منذ ما يزيد على الثلاثين عاماً أو أكثر من ذلك كنت من روّاد رابطة الأدباء في منطقة العديلية، وتشرّفت بالجلوس مع قامات أدبية كويتية كبيرة لها في الوسط الثقافي الكويتي الأثر العظيم، أمثال الأستاذ أحمد السقاف وخالد سعود الزيد والدكتور عبدالله العتيبي والدكتور خليفة الوقيان والأستاذ علي السبتي ويعقوب الرشيد والشاعر يعقوب السبيعي، والأستاذ فاضل خلف وشقيقه أبو طارق، عبدالله خلف، هذا على سبيل الذكر وليس الحصر الدقيق والشامل.
ففي رابطة الأدباء كان يجتمع المبدعون في مجالات شتى كالفنان النحات الكبير سامي محمد والفنان الكبير شادي الخليج والملحن غنام الديكان وأستاذ المسرح عبدالعزيز السريع والمطرب صالح الحريبي، بالإضافة إلى الأخوات الأديبات والكاتبات والشاعرات منهن الأستاذه ليلى العثمان وليلى محمد صالح، أسال الله الرحمة لمن توفي وطول العمر والصحة والسلامة لمن هو حي يُرزق.
تلك الأمسيات التي كانت تُزيّنُ دائماً بالنقاش والحوار الطيب في كل ما هو جديد في عالم اللغة والثقافة والفنون، ولا يخلو كذلك من وقفات طريفه تزيد الأمسية حياةً وسعادةً.
كانت الرابطة أشبه ما تكون ببستان تتغنى به الأطيار لكل واحد منها لمسة إبداع ورخامة صوت وجمال المنظر وحلو الصور، فإذا قال محمد الفايز بيتاً أنشده عبدالله حسين بآخر لا يقل عنه جمالاً وعمقاً ولا يبخل هذا عن زميله ذاك في الإضافة والتصويب أو الاطراء الصحيح. وعلى هامش ذاك الجمع الراقي من أدباء الكويت كان الشباب الناشئ يعرض فنه وطرحه على الكبار فينبغ من بين اليافعين أخطلٌ صغير جديد، أو تأتي إلينا نازك الملائكة أو غادة الرشيد، فيصفق الجمع المثقف في رابطة الأدباء لشاعرة أو كاتبة قصة.
خرجت من صفوف بناتنا زهرات الأدب الكويتي ولا أبالغ إن قلت عن رابطة الأدباء منذ نشأتها في الستينات القرن الماضي إنها مدرسة للثقافة والآداب والفنون تفوق روادها في حياتهم الأدبية والثقافية، هذا جزء قليل من فيض بحر عميق مملوء بالدر والنفيس الذي أنتج جيلاً من المبدعين حقّقوا للكويت الكثير من النجاحات والتميز في الساحات الثقافية والفنية والاجتماعية التي لا تزال قائمة على مدى السنوات، وهي مستمرة في العمل نحو المزيد والمزيد من الإنجازات والإبداعات التي تسعى الدولة لتحقيقها. فشكراً وألف شكر لكل القائمين على رابطة الأدباء منذ أمينها العام الأول الأستاذ عبدالله الحاتم إلى مجلس إدارتها الحالي، داعياً الله أن يوفقهم إلى الخير والصلاح، اللهم آمين.