تحرّك أوروبي في اتجاه بيروت تمهيداً لزيارة فون ديرلايين وبريطانيا تحضّ على وقف النار
لبنان يسير على «حبل مشدود» على جبهة الجنوب وفي ملف النازحين
- هل تلقّى ميقاتي تحذيراً من عقوبات على لبنان بتهمة «تسهيل التبييض»؟
- التفوق الجوي الإسرائيلي في مرمى إسقاط «حزب الله» مسيّرة جديدة «هيرمس 450»
- هل كانت عودة «حماس» لعملياتها عبر جنوب لبنان رسالة بالنار إلى فرنسا؟
- تقارير: في الإليزيه مَنْ يتوقّع هجوماً إسرائيلياً على لبنان على غرار غزة مقابل رأي بأن إسرائيل ستستمرّ في ما تقوم به في الجنوب من عمليات
- ماكرون لعدم استمرار ربط جبهة الجنوب بحرب غزة وسعى مع الأميركيين لتهدئة الجيش الإسرائيلي على هذه الجبهة
- لهذا لن يستبدل محور الممانعة الوسيط الأميركي بفرنسا التي أعادها مراراً بـ «خفي حنين»
ليس خافياً أن تكثيفَ الحِراك الديبلوماسي الأوروبي – الأميركي – العربي حول لبنان وفي اتجاهه يعكس في جانبٍ رئيسي منه الخشية الكبيرة من أن يتم زجُّ «بلاد الأرز» في قلْب «إعصار نار» تلفّ رياحه الساخنة جبهة الجنوب ومحاور أخرى يتمدّد إليها العصفُ العسكري كلما دعتْ الحاجة إلى «التذكير» بقواعد الاشتباك المتقابلة أو إرساء معادلات جديدة تُراعي التحوّلات، كمّاً ونوعاً، في الميدان الذي بات مسرحاً لمكاسرةٍ لم تكسر بعد خط الرجعة عن حربٍ كبرى لا يريدها أحد ولكن الجميع قد يجدون أنفسهم في... فوهتها.
وفي حين كانت زيارةُ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لباريس أقوى مَظاهِر رفْع الاهتمام الفرنسي بالواقع اللبناني ومَخاطره العالية إلى المستوى الرئاسي المباشر، فإنّ التحرّكَ الذي ينخرط فيه الاتحادُ الاوروبي بقوة في ما خص ملف النازحين السوريين يؤشّر بدوره إلى استشعارٍ مزدوج: أولاً بوطأة هذه القضية على القارة العجوز نفسها التي تريد قطع الطريق على أن يتحوّل النزوح بمثابة «ثقب أسود» في خاصرتها بحال أرْخى لبنان أكثر الحبلَ لهجرتهم غير الشرعية عبر البحار. وثانياً بعدم قدرة الوطن الصغير، الذي يعيش حرب استنزاف عبر جبهته الجنوبية منذ 8 اكتوبر، على تحمُّل أعباء عناوين يُخشى أن تتحوّل جاذبة صواعق في الوقت الذي يقف على حافة صِدام كبير، قد يقع غداً وربما لا يقع أبداً.
وإذ تَصَدَّرَ ملفُ النازحين واجهةَ المشهد السياسي أمس مع جولة مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي على المسؤولين اللبنانيين تحضيراً لزيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في 2 مايو المقبل حيث سيرافقها الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس للإعلان المفترَض عن حزمة مالية من الاتحاد لمساعدة لبنان في موضوع اللجوء السوري تحضيراً للمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل أواخر الشهر نفسه، انشغلتْ الكواليس بارتفاع منسوب التحذيراتِ من أن تندفع اسرائيل في هجومٍ على لبنان يستظلّ تجديد ضخ التمويل الأميركي في شرايين الدعم العسكري والأمني لها وحاجة تل أبيب الى «بَدَلٍ عن ضائع» شكّله «الردّ الأسرع من الصوت» ولكن مع كاتم للصوت على الضربة الإيرانية التي لم توفّر عنصراً من «المؤثرات البصرية والصوتية» يوم 14 الجاري.
قراءة بين حدين
ورغم ثبات أوساط واسعة الاطلاع على تقويمها بأن المدى المنظور لا يشي بتبدّلٍ في توقُّع استمرار المواجهات على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية في نطاق الحرب المحدودة التي تتوسع بانضباطٍ وفق مقتضيات الميدان، وبأن أي توسيع لها يصعب تَصَوُّر أن يخرج عن قتالٍ لأيام تعتقد تل أبيب أن بإمكانها على وهجه استدراج المجتمع الدولي للضغط الأقصى لبلوغ تفاهمٍ بات اتفاقُه الإطار شبه منجَز من واشنطن عبر موفدها آموس هوكشتاين، فإنّ زيادة المعاينة الخارجية اللصيقة للوضع اللبناني تراوح قراءتها بين حدين:
- الأول استقراء خطرٍ حقيقي من أن الصِدام الكبير هو أمر جدي من جانب اسرائيل وأن حتى أيام قتالية محدودة لا أحد يملك التحكّم بمآلاتها على قاعدة أنه يمكن معرفة متى تبدأ ولكن ليس متى وكيف تنتهي. ومن هنا مثلاً يمكن فهْم ما كُشف في ضوء محادثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ميقاتي عن أن في الاليزيه مَن يتوقّع هجوماً إسرائيلياً على لبنان على غرار ما تقوم به الدولة العبرية في غزة (في مقابل رأي آخَر يرى ان إسرائيل ستستمرّ في ما تقوم به في الجنوب من عمليات) وأن ماكرون (كما نقلت صحيفة «النهار») طلب من رئيس الحكومة ان يدفع «حزب الله» الى عدم الاستمرار في ربط القصف على اسرائيل بحرب غزة، وأنه عمل مع الاميركيين على تهدئة الجيش الإسرائيلي على هذه الجبهة.
وفيما زار أمس رئيس هيئة أركان الدفاع البريطانية هارفي سميث لبنان في إطار جولته على المنطقة «وجرى البحث في الوضع في جنوب لبنان وضرورة العمل على خفض التوتر ووقف اطلاق النار»، عزّز المخاوفَ تصريح الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس عن «اننا في الجبهة الشمالية، نقترب من نقطة الحسم (مع لبنان) في كيفية المضي قدماً في نهجنا العسكري. وهذه هي جبهة العمليات التي تواجه التحدي الأكبر والأكثر إلحاحاً، ويجب أن نتعامل معها على هذا الأساس».
- والحدّ الثاني الانطباع بأن السباق الذي يشتدّ بين الديبلوماسية والميدان هو في إطار استعجال إنهاء الأرضية لـ «هبوط آمن» على متن اتفاقٍ لـ «اليوم التالي» لبنانياً، باتت المفاضلة فيه بين ورقة فرنسية حاول ماكرون تقديم نسخة جديدة منها تُراعي تحفظاتِ لبنان ومحور الممانعة الذي سبق أن رفع بوجهها البطاقة الحمراء باعتبار أن ما ينسفها من داخلها هو دعوتها لفصل جبهة الجنوب عن حرب غزة، وبين طرحٍ أميركي أكثر واقعية حمله هوكشتاين لتطبيقٍ ناعم ومتدرّج للقرار 1701 لا يحرج حزب الله بشروطٍ مثل الانسحاب «الحاد» من جنوب الليطاني أو الى «مسافة آمنة» بحوالي 10 كيلومترات، ويشقّ طريقَه مع انكفاءِ أو انطفاء كرة نار غزة وصولاً إلى ترتيباتٍ حول الحدود البرية تسحب صواعق خلافٍ مزمن (لا يشتمل على مزارع شبعا) وتكون منطلقاً لاستقرار على «سيبة ثلاثية» أمنية وسياسية (الانتخابات الرئاسية) واقتصادية.
هوكشتاين
وفي حين ذكرتْ تقارير في بيروت أن «هوكشتاين قد يحطّ في لبنان لساعات ضمن زيارةٍ للمنطقة مرهونة بحصول تطورات معيّنة هذا الأسبوع»، كما أفادت قناة«ام تي في»اللبنانية، فإنّ ما سُرِّب عن دعوةٍ وجّهها ماكرون لرئيس البرلمان نبيه بري لزيارة باريس خلال الاتصال الذي أجراه به (في اليوم نفسه لمحطة ميقاتي في فرنسا) وما ذُكر عن أن بري لم يجد الوقت مناسباً لتلبيتها وأن لا جديد في الموقف الفرنسي من محاولات التهدئة جنوباً، عَكَسَ ما سبق أن أوردته«الراي»عن أن محور الممانعة ليس في وارد«استبدال»الوسيط الأميركي في أي مسارٍ لليوم التالي لبنانياً وذلك على قاعدة أن أي أخذ وردّ جدي يكون مع الأصيل لا مع الوكيل.
ويرتكز هذا القرار على أن أي تَفاهُم يكون على طرفيْ الطاولة فيه كل من الولايات المتحدة وإيران، وعلى«تجربةٍ»عكست ثابتة لدى محور الممانعة في لبنان وسبق أن ارتسمتْ في الملف الرئاسي حين بادرت باريس منفردة (قبل أن تولد مجموعة الخمس حول لبنان) وقبْله إبان محاولات فرنسا رعاية تسوية لاستيلاد حكومة اختصاصيين تكنوقراط على أنقاض انفجار مرفأ بيروت (اغسطس 2020)، وكلها محطات خرجت منها باريس بـ«خفي حنين».
ولم يكن عابراً محاولة البعض ربْطُ عودة«كتائب القسام»الى واجهة الميدان جنوباً حيث أعلنت مسؤوليتها عن اطلاق زخات صواريخ من الجنوب اللبناني في اتجاه ثكنة شوميرا العسكرية في القطاع الغربي من الجليل الأعلى يوم الأحد عن«رسائل بالنار»وُجّهت إلى فرنسا ودعوتها للطلب من الحزب الله، في الوقت الذي استوقف أوساطاً سياسية ما كتبه الوزير السابق وئام وهاب على منصة«أكس»عن أنه«إذا نُفذت العقوبات علينا بتهمة تسهييل التبييض يعني إعداماً لكل اللبنانيين. الرئيس ميقاتي تبلغ التحذير فلنتحرك»، متسائلة هل من مناخات لضغط متعدد الجبهة على لبنان في«اللحظات الحرجة»من السباق بين«النار والماء» جنوباً؟
«هيرمس 450»
وكانت التطورات الميدانية انطبعت مساء الأحد، بتكرار«حزب الله»إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي نوع«هيرمس 450»بصاروخ أرض - جو، وهو ما اعترف به الجيش الاسرائيلي بعدما أعلن الحزب أنه استهدفها فوق منطقة العيشية بينما كانت في مهمة قتالية في جنوب لبنان.
وفي حين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بان الطائرة المسيّرة هي الخامسة التي ينجح«حزب الله»بإسقاطها منذ بداية الحرب على غزة، فإن هذا التطور عمّق مخاوف في تل أبيب من فقدان التفوق الجوي في المجال اللبناني.
وقد ردّت اسرائيل بغارات على المنطقة الواقعة بين العيشية والوازعية في جبل الريحان (قضاء جزين) بالقرب من مكان سقوط المسيرة، كما استهدف طيرانها الحربي منطقة الجبور (قضاء جزين).
الخليفي زار بيروت للتعزية بزوج بهية الحريري
زار وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز الخليفي بيروت، أمس، حيث قدّم واجب العزاء لآل الحريري بوفاة مصطفى الحريري (أبونادر) زوج النائبة السابقة بهية الحريري.
وأصدر المكتب الإعلامي للحريري بياناً جاء فيه: «استقبلت السيدة بهية الحريري وفداً قطرياً رفيعاً برئاسة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي، يرافقه السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني، لتقديم التعازي باسم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بوفاة المغفور له بإذن الله الحاج مصطفى أحمد الحريري. وكان في استقبال الوفد القطري إلى جانب السيدة الحريري، نجلاها السيد نادر والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري وأفراد العائلة».