أخصائيون كويتيون يرفضون خلاصة دراسة أميركية عن أضرار البقاء لفترات طويلة في المنزل
قضاء 7 ساعات بعيداً عن الزوجة يومياً... «غير مُفيد»!
خلص مركز أميركي متخصص في الصحة العقلية إلى أن «الزوج يجب أن يقضي قرابة 30 في المئة من يومه (نحو 7 ساعات) بعيداً عن زوجته»، مع الأخذ بالاعتبار أن «هذا الوقت قد يزيد أو ينقص بناء على الاتفاق بين الطرفين حسب كل حالة».
وأشار مركز«أنكور لايت»، الذي تأسس في سياتل قبل عشر سنوات ويضم نحو 16 طبيباً، في تقرير حديث، إلى أن «بعض الأشخاص يستعيدون طاقتهم بقضاء وقت أطول مع شريك الحياة، في حين أن البعض الآخر يتعافى بقضاء وقت أقل».
هذه الخلاصة شكك فيها أخصائيون كويتيون في العلاقات الأسرية وعلم النفس، مؤكدين أن «لمكوث الزوج مع زوجته في المنزل فوائد عديدة».
وفي هذا السياق، قالت استشارية العلاقات النفسية والأسرية منى الصقر لـ«الراي»، إن «وجود الرجل في البيت يحمل جانباً إيجابياً يتمثل في أنه فرصة للتشاور وتحمل المسؤولية والمشاركة لأن المشاركة في أي شيء بمؤسسة الزواج، خاصة إذا كانت العلاقة بين الزوجين علاقة صداقة وليست زواجاً فقط، فهذا أمر محمود».
واعتبرت أن «بقاء الزوج في البيت فرصة للحوار مع الزوجة والأبناء، وحماية للزوج لتحقيق إشباعاته الأبوية والزوجية»، مشيرة إلى أن «الأمر يعتمد على نسبة ذكاء المرأة ومرونة الزوج».
أما استشارية العلاقات الأسرية نوال المهيني فأكدت لـ«الراي»، أن «الكثيرين يتناقلون سلبيات بقاء الأزواج مع بعضهم البعض لفترة زمنية تتجاوز الساعتين، لكن مثل هذه الأفكار لا يمكن الجزم بها، وأعتقد أنها أحد صور تفكيك العلاقة بين أركان الأسرة ولا بد أن ننتبه لهذا الخطر».
وشددت على أنه «لا يمكن تعميم بقاء الزوج في المنزل، وكأنه أحد أسباب المشاكل والنزاع، لأن وجود الزوج في بيته يعد سكناً واستقراراً وهو بحاجة له للخروج من أجواء العمل».
وأفادت أنه «كلما تقدم العمر بين الأزواج، أصبح من الطبيعي تواجدهما مع بعضهما لتغيّر طبيعة العلاقة مقارنة ببداية الزواج»، مشيرة في الوقت ذاته أنه «لا يمكن إهمال طريقة البقاء واختيار الأوقات المناسبة لها».
وأشارت إلى أن «الأجهزة الإلكترونية والهواتف، تلعب دوراً في الانشغال عن الطرف الآخر بمشاركات»، لافتة إلى أنها «لا تتفق مع الطرح الذي يقول بايجابية غياب طرف عن الطرف الآخر».
وفي ذات السياق، قال الاستشاري النفسي الدكتور خالد المهندي لـ«الراي»، إن «وسائل التواصل الاجتماعي تمثل إشكالية كبيرة، كونها تحوي كمية ضخمة من المعلومات التي لا يمكن التحقق من صدقها من عدمة، وتفتح الباب لأناس يطلقون كلاماً منمقاً يُعتقد أنه صحيح».
وأردف قائلاً «لو أن زوجة سمعت هذا الكلام، ستقتنع أن زوجها يجب ألا يجلس عندها أكثر من ساعتين، فأين يذهب؟ هل يمكث باقي اليوم خارج البيت؟ ماذا عن الأولاد؟».
واعتبر أن «أغلب مشاكل الزوج والزوجة هو عدم وجود الزوج بشكل عام، فالجلوس المستمر ضرورة، ويحدث اتزاناً أسرياً، ويولد فهماً للشخصية لأن الرجل يضبط السلوك الانفعالي داخل البيت»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه «إذا كان الزوج لديه مشاكل فهذه قصة أخرى... يجب التعرف على المشكلة وحلها وليس الحل أن نقول للزوج لا تجلس في البيت».
ولفت إلى أن «بعض المشكلات لا تحل إلا ببقاء الزوج في المنزل، وقد ينجم عن غيابه انحرافات سلوكية فالزوج هو عمود البيت».