياً من الأردن».
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن شرطياً إسرائيلياً (30 عاماً) أصيب بطعنات طفيفة ومتوسطة في الهجوم قرب باب الساهرة في القدس، وتم تحييد المنفذ.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن منفذ عملية الطعن في القدس مواطن تركي.