فهد بن جامع ورئاسة مجلس الأمة

تصغير
تكبير

لا شك، من أن رئاسة مجلس الأمة تحمل أهمية كبيرة من حيث دورها في علاقة بين السلطتين إلى جانب مكنونها السياسي.

من حيث العلاقة بين السلطتين فرئيس المجلس له دور كبير في ترطيبها وتطويرها أو أن يلعب دوراً معاكساً أو سلبياً. وبما أن المرحلة المقبلة تحمل تحديات كبيرة وبحاجة إلى قيادة حكيمة ومقبولة لدى الأغلبية، فرئاسة المجلس لها أهميتها البالغة بهذا الصدد. أما من حيث المكنون السياسي لرئاسة المجلس فذلك يتجسد في قيادة محايدة تتمتع بالقدرة على التواصل الفعال مع قيادة الدولة على نحو مستتب يساهم في استقرار العلاقة بين السلطتين.

لا شك، من أن المرشحين البارزين يتمتعون بالخصائص السالفة الذكر، ولكن سنة التحديث لربما تتطلب قيادة جديدة لا تحمل إرث أو وزر المراحل السابقة التي وبغض النظر عن طبيعتها والأطراف التي تعارضها أو تؤيدها، فالوضع الراهن يتطلب التآلف والتواصل المتحرر من تلك التركات القديمة وردم هوة الخلافات الماضوية في بلد يتطلع إلى مستقبل جديد.

النائب الفاضل فهد بن فلاح بن جامع، رجل لا يختلف على قمة أخلاقة أحد. كما أنه قد برهن، في غضون فترة قصيرة، على مدى قبوله الشعبي والنيابي، ناهيك عن طرحه المنطقي الوطني الهادف بنهجه الهادئ. وهو بلا شك بحاجة إلى جهود وخبرات جديدة يستهدي بها إلى سبيل الإصلاح والقويم للعمل السياسي الذي يعاني من حالة احتباس بفعل المعادلات الصفرية التي فرضت نفسها منذ فترة طويلة على الساحة البرلمانية.

في وسط التبعثر السياسي القائم، وفي ضوء الانشطارات النيابية المشهودة، يتعين القيام بتفكير متجرد من أي عواطف سياسية. ومن خبرات الشعوب الكثيرة التي عايشت ظروف سياسية مقاربة، فإن اختيار قيادات مؤسسية جديدة قد ساعد بشكل كبير على الانتقال الإيجابي لآفاق واعدة بعد خروجها من عقد متراكمة بفعل عراك سياسي مزمن.

لذا، فمن المرجح بأن رئاسة جديدة ستحقق رؤية آفاق جديدة في العلاقة بين السلطتين من جهة، وبين أعضاء السلطة التشريعية ذاتهم من جهة أخرى. دون نكران دور الرؤساء السابقين أو الغفلة عن خبراتهم ومساهماتهم، لكن فرصة ترشيح النائب فهد بن فلاح بن جامع، يجب أن يتم اقتناصها، فالفرص تمر مر السحاب.

نسأل الله التوفيق للجميع لخدمة وطننا الغالي وتحقيق تطلعات الأمة في الرخاء والازدهار والأمان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي