انتخابات 2024 وبوادر حلٍ آخر!

تصغير
تكبير

السيد عبدالكريم الكندري، بتشنجه، سامحه الله، هو الذي أدى إلى هدمَ المعبدَ وساهم بالحل الأخير، وجعلنا كناخبين نلهثُ مرةً أخرى في رمضان ونعود للتصويت في انتخابات جديدة رغم أن لا ذنبَ لنا، لهذا التشنج والصوت المُرتفع لا يمثل استقراراً للحياة السياسية، ومن قبل هو نفسه الذي نزلَ ساحة الإرادة وبصوت مُتشنج قاد الجماهير وهدّد الحكومة بعدم استقبال السفيرة الأميركية.

ليلة الانتخابات، كعادتي سهرت للساعة الرابعة صباحاً أتابع النتائج، وخرجت بنتيجة بأننا ما زلنا مُتخلفين في تطوير العملية الانتخابية رغم أن عمرها أكثر من نصف قرن، إلا أن كثيراً من أساليبها ما زال لم يتغيّر و«على طمام المرحوم» كما يقول المثل الشعبي، ولم تتجدد وعفى عليها الزمن، والحقيقة أن أي شيء لا تتجدد سلبياته أكثر من إيجابياته، وهذا ما أراه:

أولاً: يفترض ألا يحق لأي مواطن أن يذهب ومعه 50 ديناراً فقط، ويسجل نفسه كمرشح، وبعد ذلك يتمتع بإجازة شهر كامل وبعدها يُسافر، وآخر يظهر ويُقدم مقاطع تمثيلية كاراجوز ليضحك الجمهور، وعند إعلان النتائج لا يحصل إلا على صوت واحد أو البعض ولا صوت، وللأسف تظهر صورته أثناء النقل التلفزيوني، العالم بذكاء أبعد هؤلاء العابثين بأن اشترط أن من يريد أن يترشح أن يزكيه على الأقل 100 ناخب من دائرته، وبعدها يُدرج اسمه كمرشح، لكن أن يشغل العالم والتلفزيون والقضاة، هذا أمر لا يعقل حيث البعض حتى أفراد أسرته لا يزكونه.

ثانياً: ما زال الفرز ورقياً والشخط على السبورة، واعتقد ان هذا الأمر قد تجاوزه الزمن، ونحن في عصر الذكاء الاصطناعي، والتصويت عبر أجهزة الكمبيوتر والبصمة وهكذا، لهذا يستمر الفرز حتى الساعة الخامسة صباحاً ويرهق فيها الكل، التخوف من الأجهزة الحديثة لا مُبرّر له، لهذا يجب أن يعاد النظر بهذا الموضوع، حيث بالإمكان أن تظهر النتائج في ظرف دقائق.

ثالثاً: بعض الفائزين يتوهم أنه يمثل الأمة بأسرها، السؤال، من قال إنك تمثل الأمة؟، وأنت لم تحصل إلا على كم صوت أو أقل من ثلاثة آلاف صوت، أنت فعلياً تمثل منطقتك، لكن عندما يتحقق لك الفوز يفترض أن تتخلى عن ذلك، حيث لم تعد لا تمثل منطقتك ولا قبيلتك ولا طائفتك ولا جماعتك، عندما تدخل البرلمان أنت تمثل الأمة، هنا يتوجب أن تحافظ على مصالح البلد، لهذا، العنتريات التي يعلن نائب بأنه سيستجوب رئيس الحكومة إذا أعاد الوزير الفلان، هذا كلام لا معنى لها بتاتاً.

رابعاً: معضلة كبرى في نظامنا الانتخابي أنه لا يأخذ في الاعتبار المرأة الكويتية التي هي نصف الأمة، والتي تُخفق في الوصول للبرلمان لنواحٍ اجتماعية عديدة نعرفها، لهذا تمثيلها مُنعدم إلا من نائبة واحدة، لهذا حان الوقت لتمكين المرأة وتحديد لها مقاعد بالبرلمان بنسب مُحددة وفق نظام الكوتا، كما يحدث في كل برلمانات العالم، فلا يُعقل برلمان تغيب عنه المرأة، رغم أن الحكومة مكنت المرأة وتحتل أخيراً الكثير من المناصب القيادية، لهذا حان الوقت وعلى الحكومة السعي لهذا المطلب.

وأخيراً، هذا ما جاء في ذهني، ونُبارك لمن فاز، لكن لن نسامح أي عضو يشغل المجلس بقضايا جانبية، ويقدم مشاريع لا يمكن إنجازها أو يسعى لصدام مبكر لكسب سمعة شعبية ويساهم بهدم المعبد مرة أخرى ويجعلنا مرة أخرى نذهب للتصويت مرة أخرى، رغم أن لا ذنب لنا.

ويقول قائل، لماذا أنا متشائم ومتوقع نكون على أبواب انتخابات جديدة، يقال «المكتوب من عنوانه» حيث بعض الأعضاء الجدد والذين حصلوا على مراكز متقدمة خاصة من الشباب سيدخلون المجلس وهم في جو الحملات الانتخابية وبنفس العنتريات والتشنج للأسف، و«بيجيبون العيد»، وقد يستعجلون هدم المعبد وإن كنا نتمنّى غير ذلك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي