الضربة الإيرانية لإسرائيل... بين الإدانة والقلق من زعزعة الاستقرار في المنطقة
دانت القوى الغربيّة الضربات الإيرانيّة على إسرائيل، محذّرة من أنّ الهجوم الليلي يهدّد بمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، بينما أبدت الدولة العربية والصين وروسيا عن قلقها، داعية الى الهدوء وضبط النفس.
وأعربت وزارة الخارجيّة السعوديّة عن «بالغ القلق جرّاء تطوّرات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته»، داعية جميع «الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب».
وأكّدت «ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليّته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليّين، ولا سيّما في هذه المنطقة البالغة الحساسيّة للسلم والأمن العالمي، وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التي ستكون لها عواقب وخيمة في حال توسّع رقعتها».
وأعربت دولة قطر عن قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع في المنطقة، ودعت جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وحضت في بيان المجتمع الدولي على التحرك العاجل لنزع فتيل التوتر وخفض التصعيد في المنطقة، كما جددت التزام دولة قطر بدعم كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وحضت دولة الإمارات، من جانبها، على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
ودعت وزارة الخارجية إلى حل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الديبلوماسية، وإلى التمسك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة، كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياتهما بتعزيز الأمن والسلم الدوليين عبر حلّ القضايا والصراعات المزمنة في المنطقة والتي باتت تهدّد الأمن والاستقرار العالمي.
وأكدت الخارجية البحرينية أنها تتابع «بقلق» التصعيد العسكري في المنطقة ما يهدد بزيادة حدة التوتر واتساع رقعة الحرب وتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي.
ودعت في بيان إلى ضرورة الالتزام بالهدوء وضبط النفس وعدم التصعيد لتجنيب شعوب المنطقة تبعات هذا التصعيد «الخطر».
وأعلنت الخارجية العمانية في بيان أنها تتابع باهتمام بالغ تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته وأهمية ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
وأكدت على موقف سلطنة عمان الداعي إلى الالتزام بالقوانين الدولية وضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين.
كما شددت مجددا على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة وفتح ممرات المساعدات الإنسانية والإغاثية لكافة ربوع القطاع دون عوائق.
وفي عمان، قال وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين إن الحكومة «تحض مختلف الأطراف على ضبط النفس والتعامل بمسؤولية مع التوترات»، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء يدعو كذلك مختلف الأطراف إلى «التعامل بجدية ومسؤولية مع مخاطر التصعيد الإقليمي وتداعياته».
وحذرت مصر من «خطر التوسع الإقليمي للنزاع».
ودعت عبر وزارة خارجيتها «إلى أقصى درجات ضبط النفس»، وأكدت «الاتصال المباشر مع جميع أطراف النزاع لمحاولة احتواء الوضع».
واعتبرت حركة «حماس» الضربة الإيرانية «حقاً طبيعياً ورداً مستحقاً» على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من ابريل الجاري.
وفي الفاتيكان، أطلق البابا فرنسيس «نداء ملحاً من أجل أن يتوقف كل عمل يمكن أن يغذّي دوامة العنف التي تنذر بإدخال الشرق الأوسط في نزاع أوسع».
تهدئة وضبط نفس
وأعربت الصين عن «قلقها العميق» من الهجوم.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية لم يتم كشف اسمه إن بكين «تعرب عن قلقها العميق إزاء التصعيد الراهن وتدعو كل الأطراف المعنيين الى ممارسة الهدوء وضبط النفس لتفادي تصعيد إضافي».
وأضاف «تدعو الصين المجتمع الدولي، خصوصا الأطراف ذات التأثير، الى أداء دور بنّاء لصالح الأمن والاستقرار» في منطقة الشرق الأوسط.
وحضت الخارجية الروسية في بيان «كلّ الأطراف المعنيين على إظهار ضبط النفس. نحن نعوّل على الدول الإقليمية لحلّ المشاكل الراهنة بوسائل سياسية وديبلوماسية».
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «بشدة التصعيد الخطر» المتمثل في الهجوم الإيراني على إسرائيل، داعياً إلى «وقف فوري لهذه الأعمال العدائية».
وقال «أحضّ جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس للحؤول دون أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبرى على جبهات متعددة في الشرق الأوسط».
«تصعيد غير مسبوق»
وفي بروكسيل، أكد مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر منصّة «إكس»، أنّ الاتّحاد «يدين بشدّة» هجوم إيران على إسرائيل، منددا بـ«تصعيد غير مسبوق» و«تهديد خطر للأمن الإقليمي».
ودانت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين من جهتها «بأشدّ العبارات الهجوم السافر وغير المبرّر لإيران على إسرائيل»، عبر «إكس». وكتبت «أدعو إيران ووكلاءها إلى وقف هذه الهجمات فورا. وينبغي لكلّ الأطراف الآن الإحجام عن أيّ تصعيد جديد والعمل على إعادة الاستقرار إلى المنطقة».
واستنكر حلف شمال الأطلسي (الناتو) «تصعيد إيران»، داعيا إلى «ضبط النفس»، على لسان الناطقة باسمه فرح دخل الله، التي قالت في بيان «من الضروري ألا يصبح النزاع في الشرق الأوسط خارجا عن السيطرة».
وندّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالهجوم الإيراني «المتهوّر»، مؤكدا أنّ بريطانيا «ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل».
وقال «إلى جانب حلفائنا، نعمل في شكل حثيث على ضمان استقرار الوضع والحؤول دون تصعيد إضافي. لا أحد يريد أن يرى إراقة مزيد من الدماء».
ودان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «بأشد العبارات الهجوم غير المسبوق الذي شنّته إيران على إسرائيل»، داعيا في الوقت نفسه الى «ضبط النفس» خشية وقوع تصعيد إقليمي أكبر.
واستنكر المستشار الألماني أولاف شولتس بشدّة الضربات الإيرانية.
وقال «بهذا الهجوم غير المسؤول وغير المبرّر، تخاطر إيران بإشعال الوضع في المنطقة... تقف ألمانيا إلى جانب إسرائيل في هذه الأوقات العصيبة».
وأعربت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، عن «قلق بالغ من زعزعة الاستقرار في المنطقة».
ودعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى «تفادي تصعيد إقليمي، مهما كلّف الأمر»، مشيرا على حسابه في اكس «نتابع بقلق بالغ تطوّر الوضع في الشرق الأوسط».
واعتبرت أوكرانيا أن «الأعمال غير المقبولة لإيران قد تتسبب بتصعيد جديد في الشرق الأوسط».
وأشار رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دو كرو عبر «إكس» إلى أن «إيران معروفة بأنها دولة راعية للإرهاب ويشكّل هجومها المباشر على إسرائيل تصعيدا خطيرا للعنف في الشرق الأوسط».
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في بيان إنّ «كندا تُدين بشكل قاطع» الهجوم الإيراني، مضيفا أنه «متضامن مع إسرائيل». واعتبر أنّ الهجوم «يُظهر مرة أخرى ازدراء النظام الإيراني بالسلام والاستقرار في المنطقة».
وأعرب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في بيان عن «تضامنه والتزامه الثابت تجاه دولة إسرائيل في مواجهة الهجمات التي شنّتها جمهوريّة إيران الإسلاميّة».