الوسطاء اقترحوا أن تراقب قوة عربية عملية عودة النازحين إلى شمال غزة
محادثات القاهرة... مصر متفائلة وإسرائيل «غامضة» و«حماس» لا ترى جديداً
- بن غفير: من دون اجتياح رفح لن يبقى نتنياهو رئيساً للوزراء
- «هآرتس»: إسرائيل لم تُحقق أهدافها في خان يونس... و3 سيناريوهات مقبلة
يبدو أن «الغموض» هو سيد الموقف في محادثات القاهرة، سعياً للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، ما بين «تقدم ملحوظ»، و«مرونة» و«اتفاق التهدئة على وشك التوقيع» و«لا يوجد تقدم حتى اللحظة»، بينما تواصل إسرائيل الضغط، محذرة من أنها على استعداد لعمليات عسكرية مستقبلية ضد حركة «حماس» في منطقة رفح، والتي نجت حتى الآن من هجوم بري.
في القاهرة، قال مصدران أمنيان مصريان وقناة «القاهرة الإخبارية»، إن «هناك تقدماً ملحوظاً وتفاهمات مبدئية على الكثير من القضايا التي يُمكن من خلالها التوصل لاتفاق».
وذكر المصدران أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قدما تنازلات، قد تساعد في تمهيد الطريق للتوصل إلى هدنة من ثلاث مراحل، كما جرى الاقتراح في المحادثات السابقة، تشمل تحرير كل مَنْ تبقى من الرهائن الإسرائيليين ومناقشة وقف طويل الأمد لإطلاق النار في المرحلة الثانية.
وأضاف المصدران، أن التنازلات تتعلق بتحرير الرهائن لدى «حماس»، وبمطالبة الحركة بعودة السكان النازحين إلى شمال غزة.
وكشفا عن اقتراح الوسطاء بأن تراقب قوة عربية عملية العودة في وجود قوات أمنية إسرائيلية ستنسحب لاحقاً.
وأفاد المصدران والقناة بأن الوفود غادرت القاهرة ومن المتوقع استمرار المشاورات خلال الساعات الـ 48 المقبلة.
من جانبه، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان، إن «اتفاق التهدئة في قطاع غزة على وشك التوقيع، وقد يخرج من القاهرة قريباً، والعوامل التي تدفع للإيمان باقتراب عقد اتفاق التهدئة، ما يحدث في الداخل الإسرائيلي من تظاهرات ضد الحكومة، والضغوط الممارسة من المجتمع الدولي على إسرائيل».
«حماس»... لا تقدم
في المقابل، صرّح مسؤول في «حماس»، طلب عدم نشر اسمه، لـ«رويترز»، «ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة».
وأضاف «لا يوجد تقدم حتى اللحظة».
وقال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة لـ «رويترز»، إن الجمود لايزال سائداً بسبب رفض إسرائيل إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة والسماح لمئات الآلاف من المدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم ورفع الحصار المفروض منذ 17 عاماً على القطاع بهدف إعادة الإعمار السريع.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن هذه الخطوات لها الأولوية على مطلب إسرائيل الرئيسي بإطلاق الرهائن مقابل فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتابع «في ما يتعلق بتبادل الأسرى فإن حماس كانت وترغب في أن تكون أكثر مرونة لكن ليس هناك مرونة بشأن... مطالبنا الرئيسية».
«مرونة»
وفي القدس، نقلت إذاعة الجيش عن وزير الخارجية يسرائيل كاتس، الأحد، أنه «للمرة الأولى منذ الاتفاق السابق، وصلنا إلى نقطة حرجة في المفاوضات، إذا نجحت سيعود عدد كبير من المختطفين إلى ديارهم».
وأمس، نقلت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11) عن مسؤول رفيع المستوى، مطلع على المفاوضات، أن «كل الأطراف تبدي مرونة».
وأضاف أن «الولايات المتحدة تضغط على جميع الأطراف في محاولة للتوصل إلى صيغة يتفق عليها الجانبان»، في إشارة إلى إسرائيل وحركة «حماس».
لكن مسؤولاً رفيع المستوى، أكد لاحقاً، أنه لا يرى «صفقة وشيكة في الأفق»، مشيراً إلى أن «الفجوة في شأن اتفاق محتمل لاتزال كبيرة».
واعتبرت مصادر مطلعة، أن الحركة «معنية بالتوصل إلى صفقة، وذلك بعد أن خسرت إسرائيل أدوات ضغط بارزة كانت تملكها على حماس، على غرار توسيع المساعدات الإنسانية، ودخول شحنات المساعدات من ميناء أشدود إلى غزة مباشرة، وكذلك سحب قوات من القطاع».
والأحد، سحبت إسرائيل قواتها من جنوب غزة ما سمح لأعداد كبيرة من النازحين بالعودة إلى المنطقة المدمرة.
غير أن وزير الدفاع يوآف غالانت قال إن القوات غادرت خان يونس «استعداداً لمواصلة مهامها... في منطقة رفح».
وأضاف «القوات تغادر وتستعد لمهامها المقبلة، وقد رأينا أمثلة على مثل هذه المهام في عملية (مستشفى) الشفاء، وكذلك مهمتها المقبلة في منطقة رفح».
بن غفير يُهدد
ولم يمر إعلان إسرائيل، الانسحاب من جنوب غزة، بسهولة رغم تأكيدها ترك قوة أصغر لمواصلة العمليات في القطاع بأكمله.
فقد اعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أنه «إذا قرّر نتنياهو إنهاء الحرب من دون شن هجوم واسع على رفح لهزيمة حماس، فلن يكون رئيساً للوزراء».
3 سيناريوهات
من جانبه، كتب المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، إن «الجيش لم يحقّق أهدافه الرئيسية في خان يونس، وهي اغتيال يحيى السنوار ومحمد الضيف وتحرير الأسرى الإسرائيليين».
وتحدث عن «ثلاثة سيناريوهات محتملة مقبلة، وهي التصعيد مع إيران وحزب الله؛ تقدّم مفاجئ في ملف المفاوضات؛ مسار عسكري جديد تجاه رفح أو مخيمات الوسط».
وأكد أن «القتل والدمار الهائلان في غزة لا يقرّباننا في هذه المرحلة من تحقيق أهداف الحرب».
ونقلت «هآرتس» عن مصدر عسكري أنه «من دون أن ننسحب من غزة سيكون العدو قادراً على قراءة تحركاتنا».