آخر الأسبوع

تصغير
تكبير

1 + 40

عندما أعلن النائب سعود العصفور نتائج الاجتماع التنسيقي لبعض أعضاء مجلس الأمة 1 + 40، تأكد لنا أننا لا نزال في عالم المجهول وأننا بعيدون عن جادة الصواب، ولكي لا نقول الكلام من دون أدلة، لذا سوف نسردها لكم:

- تمت دعوة بعض أعضاء مجلس الأمة وتم تجاهل البعض، على اعتبار أن 1 + 40 الحزب الذي فاز بأغلبية أصوات الأمة.

ما زال هناك حقد وضيق أفق وإقصاء لنواب انتخبهم الشعب ليمثلوه، إقصاؤهم وإعلان المواقف المسبقة منهم، يعني إقصاء ناخبيهم، أي مجموعة من الشعب الكويتي، وهذا مبدأ لا يمت للديموقراطية وممارستها الصحيحة بأي صلة. هذه الممارسات دليل على أننا لا نزال في مرحلة الحضانة البرلمانية «نكبر شوي أحسن» وبعدين انتو خايفين من أي شيء؟ أغلبكم لديه حنجرة عالية وأوتار صوتية ضخمة، تعرفون اللف والدوران في الكلام (أي محاورين)، لماذا الخوف من دعوتهم؟ لماذا تقصون جزءاً من الشعب من بيت الشعب وتدعون الممارسة الديموقراطية والبعد عن التعصب الأعمى وأنتم ملوكه؟

- كانت نتائج المجتمعين عبارة عن رسالة لرئيس الوزراء المكلف يجب أن يحوي برنامج عملك هذه الأمور، أو الصدام المبكر، وفعلاً منذ الساعة الأولى لتنصيب الشيخ أحمد العبدالله الصباح رئيس وزراء، بدأ الردح والفلسفة، وعلى قولة إخوانا المصريين «ذبحوا القطة من أول ساعة» للتخويف والانصياع لهم وعودة سيطرتهم على مفاصل الوزارات والمؤسسات الحكومية في التعيين لمعارفهم وطرد وفصل الآخرين والتحكم بالوزارات لمصالحهم ومصالح أنصارهم، وكلنا شاهدنا كيف كانت تقبل طلبات الانضمام للمؤسسات الشرطية (الشرطة والضباط) من دون ضبط أو ربط ونتيجتها كانت سلبية.

كانت الأبواب مفتوحة على مصراعيها، إلى أن جاء اليوسف وأنقذ ما يمكن إنقاذه. هذا في مؤسسة أمنية، فما بالك بالمؤسسات الاقتصادية والخدماتية؟ الله أعلم ماذا فعلوا. لذلك، عندما حاول الشيخ محمد الصباح كبح جماح الأعضاء من إدارة المؤسسات والوزارات الحكومية ورفع يدهم عنها، نجح لكن لشهر واحد فقط، هنا أصبح اللعب على المكشوف والصدام تم تصعيده إلى المساس بالقيادة السياسية، فطغيان سلطة مجلس الأمة على السلطة التنفيذية يعني إخلالاً بالمبادئ الدستورية وبالتالي الفوضى وهذا ما يعرفون العيش فيه، ولنا تجارب مع بعضهم قريبة. وخذ الأخيرة، مطالبتهم لرئيس الحكومة التدخل في السلك القضائي، قمة العبث والجهل السياسي.

- لم يتطرق الاجتماع 1 + 40 إلى أهمية إصدار تشريعات تهتم بتطوير التعليم وإعادة صياغة مناهجه، تطوير الخدمات الصحية وتوفير الأدوية، الكهرباء وزيادة مصادرها وإنتاجها وكذلك المياه، الأمن الغذائي الدائم والمعتمد على الإنتاج في الداخل، بل تطرق إلى مواضيع ليس لها من الأولوية غير مصالح أطراف محددة مقربة لهم الجنسية والتجنيس وزيادة الرواتب.

ماذا أفعل في زيادة الرواتب عندما أستورد كل احتياجاتي اليومية من الخارج والمحيط الإقليمي يغلي وقد ننقطع عن العالم في أي لحظة؟ ماذا أفعل في تحويل قانون الجنسية إلى المحاكم وأنا مخترق في وطني؟ الجميل أن من كان لا يعترف بالهوية الوطنية للكويت، الآن ينادي بأن تكون من أولويات الحكومة «إنت صاحي؟».

النتيجة أننا عرفنا شكل هذا المجلس (الله يكفينا شر أعماله) وشكل التعاون المطلوب، وهذا كله نتاج قانون الصوت الواحد والدوائر الخمس، لكن هل نتوقع أن يتقدم هؤلاء بقانون جديد للانتخابات لكي لا تكون نتائج الانتخابات بمثل هذه النوعية! الله وحده يعلم بما يخفي لنا المستقبل.

أما رئيس الوزراء الجديد، فنقول له إياك أن تصدق الكلمات التالية منهم: «متعاون، لك قاعدة شعبية، ثوبك أبيض»، كلها كلمات الهدف منها التمدد للسيطرة على وزارتك والمؤسسات الحكومية. فهم لن يهدأ لهم بال حتى يتم تحويل منصب رئيس الحكومة إلى شعبي بعد أن نجحوا في (إقناع) الأسرة الحاكمة بفصل منصب رئيس الحكومة عن ولاية العهد والأيام المقبلة بيننا، فليس صدفة الحرق السياسي لأبناء الأسرة ممن عينوا رؤساء للوزارة.

وعلى الخير نلتقي،،،

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي