ولي رأي

إياك والهلع من رجل القشّ

تصغير
تكبير

أتت كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، كلمة الأب لأبنائه. هنأ سموه الشعب الكويتي بحلول العشر الأواخر من رمضان ثم أكد على نقاط مهمة لاستقرار المشهد السياسي في الكويت، ومن أهمها حسن اختيار ممثلي الشعب في مجلس الأمة. وعليه، بات ضرورياً أن نكشف بعض الطرق الملتوية التي يستخدمها بعض المرشحين للتأثير على الناخبين.

أتت أدوات الإقناع هذه من علماء مثل ماسلو، ولي بون، ولعل العالِم الذي تفوق عليهم هو إدوارد بيرنيز. وضع أبراهام ماسلو تسلسلاً هرمياً للاحتياجات، ووضع على رأسه الحاجة لتحقيق الذات. ومن أشكال تحقيق الذات هو المشاركة الفعالة في السياسة والإحساس بالإنجاز. يدندن بعض السياسيين على هذا الوتر عن طريق استخدام مصطلحات مثل «شارك في التغيير» و«صوتك أمانة» و «شارك بنهضة الكويت»، على أساس أن لا نهضة إلا إذا نجح هذا المرشح، وهنا نقع بأول مغالطة فكرية.

ومن جانبه، قال غوستاف لي بون، بأن الفرد كيان عاقل ويصعب التحكم به، ولكن عندما ينضم إلى جماعة تصبح هذه الجماعة كائناً غير عاقل ويسهل التحكم به. يتم التحكم بهذه المجموعة غالباً عن طريق قادة الرأي فيها.

نرى تطبيقاً واضحاً من قبل بعض المرشحين استخدموا النفس الفئوي لتقسيم المجتمع. نسمع مصطلحات مثل «ولد عمي» و«ولدنا» و«قبيلتي» و«طائفتي». علماً بأن انتماء المرشح لأي من هذه المجاميع لا ينعكس على كفاءته بتاتاً، إنما يدل على شخص فقير سياسياً ويتمسك بقاسم مشترك ليجمع الأصوات دون عقل أو منطق.

وأتى أبو «البروباغاندا» إدوارد بيرنيز، ليسطر لنا أدوات للتحكم بالمجتمعات. ومن أهم ما أتى به هو أن «تكرار المعلومات الخاطئة يجعلها حقيقة»، وذلك حتى لو كانت الوسيلة التي نُقلت بها غير مشهورة ولا تتحلى بمصداقية، فالكثرة تجعل من الخيال واقعاً. هل لاحظت أخي القارئ الزيادة المفرطة في عدد الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل تعلم من يديرها؟ ما هي مصادرها؟ هل تتحقق من صحة المعلومات؟ تستخدم هذه الحسابات طريقة «الفيضان» في النشر. فهم ينشرون العديد من الأخبار (حقيقية وكاذبة)، وإذا تم تأكيد أي من هذه الأخبار (ولو بنسبة 1 في المئة مما ينشرون) يروجون عن طريقها بمصداقيتهم وأنهم مضطلعون على أمور خاصة لا يصل إليها غيرهم.

ونرى اليوم مرشحي القش، يروجون في خطاباتهم أن الكويت على شفا حفرة. ويقولون إن البلاد تواجه مشكلة رقابية واقتصادية واجتماعية، وغيرها... وسبحان الله أن هذه المشاكل ستحل إذا جلس مرشح القش على الكرسي الأخضر في قاعة عبدالله السالم.

هل تغيرت الأمور عن المجالس السابقة التي كان صامتاً فيها؟نكشف لكم هذه الإستراتيجيات مؤمنين بوعي المواطن الكويتي وحسن اختياره لمن يمثله. حلّل حملات المرشحين وابحث عمن لديه رؤية واقعية تخدم البلاد والعباد، وليس من استخدم طرق التهديد والترويع منصةً له. اعلم أخي المواطن أنك تراهن بمستقبل أبنائك عندما تدلي بصوتك. فراهن على من يخاف الله في أبنائك.

إضاءة:

الكويت تستاهل 50 نائباً وطنياً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي