No Script

رسالتي

غزة بعد 200 يوم!

تصغير
تكبير

مضى 200 يوم منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى»، والتي قامت بها «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس ضد قوات الاحتلال الصهيوني، والتي أدت إلى قتل وأسر وجرح الآلاف من ضباط وجنود جيش الاحتلال، وتدمير سمعته العسكرية، وتمريغ أنف قادته السياسيين والعسكريين في التراب.

شنت حكومة الاحتلال بعدها حرباً همجية وحشية ضد قطاع غزة، أدت إلى استشهاد أكثر من 34 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، وجرح أكثر من 74 ألفاً، وتدمير آلاف المباني ما بين منازل ومدارس ومستشفيات ومساجد ومراكز إيواء!

ومنعت دخول المساعدات الإنسانية للمحاصرين، ليموت من الجوع من لم يمت بالقصف، واعترف العالم بأن ما يقوم به الكيان الصهيوني هو «إبادة جماعية».

بعد 200 يوم لا بد من التأكيد والتذكير بنقاط أساسية مهمة، ومنها أن القيام بعملية طوفان الأقصى لم يكن عملاً عشوائياً أو مغامرة غير محسوبة العواقب، بل هي عملية حتّمها الواقع، فالحصار الظالم الذي عانى منه القطاع لأكثر من 17 عاماً، ومحاولات تهويد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً، والاعتداء على المُصلّين فيه، وإساءة معاملة الأسرى في السجون الإسرائيلية خصوصاً النساء، وقطار التطبيع الذي يجري سريعاً، والخط التجاري الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي والذي يعتبر تطبيعاً ما بين الكيان الصهيوني ودول المنطقة، وتصفية للقضية الفلسطينية، كل هذا وغيره عجّل في تنفيذ العملية.

الأمر الثاني، وهو أنّه برغم الدعم اللامحدود - مادياً وعسكرياً وسياسياً وإعلامياً - والذي قدمته الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية للكيان الصهيوني إلا أنه عجز عن تحقيق أهدافه من الحرب، والتي منها القضاء على حماس والسيطرة على القطاع، واسترجاع الأسرى أحياء، ومنع إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة، ما يعني أنها حرب فاشلة من حكومة غبية!

الأمر الثالث، هو أهمية أن نُحيّي هذا الصمود الأسطوري للمقاومة وأهل غزة، والذين لم يرفعوا الراية البيضاء، ولم يقبلوا بالنزوح عن أراضيهم إلى مناطق بديلة خارج القطاع، برغم الضغوطات أو المغريات!

الأمر الأخير، وهو ضرورة الاستمرار في دعم أهل غزة مادياً وسياسياً وإعلامياً وبالدعاء، حتى يحقق الله تعالى لهم النصر والتمكين.

كلنا ثقة بتحقيق الله تعالى لوعده بنصر أوليائه وهو القائل «وكان حقاً علينا نصرُ المُؤمنين»، ونسأل الله تعالى أن يكون قريباً.

X: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي