No Script

مشاعر الإحباط تسود الشارع من الغياب عن «طريق التنمية»

«ميناء مبارك»... هل تبخّر الحلم الكويتي؟

خريطة مشروع «طريق التنمية»
خريطة مشروع «طريق التنمية»
تصغير
تكبير

قبل أكثر من عام، أعلن العراق عن مشروع ضخم لربط الأسواق الآسيوية والخليجية بأوروبا، أطلق عليه اسم «القناة الجافة» قبل أن يتغير لاحقاً ليصبح «طريق التنمية».

ورغم «الإنذار المبكر» بالإعلان المسبق عن المشروع، فإن الكويت استفاقت الثلاثاء على خبر توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات في شأن «مشروع طريق التنمية» الذي يستهدف ربط ميناء الفاو الكبير العراقي بشبكة من الطرق السريعة والسكك الحديدية تمتد من شمال العراق إلى تركيا لنقل البضائع بين آسيا وأوروبا.

ووسط مشاعر الإحباط مما اعتبر «تبخر الحلم الكويتي» في ميناء مبارك، ومشاعر الغضب الشعبية والنيابية والسياسية والاقتصادية، فإن الحكومة لم تعلق رسمياً على القضية، وسط تساؤلات عن أسباب التأخر الكويتي بعد 12 سنة من صدور مرسوم تطوير مدينة الحرير (الصبية وجزيرة بوبيان) ومن مشاريعها ميناء مبارك الذي بدأ العمل به في سبتمبر 2007، فيما أكدت آراء أن الأمل مازال موجوداً للحاق بالسباق الاقتصادي لدول المنطقة ويحتاج إلى إرادة حقيقية وتنفيذية فاعلة.

وأحدثت الخطوة الرباعية الإقليمية أحدث صدمة نيابية في الكويت، حيث ارتفعت الأصوات معبرة عن استيائها من التقاعس في إنجاز مشروع حيوي ومهم للبلاد، حتى جاءه منافس قد يؤثر عليه بشكل كبير، مع مطالبات بتشكيل لجنة تحقيق، بما تم في مشروع ميناء مبارك وأسباب توقفه، ومحاسبة كل من تسبب في ضياع أموال الدولة.

ويفتح التوقيع على مشروع «طريق التنمية» بين العراق وتركيا والإمارات وقطر، باب الجدل مرة أخرى في الكويت، حول غياب الرؤية التنموية في البلاد وعدم بذل الجهود اللازمة لتحقيقها على أرض الواقع، بدلاً من إبقائها حبراً على الورق على مدار السنين، فتخطفها دول أخرى وتشرع في تنفيذها، بينما تقف الكويت بعيدة تتحسر.

غياب الكويت نفسها وعدم اشتراكها للتوقيع في هذا المشروع الحيوي، أثار العديد من علامات الاستفهام، خصوصا أنها تتمتع بموقع جغرافي يمنحها امتيازات تجارية ولوجستية بالغة الأهمية،.

ويعيد التوقيع على «طريق التنمية» النقاش مرة أخرى حول الظروف التي أحاطت بمشروع تنفيذ ميناء مبارك، في وقت تتعاظم فيه حاجة الكويت إلى إجراء تغيير هيكلي في طبيعة اقتصادها وفقاً للتحديات المتزايدة في أوضاعها المالية.

وجرى اعتبار ميناء مبارك أحد أهم المشاريع الاستراتيجية والتنموية للدولة، وركناً أساسياً ضمن رؤية الكويت 2035 القائمة في فلسفتها العامة على تطوير المنطقة الشمالية من البلاد، لتكون بيئة استثمار لقطاعات متنوعة تجذب الأموال والمشاريع المحلية والأجنبية، بعيداً عن الارتهان للنفط وتقلباته، ويربط الكويت بشبكة ترانزيت للبضائع والسلع تربط بين قارات العام القديم آسيا وأوروبا وأفريقيا. لكن لا يوجد شيء مُجدٍ قد تحقق على أرض الواقع بخصوص الميناء.

أما مشروع «طريق التنمية»، الذي تم التوقيع على مذكرة تفاهم رباعية بشأنه بين العراق وتركيا والإمارات وقطر، فقيمته 17 مليار دولار، منها 6.5 مليار للطريق السريع، و 10.5 مليار لسكة القطار الكهربائي؛ ما يعني تشغيل عدد هائل من الاختصاصات والخبرات والقُوى العاملة، ويهدف لربط الخليج العربي عبر ميناء الفاو الكبير في ‫البصرة‬، بأوروبا عبر تركيا، على أن ينجز ابتداءً من 2024 حتى 2028.

وحسب التقديرات الاقتصادية، يتوقع أن يوفر «طريق التنمية» مئات الآلاف من فرص العمل؛ وأن يستوعب عند اكتمال المرحلة الأولى منه أكثر من 35 مليون حاوية سنوياً؛ ما يعني إيرادات تقدر بـ4 مليارات دولار سنوياً للعراق.

«طريق التنمية»

• يعد مشروع «طريق التنمية» طريقاً برياً وسكة حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها.

• يبلغ طول الطريق وسكة الحديد 1200 كيلومتر داخل العراق.

• يهدف المشروع إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.

• بلغت الميزانية الاستثمارية للمشروع نحو 17 مليار دولار.

• سيتم إنجاز المشروع على 3 مراحل، تنتهي الأولى عام 2028 والثانية في 2033 والثالثة في 2050.

• سيوفر المشروع 100 ألف فرصة عمل كمرحلة أولى، ومليون فرصة بعد إكماله وإنجازه.

رؤية مركز «كارنيغي»

- يمر بثلاث مراحل، الأولى تنتهي في عام 2028، والمرحلة الثانية تنتهي في عام 2033، أما الثالثة فتنتهي في عام 2050.

- في مرحلته الأولى سيوفر المشروع نحو 100 ألف فرصة عمل، بينما يوفر مليون فرصة عند انتهائه بالكامل في عام 2050.

- بحلول عام 2028، من المتوقع أن تصل قدرة النقل لقطار الشحن إلى 3.5 مليون حاوية أو 22 مليون طن من البضائع السائبة سنوياً.

هل سيكون بديلاً لقناة السويس؟

- ذهب بعض المسؤولين العراقيين إلى أنه سيكون منافساً لقناة السويس.- مسؤول عراقي آخر: منافسته لقناة السويس درب من الخيال.- قناة السويس يمر من خلالها 88 مليون حاوية سنوياً، ومن المفترض أن ينقل مشروع طريق التنمية 3.8 مليون حاوية فقط سنوياً.

الرؤية التركية

- يوفر آلية نقل متواصلة دون انقطاع من ميناء الفاو وحتى لندن بالطرق البرية وخطوط السكك الحديدية.- نرى فيه طريق الحرير الجديد وستعزز بلادنا من موقعها الاقتصادي والجيوسياسي.- سنجعل من ميناء الفاو الكبير في العراق مركز نقل مهماً ونقلل مدة التنقل بنسبة كبيرة بين آسيا وأوروبا.- المدة التي يستغرقها وصول سفينة تنطلق من ميناء الفاو إلى أوروبا عبر قناة السويس ستخفض بمدة أقصر 15 يوماً.

التسلسل الزمني لطريق التنمية

- ديسمبر 2022... استعراض تفاصيل ربط ميناء الفاو بشبكات الطرق والسكك الحديدية- 29 ديسمبر 2022... تشكيل لجنة مشتركة مع تركيا لتنسيق مراحل القناة الجافة- 13 يناير 2023... التعاون مع ألمانيا في مشروع الفاو الكبير ومد سكك الحديد- 25 يناير 2023... توجيه مشدد لاختصار مراحل تنفيذ مشروع القناة الجافة.- 27 فبراير 2023... بحث تطورات المشروع مع الشركة الإيطالية الاستشارية- 12 مارس 2023... إيلاء الأهمية الحكومية لإنجاز ميناء الفاو الكبير عبر استقطاب شركات عالمية- 21 مارس 2023... مباحثات عراقية - تركية للتعاون من أجل مشروع طريق التنمية

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي