أسفر عن 9 قتلى وإصابة أكثر من 800
أقوى زلزال يضرب تايوان منذ ربع قرن
- معايير البناء الصارمة والتوعية الواسعة ساهمت في تفادي كارثة كبرى
قُتل تسعة أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 800 بجروح، اليوم، في أقوى زلزال يضرب تايوان منذ ربع قرن، وألحق أضراراً بعشرات المباني، ودفع السلطات لإطلاق تحذيرات من حدوث تسونامي وصولاً إلى اليابان والفيلبين قبل إلغائها.
وقال مسؤولون إن الزلزال هو الأقوى الذي يضرب الجزيرة منذ عقود، وحذروا من احتمال وقوع المزيد من الهزات في الأيام المقبلة.
وقال وو تشين فو، مدير مركز تايبيه لرصد الزلازل، إن «الزلزال قريب من اليابسة وضحل. شعر به السكان في كل أنحاء تايوان وفي الجزر».
ويبدو أن معايير البناء الصارمة والتوعية الواسعة من كوارث ساهمت في تفادي كارثة كبرى في الجزيرة التي كثيرا ما تتعرض لزلزال لوقوعها قرب تقاطع اثنتين من الصفائح التكتونية.
وقال وو إن الزلزال هو الأقوى منذ ذلك الذي ضرب الجزيرة بقوة 7.6 درجة في سبتمبر 1999، مودياً بنحو 2400 شخص في أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الجزيرة.
وانتشرت على مواقع التواصل مقاطع فيديو وصور من أنحاء البلاد أظهرت مباني كانت تتمايل مع وقوع الزلزال.
وعرض التلفزيون المحلي صوراً مؤثرة لمبانٍ متعددة الطوابق مائلة في مدينة هوالين وأماكن أخرى بعد انتهاء الزلزال، فيما انهار مستودع في مدينة نيو تايبيه.
وأكد رئيس بلدية المدينة انتشال أكثر من 50 ناجياً من أنقاض المبنى.
كما عرض التلفزيون مشاهد تظهر جرافات تزيل الصخور على الطرق المؤدية إلى مدينة هوالين الساحلية المحاطة بالجبال والتي تعد نحو 100 ألف شخص، بعدما قُطعت بسبب انزلاقات تربة.
الصين مستعدة
وكثيراً ما تتعرض تايوان لزلازل نظراً إلى وقوع الجزيرة قرب تقاطع صفيحتين تكتونيتين، فيما تسجل اليابان المجاورة نحو 1500 هزة كل عام.
وعلى الجانب الآخر من مضيق تايوان، قال مستخدمو مواقع التواصل في مقاطعة فوجيان في شرق الصين المحاذية لغوانغدونغ جنوباً، وفي أماكن أخرى إنهم شعروا أيضاً بهزات قوية.
كما أفاد أهالي هونغ كونغ بأنهم شعروا بالزلزال.
وأعلنت الصين التي تعتبر تايوان مقاطعة تابعة لها، أنها «تتابع من كثب» تداعيات الزلزال وأنها «على استعداد لتقديم مساعدات الإغاثة من الكارثة»، حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وتوقفت عمليات الإنتاج في شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، أكبر شركة في العالم لتصنيع الرقائق، لفترة وجيزة في بعض المرافق، حسبما أكد مسؤول في الشركة لوكالة فرانس برس، فيما أوقف العمل في مواقع بناء مرافق جديدة طوال اليوم.
وغالبية الزلازل التي تضرب المنطقة خفيفة، وتختلف الأضرار الناجمة عنها بحسب عمقها ومواقعها.
عالم الزلازل الهولندي: حذّرتكم مما حدث!
على وقع الزلزال الذي ضرب تايوان، أعاد راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، التذكير بما أشار إليه قبل أيام حول احتمال حدوث زلزال كبير، وذلك في تغريدة نشرها عبر حسابه في منصة «اكس».
وأرفق الخبير الفلكي التغريدة برابط يحوي التحليل التفصيلي للمؤشرات التي سبقت زلزال تايون قال فيها، إن التحليل الكوكبي والزلزالي الجديد يشير وفق الخط البياني الممتد خلال الأيام العشرة الأخيرة إلى احتمال حدوث نشاط زلزالي كبير، بحسب «العربية.نت».
وتابع هوغربيتس: «حذاري...هناك احتمال واضح استناداً إلى الإحصائيات، لوقوع نشاط زلزالي كبير»، متوقعاً «زيادة زلزالية» من دون أن يحدد ماهيتها تماماً.
ورأى احتمالية وصول قوة الزلزال إلى 5 - 6 درجات تقريباً، محدداً أن ذلك سيكون خلال الأيام القليلة المقبلة.