رؤية كويتية لـ 3 سيناريوهات بعد الضربة الإيرانية: مفاوضات - حرب استنزاف - مواجهة مباشرة
قدّم جمع من أساتذة العلوم السياسية الكويتيين رؤية تحليلية سياسية، عبر «الراي»، للضربات الإيرانية التي استهدفت إسرائيل، ورجحوا وجود 3 سيناريوهات محتملة لنتائج تلك الضربات، وهي بترتيب الأكثر قُرباً للتحقق: الدخول في مفاوضات ديبلوماسية عبر وساطات إقليمية ودولية تؤدي إلى تفاهمات سياسية قد تنعكس إيجاباً على الملف الفلسطيني وربما تؤدي إلى حل الدولتين، أو عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل توجيه الضربات الإيرانية، أما السيناريو الثاني فهو استمرار حرب استنزاف بين الطرفين الإيراني والإسرائيلي، أما السيناريو الثالث والأخير فهو مواجهة عسكرية مباشرة ستكون باهظة الكلفة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً.
سهر: الخيارات لاتزال مفتوحة
... أبرزها التفاهم الديبلوماسي
- إيران تعدّت قواعد الاشتباك التقليدية رداً على عبور الكيان الصهيوني حد المواجهة غير المباشرة
- هل يكتفي الطرفان بهذا الحد من المواجهة أم أن أياً منهما سيمضي إلى التصعيد؟
- الحرب قد تكون نتائجها صفرية للطرفين ومكلّفة جداً من النواحي العسكرية والاقتصادية
- الكيان الصهيوني بعيد جداً عن الهيمنة الإستراتيجية على المنطقة
أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله سهر أن «الهجوم الإيراني بالمسيرات والصواريخ على الكيان الصهيوني يدخل في إطار إستراتيجية الردع التي تتبعها الدول المتخاصمة»، مشيراً إلى أن «الاعتداء الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق يُعتبر خطوة عابرة لقواعد الاشتباك التقليدية التي تحددت منذ فترة طويلة بين الطرفين، حيث كانت المواجهة من خلال الحلفاء وليس بشكل مباشر، وأتى هذا الاعتداء مباشراً لكون مقر السفارة يُعتبر، في العُرف الديبلوماسي والقانوني، أراضي إيرانية تتمتع بالحصانة الدولية، إلا أن الكيان الصهيوني قد عبر هذا الحد مما يجعل إيران هي الأخرى تتعدى قواعد الاشتباك إلى المواجهة المباشرة عبر الضربات التي وجهتها» ليل السبت - الأحد الماضي.
واعتبر سهر أن «السؤال المهم هو: هل سيكتفي الطرفان بهذا الحد من المواجهة التي شكّلت اختباراً حقيقياً لهما باستعراض القوة، أم أن أياً منهما سيمضي إلى التصعيد من خلال توجيه ضربات عسكرية أخرى؟»، معتبراً أن «الإجابة عن هذا السؤال بحاجة إلى فرد استعراض تحليلي إستراتيجي لقدرات الطرفين وأهدافهما الإستراتيجية ولفهم طبيعة شبكة الأطراف المتحالفة مع كل منهما، فضلاً عن دور الدول المحيطة بهما والتي ستتأثر بهكذا مواجهات».
وخلص سهر إلى أن «الخيارات لاتزال مفتوحة وقد يكون أبرزها التفاهم الديبلوماسي للعودة إلى المواجهة التقليدية من دون الولوج في حرب قد تكون نتائجها صفرية للطرفين، وهذا السيناريو بحاجة إلى ترتيبات وتدخلات من أطراف إقليمية ذات صلة بالتداعيات التي يمكن أن تورثها أي مواجهة عسكرية مفتوحة، علاوة على تدخلات من أطراف عالمية ذات صلة بطرفي النزاع مثل روسيا وأميركا والصين».
وعن توقعه في شأن التفاوض المحتمل، قال: «إذا نجحت هذه الأطراف الإقليمية والدولية في إقناع الخصمين الإيراني والإسرائيلي بالتوقف عن التصعيد فقد يقود ذلك إلى مفاوضات تمتد لحسم موضوع غزة وأبعد منها أيضاً لحل الدولتين. أما في حال فشل هذه الأطراف في إقناع الطرفين المتخاصمين فأعتقد بأن السيناريوهات المحتملة تتراوح بين استكمال حرب الاستنزاف الواقعة حالياً إلى سيناريو المواجهة المباشرة التي ستكون مكلفة جداً من النواحي العسكرية والاقتصادية ليس لطرفي النزاع وإنما لجميع الأطراف ذات الصلة بالشرق الأوسط والخليج».
واعتبر أن «في المحصلة النهائية، تبيّن أن الكيان الصهيوني بعيد جداً عما كان يعتبره هيمنة على إستراتيجية المنطقة، وهذا ما أدركه بعض حلفائه وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، مما قد يقود إلى نقلة نوعية في التفكير التقليدي الذي تتبعه واشنطن إزاء النزاع حول فلسطين، بل حتى العديد من السياسيين الصهاينة قد يعيدون حساباتهم بعيداً عن طموحات (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو المستلهمة من الرواية الصهيونية الخيالية لإسرائيل الكبرى».
بوصليب: التطورات رهن قدرة واشنطن على ضبط رد الفعل الإسرائيلي
قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور فيصل بوصليب إن «عقيدة الردع الإستراتيجية تستلزم الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، وكان من المتوقع بأن يكون الرد العسكري الإيراني محدوداً».
وبشأن توقعاته لما ستؤول إليه الأمور بعد الضربة الإيرانية، اعتبر أن «الوضع يعتمد على قدرة إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن على ضبط رد الفعل الإسرائيلي وعدم الانزلاق إلى الحرب الشاملة».
وأشار إلى ما أعلنته مصادر إيرانية بأن طهران «سوف تستهدف أي دولة ينطلق منها أي هجوم عسكري ضدها»، مؤكداً في الوقت ذاته أنه «يجب علينا في الكويت الإبقاء على الحياد والعزلة عن التورط في هذه المواجهة».
عيراني: الضربات للاستهلاك الداخلي
... وأحيَت فكرة أن الإسرائيليين ضحايا
اعتبر أستاذ العلوم السياسية السابق في الجامعة الأميركية في الكويت الدكتور جورج عيراني أن «الضربة الإيرانية كانت منسقة مع أميركا وإسرائيل»، وأنها «للاستهلاك الإيراني الداخلي فقط، حتى تظهر القيادة الإيرانية للشعب أنها ردّت».
ورداً على سؤال عن احتمال قيام إسرائيل بالرد على إيران، قال عيراني، المقيم حالياً في إسبانيا لـ«الراي»: «نعم ثمة احتمالية لرد إسرائيلي ولكنه سيكون محدوداً»، لافتا إلى أن «هذه الضربات الإيرانية شتتت الأنظار عما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي من جرائم في قطاع غزة، وساهمت في استدعاء فكرة أن الإسرائيليين ضحايا وأن دول جوار إسرائيل أعداء».
وشدّد على أن «القصة الأكبر تبقى ما يحدث في غزة»، معتبرا أن «نتنياهو يسعى إلى تقوية موقفه الداخلي وإضعاف معارضي حكومته قبيل الانتخابات، والاستفادة من الشهور الأخيرة من حكم الرئيس الأميركي جو بايدن».
وعن التهديدات التي قد تواجه الدول الخليجية جراء هذه الضربات، بيّن أن «الدول الخليجية بها قواعد أميركية، وبالتالي من المستبعد أن ينالها ضرر جراء المواجهات الإيرانية - الإسرائيلية».
الشايجي: توحيد الصهاينة
... أخطر نتائج الهجوم
تساءل أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله الشايجي، في حسابه في منصة «إكس»، بالقول: إن «السؤال الإستراتيجي هل ما قامت به إيران ليلاً وفجراً منحة أم نقمة؟»، ليجيب بالقول «غزة غابت عن شاشات الرادار، وما هو مستقبل حكومة نتنياهو التي كانت على شفا السقوط والانهيار بسبب كوارث وفشل منع طوفان الأقصى وسوء إدارة الحرب؟! هل أسقط انتقام إيران نتنياهو أم أنقذه؟ أنظروا للصورة البانورامية كاملة غير مجتزأة».
وخلص إلى القول بأن الهجمات «رد محدود ومدروس أبلغوا الأميركان عنه وأميركا نبهت وانتظروا، واستعدوا لوصول المسيرات والصواريخ لساعات وأسقطوا 99 في المئة منها ولم يقتل إسرائيلي واحد»، معتبراً أن «أخطر نتائج الهجوم هو توحيد الصهاينة الإسرائيليين».