No Script

الحرب استنزفت تل أبيب داخلياً وخارجياً... وانتقامها نزف دماء 34183 شهيداً و77143 جريحاً فلسطينياً

200 يوم على حرب غزة... إسرائيل «عالقة إستراتيجياً»

 إسقاط مساعدات جواً شمال غزة أمس (أ ف ب)
إسقاط مساعدات جواً شمال غزة أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير
،

دخلت الحرب اللا إنسانية على قطاع غزة، يومها الـ200 بلا أيّ بوادر تهدئة تلوح في الأفق، في وقت تشتدّ المخاوف من هجوم إسرائيلي على رفح، الملاذ الآمن للنازحين، وتتزايد النداءات للإفراج عن الرهائن، بالتزامن مع تساؤلات عن طبيعة المرحلة المقبلة من الصراع الأكبر منذ عقود.

ورغم مرور 200 يوم، من الانتقام التدميري، لا يتحدث في إسرائيل عن «انتصار ساحق» سوى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ويقول خبير الشؤون الأمنية والاستراتيجية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي «نحن عالقون. ووصلنا في هذه الحرب إلى باب موصود إستراتيجياً».

ويرى الفيلسوف يوفال نواح هراري، في «هآرتس»، إن «الحرب أداة عسكرية لتحقيق الأهداف السياسية، لكن حكومة نتنياهو تجاهلت كل هذه الأهداف، وبدلاً من ذلك سعت إلى الانتقام، ولم تطلق سراح جميع المختطفين، ولم تقضِ على حماس».

ويشعر الإسرائيليون، حتى المؤيدين لنتنياهو، بأن خطأً ما كبيراً حدث في هذه الحرب، يجعلها «أطول حرب في تاريخ الدولة» ويظهرها عاجزة عن إيجاد مخرج مشرف منها، ويبقيها بعيدة عن تحقيق أي من أهدافها.

فقد فقدت إسرائيل قوة الردع، ليس فقط في الهجوم المباغت في 7 أكتوبر الماضي، بل بمجرد استمرار الحرب 200 يوم، يجري فيها استخدام جيش نظامي واحتياطي يصل إلى 600 ألف جندي مقابل تنظيم مسلح صغير لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وبقية الفصائل لا يتعدى قوامها 50 ألفاً، يعد هذا فشلاً.

ودولياً، اهتزت مكانة إسرائيل. وباتت تحاكم بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، وجريمة إبادة شعب في محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وتقدر الخسائر الإسرائيلية المادية المباشرة وغير المباشرة بنحو 60 مليار دولار. وسُجل انخفاض بنسبة 6.6 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي، وتراجع النمو الاقتصادي للعام الحالي بمقدار 1.1 نقطة مئوية بعد خسائر متوقعة قدرها 1.4 نقطة مئوية العام الماضي.

ولا ترى نهاية لهذه الحرب بعدُ، ولا لتبعاتها الإقليمية والدولية.

ميدانياً، أعلن الجناح المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي» مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية على سديروت وكيبوتس نيرعام، مما يشير إلى أن المقاتلين مازالوا قادرين على إطلاق صواريخ بعد مرور نحو 200 يوم من الحرب التي سوت مساحات كبيرة من القطاع المحاصر بالأرض وشردت جميع سكانه تقريباً، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

في المقابل، تسبّب أعنف عمليات قصف تدميرية منذ أسابيع باستشهاد 32 فلسطينياً، ليل الاثنين - الثلاثاء، ما رفع حصيلة العدوان إلى 34183 شهيداً، غالبيتهم من المدنيين، إضافة إلى 77143 جريحاً، منذ السابع من أكتوبر.

وفي حين أمرت إسرائيل بعمليات إخلاء جديدة في منطقة بيت لاهيا شمال غزة، واصفة إياها بأنها «منطقة قتال خطيرة»، أصابت الضربات مسجداً وحشداً من الناس كانوا يتجمعون على الطريق الساحلي لجمع مساعدات ألقيت من الجو في بيت لاهيا.

وتكشّفت فظائع إسرائيلية جديدة، في القطاع، مع العثور على 310 جثث في مقابر جماعية داخل مجمّع ناصر الطبي في خان يونس الذي تعرّض كغيره من المراكز الاستشفائية في القطاع لقصف مكثّف واقتحامات عسكرية.

ودعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في جنيف، أمس، إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مجمع الشفاء ومجمع ناصر، واصفاً تدمير أكبر مجمعين طبيين، بأنه «مرعب».

وكرر تحذيره من التوغل الواسع النطاق لرفح، قائلاً إنه قد يؤدي إلى «المزيد من الجرائم البشعة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي