علاقات أخوية وثيقة وتاريخٌ حافل ممتد عبر عقود بين البلدين وشعبيهما

الأمير إلى مصر... في زيارة دولة

تصغير
تكبير

- في 1961 أول سفير كويتي قدّم أوراق اعتماده إلى الرئيس عبدالناصر
- في 1962 أرسلت مصر أول سفير قدّم أوراق اعتماده إلى الشيخ عبدالله السالم
- دعم كويتي كامل للوحدة المصرية السورية وخلال عدوان 1967 وحرب 1973
- مصر إحدى دول التحالف الدولي التي ساهمت في تحرير الكويت
- في 1938 أول بعثة من 5 طلاب إلى مصر ثم 4 في 1939 و17 في 1943
- الكويت ثالث أكبر شريك تجاري عربي باستثمارات تبلغ نحو 20 مليار دولار

كونا - بحفظ الله ورعايته يغادر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن، اليوم الثلاثاء، متوجهاً إلى جمهورية مصر العربية وذلك في زيارة دولة.

علاقات أخوية تاريخية

وترتبط الكويت ومصر بعلاقات أخوية وثيقة وتاريخ حافل ممتد عبر عقود عدة، وتحظى برعاية وحرص القيادتين فيهما على تعزيزها والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية والعربية والعالمية.

وتأتي زيارة صاحب السمو إلى مصر، تتويجاً لهذه العلاقات وترسيخاً لأواصرها، وتأكيداً على السعي إلى تطويرها في شتى المجالات.

تبادل أول سفيرين

وتعود العلاقات بين البلدين إلى أواسط القرن التاسع عشر، لكنها كانت مقتصرة على العلاقات التجارية فيما شهد عام 1961 بداية العلاقات الديبلوماسية، حينما قدم السفير الراحل عبدالعزيز حسين في 20 ديسمبر من ذلك العام، أوراق اعتماده إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كأول سفير مفوض لدولة الكويت لدى مصر التي كانت من أولى الدول التي اعترفت بسيادة الكويت واستقلالها.

وفي 19 مارس عام 1962 أرسلت مصر أول سفير لها لدى دولة الكويت، حيث قدم السفير محمد محمود عبدالعزيز، أوراق اعتماده إلى أمير البلاد الراحل الشيخ عبدالله السالم، طيّب الله ثراه، لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقات الوثيقة بين البلدين.

تنسيق وتعاون

وشهدت العلاقات الثنائية تطوراً مستمراً على مدار العقود الماضية من خلال التنسيق والتعاون المثمر في الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والتعليمية والإعلامية والقضائية والفنية والسياحية والصحية والزراعية إضافة إلى العلاقات الاجتماعية.

وحققت العلاقات الثنائية إنجازات عديدة من خلال اللجنة المشتركة العليا بين البلدين، للنهوض بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات لاسيما السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية فيما عقدت اللجنة آخر اجتماعاتها في الكويت في شهر ديسمبر عام 2018.

دعم كامل لمصر

ودائماً أكدت الكويت دعمها الكامل لمصر في مختلف المواقف، وهو ما اتضح جلياً في أمثلة عديدة منها دعمها الكامل للوحدة المصرية - السورية عام 1958، ووقوفها إلى جانب مصر في مواجهة عدوان يونيو عام 1967 وفي حرب أكتوبر عام 1973، فيما كانت مصر إحدى دول التحالف الدولي التي ساهمت في تحرير الكويت عام 1991، وكان لها دور فعال في عودة السيادة الكويتية على كامل أراضيها.

أول بعثة طلابية

ومع إنشاء مجلس المعارف في الكويت عام 1936، توالت البعثات الكويتية إلى الخارج لرفع مستوى التحصيل العلمي للطلبة المبتعثين، فشهد عام 1938 إيفاد بعثة من خمسة طلبة إلى مصر ثم إرسال 4 طلبة في عام 1939 أتبعها المجلس بإرسال 17 طالباً عام 1943 فيما تبنى الأزهر الإشراف على المعهد الديني في الكويت عام 1945.

وفي عام 1945 افتتحت الكويت (بيت الكويت في القاهرة) للإشراف على شؤون الطلبة الدارسين هناك، ثم افتتح البيت رسمياً في الأول من أكتوبر عام 1958 بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والشيخ عبدالله الجابر، رئيس دائرة المعارف الكويتية آنذاك.

وكان الطلبة الكويتيون يواصلون الدراسة التي توقف عندها التعليم في الكويت فينهون المرحلة الثانوية ثم يلتحقون بجامعة القاهرة وما شابهها من معاهد عليا لمتابعة الدراسات الجامعية والعليا.

الاستثمارات

وتحضر الاستثمارات الكويتية بقوة في كثير من القطاعات المصرية، حيث تسهم الحكومة والقطاع الخاص الكويتيان بشكل فاعل في تنمية وتطوير عجلة الاقتصاد المصري، فيما تعد الكويت ثالث أكبر شريك تجاري عربي بعد السعودية والإمارات باستثمارات تبلغ نحو 20 مليار دولار ورابع شريك تجاري عالمي بين الدول المستثمرة.

وتتوزع الاستثمارات الكويتية على كثير من المحافظات والمناطق المصرية لاسيما القاهرة والإسكندرية ومحافظات الدلتا والصعيد وتتنوع لتغطي كل الأنشطة الاقتصادية والمالية.

تعاون واسع

وعلى صعيد العلاقات الإعلامية فإن البلدين وقعا في سبتمبر عام 1998 في القاهرة اتفاقية التعاون الإعلامي المشترك التي تهدف إلى دعم التعاون في مختلف المجالات الإعلامية، فيما وقعت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» ووكالة أنباء الشرق الأوسط «أ ش أ» في سبتمبر عام 2017 ملحقاً للاتفاقية لدعم وتوطيد العلاقات الإعلامية الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الوكالتين في الخدمات التي تقدمها كل منهما.

وعلى الصعيد البرلماني، فإن التعاون بين مجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب المصري متنام على الدوام عبر لجنة الصداقة المشتركة وتبادل الزيارات والتنسيق المستمر في المحافل المختلفة في شأن القضايا الإقليمية والعربية والدولية.

وإضافة إلى العلاقات السياسية والاقتصادية والإعلامية، هناك تعاون مستمر بين البلدين في المجالات العسكرية والأمنية والتعليمية والثقافية والرياضية والعلمية بما يسهم في تعزيز الروابط التاريخية بين البلدين وتحقيق مصالحهما.

سجل الزيارات المتبادلة

لسمو الأمير والرئيس المصري

• تعد زيارة سمو أمير البلاد إلى مصر اليوم، الأولى منذ تولي سموه مسند الإمارة في ديسمبر الماضي.

• زار صاحب السمو القاهرة في 21 أكتوبر عام 2023، حينما كان ولياً للعهد ممثلا للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيّب الله ثراه، في قمة القاهرة للسلام.

• زار سموه العاصمة المصرية في 7 نوفمبر عام 2022 ممثلا لسمو أمير البلاد في مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ والنسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

• في 17 ديسمبر عام 2023 زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الكويت، حيث قدم واجب العزاء في وفاة الأمير الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، والتقى سمو الأمير، معرباً عن خالص التمنيات لسموه بالتوفيق والسداد في استكمال مسيرة التقدم والنماء بالبلاد.

• سبقت تلك الزيارة زيارة رسمية للرئيس المصري إلى الكويت في 22 فبراير عام 2022 التقى خلالها أمير البلاد الراحل، وناقشا عدداً من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وسبل التعاون المثمر بينهما في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي