رئيس مجلس النواب يتّهم «حماس» بالتحريض ويلوّح بالحرس الوطني... والشرطة توقف عشرات الطلاب

التوتر في الجامعات الأميركية يعبر الأطلسي إلى باريس

تصغير
تكبير

- طلاب مدرسة في واشنطن يتهمون الإدارة بـ «قمع خطابهم»

انتشرت التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي تهز عدداً من الجامعات عبر الولايات المتحدة إلى المزيد من الكليات، الأربعاء، وانتقلت عبر الأطلسي، إلى باريس، في حين لوح رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، بنشر الحرس الوطني، محملاً حركة «حماس» مسؤولية التحريض على الاحتجاجات.

وهدد جونسون، خلال زيارة إلى جامعة كولومبيا في منطقة مانهاتن - نيويورك، من حيث انطلقت الحركة الاحتجاجية، بأنه «إذا لم يتم احتواء (التظاهرات) بسرعة، وإذا لم يتم وقف هذه التهديدات والتخويف، هناك وقت ملائم للحرس الوطني».

كما انضم جونسون إلى المطالبين باستقالة رئيسة جامعة كولومبيا نعمت مينوش شفيق، بينما تعالت صيحات الاستهجان ليغطي صوتها على كلمته، وردد طلاب هتافات «مايك... أنت مقرف».

وتعرضت نعمت لانتقادات من بعض الجهات المانحة البارزة للجامعة ومن مجموعات تخرجت فيها ومن أعضاء في الكونغرس معظمهم من الجمهوريين. ودعاها البعض إلى الاستقالة لفشلها، ووصفوا مخيم الاعتصام بأنه «معاد للسامية».

وتحرك تصريحات جونسون، عن استدعاء الحرس الوطني، ذكريات أليمة تعود إلى العام 1970 حين قُتل طلاب عزّل برصاص عناصر من الحرس خلال احتجاجات ضد حرب فيتنام.

«حرية التعبير»

وقال جونسون في جامعة كولومبيا، إنه سيطلب من الرئيس جو بايدن «التحرك»، محذراً بأن التظاهرات «تجعل الطلاب اليهود هدفاً في الولايات المتحدة» التي تضم نحو ستة ملايين يهودي، أكبر مجموعة من اليهود في العالم بعد إسرائيل.

وفي بلد يشهد استقطاباً سياسياً، يمكن للمحافظين تحقيق مكاسب من خلال الظهور بمظهر من يقف في وجه النشطاء الليبراليين، الذين يقول الكثير منهم إن ما يرويه الجمهوريون، مبالغ فيه إلى حد كبير ليخدم أغراضاً سياسية.

غير أن الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان - بيار، أكدت للصحافيين، أن «الرئيس يؤمن بأهمية حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز في حرم الجامعات».

ويعرب الطلاب المحتجون عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة، ويحضون الجامعات إلى قطع علاقاتها مع شركات على ارتباط بإسرائيل، منددين بالتحالف العسكري والديبلوماسي والاقتصادي بين واشنطن وتل أبيب.

وليل الإثنين - الثلاثاء، أوقف 120 شخصاً لفترة وجيزة ليل أمام الجامعة في قلب مانهاتن.

وأثنت رئاسة الجامعة على «تقدم كبير» في المحادثات الجارية مع الطلاب لإخلاء المخيم بحلول اليوم.

وأقيمت خيم احتجاج أيضاً الأربعاء، في جامعة هارفارد، أقدم الجامعات الأميركية، في ضاحية بوسطن.

«ليسقط الاحتلال»

وفي الطرف الآخر من البلاد، شهدت جامعة تكساس في أوستن، تواجه مئات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين مع قوات من الشرطة مجهزة بمعدات مكافحة الشغب.

وهتف المتظاهرون «ليسقط الاحتلال» ورفع بعضهم أعلاماً فلسطينية ووضعوا كوفيات، فيما التف طلاب آخرون بأعلام إسرائيل بحماية الشرطة.

وأعلنت الشرطة توقيف أكثر من 34 شخصاً، فيما دعا حاكم الولاية غريغ أبوت إلى إنزال عقوبات سريعة. وكتب على مواقع التواصل «هؤلاء المحتجون مكانهم في السجن».

وفي لوس أنجليس، أوقف 93 شخصاً، الأربعاء، بتهمة التعدي على الأملاك خلال تظاهرة في حرم جامعة جنوب كاليفورنيا.

وهتف الطلاب «فلسطين حرة حرة» ورددوا «من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة».

كما أوقف نحو 50 متظاهراً في يال - ولاية كونيتيكت.

وجرت احتجاجات طلابية في عدد من الجامعات الأخرى، ولا سيما معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا (MIT) في كمبريدج وجامعة ميتشيغن وجامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعة يال وجامعة براون وجامعة كاليفورنيا بوليتكنيك.

وأفيد عن اعتقال تسعة أشخاص في مخيّم أقيم في جامعة مينيسوتا.

وذكرت شبكة «إن بي سي» أن مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) ينسق مع الجامعات حول «تهديدات معادية للسامية» وأعمال عنف محتملة على ارتباط بالاحتجاجات.

دعوى قضائية

وفي واشنطن، رفع بعض الطلاب الأميركيين في مدرسة جاكسون ريد الثانوية، دعوى قضائية، الأربعاء، متهمين إدارة المدرسة بفرض رقابة عليهم من خلال حظر الأنشطة المؤيدة للفلسطينيين.

وأفادت الدعوى بانه «تم قمع خطابهم لأن المدرسة لا تريد سماع وجهة نظرهم المتعلقة بالحرب المستمرة في غزة وآثارها على الشعب الفلسطيني».

اعتصام طلابي

وفي باريس، تدخلت الشرطة ليل الأربعاء - الخميس في مدرج لجامعة ساينس بو باريس، المؤسسة المرموقة للتعليم العالي، من أجل إخلاء موقع اعتصام عشرات من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين.

وافادت إدارة المدرسة بان «نحو 60 طالباً يشاركون في حملات لصالح القضية الفلسطينية احتلوا المدرج الموجود خارج الحرم الجامعي»، موضحة أن «ذلك ساهم في خلق مناخ قوي من التوتر بين الطلاب والمدرسين والموظفين» في المدرسة.

وذكرت الشرطة أن نحو عشر خيام نصبت في باحة الحرم الجامعي.

ونظمت هذه التعبئة لجنة فلسطين في الجامعة، متهمة إدارتها بأنها «ترفض بعناد إجراء حوار حقيقي».

من جهته، اعتبر اتحاد طلاب معهد العلوم السياسية في باريس أن قرار «إقحام الشرطة» يشكل «منعطفاً تسلطياً غير مسبوق».

احتجاجات «الفصح» اليهودي في بروكلين ترفع شعار «أوقفوا تسليح إسرائيل»

تجمع آلاف المتظاهرين حول لافتة كتب عليها «أوقفوا تسليح إسرائيل» لينضموا إلى جماعتين مدافعتين عن السلام بقيادة يهود في بروكلين - نيويورك للمشاركة في الاحتجاج تزامناً مع عيد الفصح اليهودي. وقال المنظمون إنهم استلهموا التظاهرة التي نظمت مساء الثلاثاء من العلاقات التي أقيمت بين المنظمين اليهود ونشطاء الحقوق المدنية الأميركيين من أصل أفريقي لعقد «عشاء الحرية» الذي جمع أصحاب الديانات متعددة الأعراق في الذكرى الأولى لاغتيال مارتن لوثر كينغ عام 1968 مع احتدام حرب فيتنام. وأقامت الحدث منظمة «أصوات يهودية من أجل السلام» ذات الميول اليسارية، وحركة «إن لم يكن الآن». وحض المتظاهرون زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، العضو اليهودي الأعلى منصباً في الكونغرس، على رفض دعم المساعدات العسكرية لإسرائيل. وشهد الحدث مشاركة نشطاء شبان وآخرين من كبار السن. كما انضم إليهم يهود سوريون ومغاربة تحدثوا عن ذكريات مشاركة أعيادهم مع جيرانهم المسلمين في الماضي. وأفادت تقارير باعتقال مئات المتظاهرين الذين أغلقوا شوارع غراند أرمي بلازا في بروكلين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي