No Script

ألوان

مسلسلات رمضان

تصغير
تكبير

بسبب وضعي الصحي مع ازدحام في الشوارع «ليل نهار» خلال شهر رمضان المبارك، آثرتُ البقاء في المنزل أطول من أي وقت مضى، وكلما خرجت لمراجعة الطبيب أجدني سعيداً بالبقاء في المنزل، لكنها فرصة ذهبية للتعبد ولقراءة القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك.

ولقد تابعت بعض المسلسلات المحلية والخليجية والعربية إلا أنني لاحظت هبوط مستوى تلك الدراما وكأنهم متفقون على هذا المستوى الهزيل من الأعمال التي لا ترتقي إلى أن تعرض على المشاهدين.

وعندما زارني صديقي الذي كان يعمل في الصحافة أكد لي أن السبب الرئيس هو عدم وجود نص درامي قوي مؤثر كما كان في العقود السابقة من الزمن، وراح يسرد لي سلسلة من الأعمال الدرامية المحلية والخليجية والعربية، مؤكداً أن هناك مجموعة من الممثلين على قدر عال من الإبداع في الأداء مع تفاوت في المستوى وهذا أمر طبيعي.

إن تاريخنا البعيد والقريب مليء بالقصص التي تستحق أن يتم تحويلها إلى دراما، وكذلك الأحداث التي مرّ بها الوطن العربي تضم في طياتها الكثير من الأمور التي يمكن تقديمها درامياً، وكذلك بعض الشخصيات المميزة التي نريد تقديمها إلى الجيل الجديد لطالما أننا أُمة لا تقرأ.

وأعترف أنني كلما تابعت مسلسلاً تركته بعد حلقة أو حلقتين ولم أجد نفسي مندمجاً إلا مع مسلسل «الخن»، بطولة محمد المنصور وحسين المنصور حيث العودة إلى الماضي وهي دراما مشوقة عن العلاقة التجارية بين الكويت وزنجبار وهو مسلسل مقبول بدرجة متوسط، ولعبت خبرة الإخوة المنصور في الأداء لمعالجة بعض نقاط ضعف النص من حيث الحبكة الدرامية، ناهيك عن بعض الملاحظات التي يقع بها كلما تم تصوير مسلسل تراثي من حيث «الدشاديش والغتر» التي تبدو وقد تعرضت إلى «الكي» إضافة إلى نوعية «النعل» التي تبدو حديثة جداً، وتلك وان كانت أمور ثانوية إلا أنها مهمة يحرص عليها صناع الفن في الغرب فهم يمتازون بالدقة المتناهية بل لديهم مختصون في مثل هذه الأمور.

وقد أبدع كلٌ من جمال الردهان وجمال الرويعي وحسن إبراهيم، وهم مخرجون وممثلون في الوقت نفسه، كما كان هناك حضور متميز لمجموعة من الممثلين الشباب المميزين حيث حسن الأداء، وهذا يعكس مواهبهم ودور المخرج في إبراز طاقاتهم رغم أنني لا أعرف أسماءهم، إلا انني لا أستطيع تجاهل ذكر تميزهم وفي مقدمهم هيلدا ياسين ونجلاء العبدالله ورانيا شهاب وزمن عبدالله، وقد سألني مرة أحد الشباب عن معنى اسم «بزة» فقلت له إنها تعني الهيئة وحسن الهندام، وكانت هناك مقولة تردد قديماً هي «بنتنا بزة، بالقاع مرتزة، تفصخ الثوب الأحمر وتلبس الجزة».

وخليجياً لفت انتباهي مسلسل «جاك العلم»، بطولة الممثل ماجد مطرب فواز، الذي أتوقع أنه سيكتسح الدراما الخليجية خلال السنوات المقبلة خاصة أن مشاركة مميزة له كانت في العام الماضي عبر مسلسل «رحى الأيام».

وعربياً كان هناك تراجع كبير في الدراما المصرية وهي الرائدة والتي كنت وما زلت معجباً بها منذ الصغر، وهي مركز إشعاع فكري عربي مهم لطالما نهلنا منه، وعلى مستوى الدراما كانت هناك روائع ما زالت عالقة في ذاكرة الفن العربي، وكذلك الأمر بالنسبة للدراما السورية التي لم تعد كما كانت متوهجة رغم امتلاكها لكل مقومات النجاح.

ولقد أعجبني مسلسل لبناني يحمل اسم «2024»، وهو مسلسل عبارة عن خمس عشرة حلقة بطولة الممثلة اللبنانية نادين نجيم والفنان السوري محمد الأحمد والفنان اللبناني رفيق علي أحمد، وهو تكملة لجزء سابق كما أنه يمتاز بالتشويق والإثارة وقصر مدة الحلقة لكنه يقدم دراما إنسانية ذات إيقاع سريع خال تماماً من كل المط والاطالة التي لا داعي لها والتي تنفذها الدراما العربية ليس لضرورة فنية بل كي يكون هناك ثلاثون حلقة وتلك هي متطلبات السوق الفضائية.

همسة:

نعاني من هبوط ثقافي تبعه هبوط فني فهل نتقدم؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي