No Script

مديرة مركز الصليبيخات تتحدث لـ«الراي» عن واقع تلك المراكز وما يواجهه موظفوها من مشاكل

مراكز الرؤية... حكايات وشجون للأطفال مع ذويهم




حكايات وقصص في مراكز الرؤية 	 (تصوير سعود سالم)
حكايات وقصص في مراكز الرؤية (تصوير سعود سالم)
تصغير
تكبير

- نورة العتيبي: الأطفال يدفعون ثمن تعنّت الوالدين وخصوماتهما ورفضهما تنفيذ الرؤية
- المشاكل تصل إلى موظفي المراكز الذين يواجهون اتهامات وادعاءات غير صحيحة
- هدفنا تنفيذ الرؤية ودياً في بيئة اجتماعية نفسية مناسبة والحد من خصومة الطرفين
- نستقبل 1000 حالة رؤية أسبوعياً وفق أحكام قضائية نهائية
- في المراكز فريق مؤهل من باحثين نفسيين واجتماعيين وقانونيين واستشاريين نفسيين

على الرغم من أن إنشاء مراكز الرؤية التابعة لوزارة العدل، هدفه تأمين أجواء عائلية أسرية للأطفال الذين انفصل آباؤهم، لظروف مختلفة، وليبقى هؤلاء الأطفال على تواصل مع الوالدين، فإن قصصاً تشهدها قاعات تلك المراكز، تحكي عن شجون الأطفال ومعاناتهم مع ظروف انفصال الوالدين، وما يستتبع ذلك من مشكلات يكونون هم ضحاياها.

«الراي» زارت مركز الرؤية في الصليبيخات، والتقت مديرته نورة العتيبي، التي تحدثت عن حالات من التعنت بين الوالدين، ومعاناة المحضونين بينهما، وامتداد المشاكل لتصل إلى موظفي المراكز وتوجيه الاتهامات والادعاءات غير الصحيحة لهم من قبل أطراف قضية الرؤية، ما ساهم في العزوف عن العمل والتسرب الوظيفي في المراكز.

وكشفت العتيبي عن التزايد المتواصل للملفات في مراكز الرؤية، نتيجة لتزايد معدلات الطلاق، ولرغبة أطراف العلاقة بتنفيذ حكم الرؤية تحت إشراف مراكز الرؤية، لتجنب الخلافات، مشيرة إلى أن المراكز تنفذ قرابة 1000 حالة رؤية أسبوعياً. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• ما مهام عمل مراكز الرؤية؟

- تتمثل مهام مراكز الرؤية بفتح ملفات الرؤية، بعد إحضار حكم قضائي مذيل بالصيغة التنفيذية ومحضر تسليم محضون. وتشرف على تنفيذ أحكام الرؤية واستخراج إفادة بإثبات الحالة في حال عدم حضور أحد الأطراف المعنية بالحكم.

كما تقوم بتحويل الحالات التي ترفض التنفيذ للباحثين وإلى الاستشاري النفسي لعمل جلسات تهيئة مع المحضونين وصاحب الحق بالرؤية لتسهيل عمليه الرؤية.

• ما الهدف من إنشاء مراكز الرؤية؟

- يهدف مركز الرؤية إلى تنفيذ أحكام الرؤية بشكل ودي في بيئة اجتماعية نفسية مناسبة، والحد من اللدد والخصومة بين الحاضنة وصاحب الحق بالرؤية، إضافة إلى ترسيخ القيم الدينية والاجتماعية المهمة لدى الأبناء مثل بر الوالدين وصلة الرحم.

• كم عدد هذه المراكز؟ وما عدد العاملين فيها؟

- يبلغ عددها 3 مراكز، وهي مركز الزهراء وتم إنشاؤه عام 2012، ومركز الصليبيخات الذي أنشئ عام 2017، ومركز أبو فطيرة وتم إنشاؤه عام 2021. ويعمل فيه 29 موظفاً وموظفة، وهذا العدد لا يكفي لحجم العمل المتزايد شهرياً. وهناك خطة لدى وزارة العدل لإنشاء مراكز أخرى لخدمة كل المحافظات.

• ما المؤهلات التي يملكها موظفو مراكز الرؤية للتعامل مع الحالات؟

- يحمل فريق العمل عدداً من التخصصات الجامعية، من باحثين نفسيين واجتماعيين، بالإضافة إلى الباحث القانوني والتخصصات الإدارية اللازمة لسير العمل، حيث يتم تأهيلهم عن طريق إشراكهم في دورات وورش عمل في مجالات عديدة، منها فن التعامل مع الجمهور والطفل.

كما يوجد استشاريون نفسيون، حاصلون على شهادة الدكتوراه، ولديهم خبرات بمشاكل الأسرة بشكل عام والطفل بشكل خاص، لتهيئة الحالات لتنفيذ أحكام الرؤية.

• هل هناك نية لفتح مراكز جديدة؟ وأين؟

- تسعى الإدارة إلى إنشاء فروع أخرى في بقية المحافظات، بدعم مشكور من الأمانة العامة للأوقاف التي تساهم في افتتاح المراكز وتهيئتها بالإضافة إلى صرف الدعم المادي للعمل الإضافي للموظفين.

• هل هناك تنسيق مع جهات أخرى للتعامل مع الحالات، كالصحة أو الداخلية مثلاً؟

- هناك اتفاقية تعاون مع الأمانة العامة للأوقاف التي قامت مشكورة بتقديم الدعم المادي الخاص، والتكفل بمصروفات تأجير مبنى الخاص بمركز أبو فطيرة الذي تم افتتاحه في شهر نوفمبر سنة 2021، إضافة إلى تقديم مكافآت لموظفي المراكز مقابل العمل الإضافي.

كما يوجد تعاون مع وزارة الداخلية ويتضح من خلال تواجد نقطة أمنية في كل مركز لحفظ الأمن، والتدخل للتعامل مع حالات الإشكال التي تحدث، سواء بين أطراف العلاقة مع بعضهم، أو مع الموظفين من خلال التزام الأفراد بالتواجد بالنقطة الأمنية في نهاية كل أسبوع وفي العطل الرسمية والأعياد. وهناك توجه للتنسيق مع وزارة الداخلية لتوفير شرطة نسائية للتعامل مع بعض الحالات.

كما يوجد تنسيق مع العديد من جهات الدولة، مثل المجلس الأعلى للأسرة والشرطة المجتمعية، حول الحالات التي يكون فيها نوع من أنواع العنف الأسري، بالإضافة إلى التنسيق مع الإدارة العامة للتنفيذ، لتوفير مأموري تنفيذ للقيام بمهام تنفيذ أحكام الرؤية، ومتوقع أن يكون في الفترة القريبة المقبلة.

• ما أهم المشاكل التي تواجهكم للتعامل مع الحالات؟

- تعنت الطرف الحاضن ورفضه تسليم المحضونين لوجود خصومة بين الطرفين وتعرض بعض الموظفين أحياناً لمشاكل من قبل بعض المراجعين نظير قيامهم بواجبهم في تنفيذ أحكام الرؤية تصل إلى الاتهامات والادعاءات غير الصحيحة، ما ساهم في العزوف عن العمل في مراكز الرؤية والتسرب الوظيفي. وكذلك فإن مواعيد عمل المراكز تكون خلال الفترة المسائية وتتركز تنفيذ الأحكام في أيام الخميس والجمعة والسبت والأعياد والعطل الرسمية طوال العام.

• ما أسباب تزايد الملفات في مراكز الرؤية سنة بعد أخرى؟

- نتيجه لتزايد معدلات الطلاق، ولرغبة أطراف العلاقة بتنفيذ حكم الرؤية تحت إشراف مراكز الرؤية لتجنب الخلافات التي قد تحدث أثناء تنفيذ حكم الرؤية، إذا كانت عن طريق المنزل لوجود خلافات أسرية. ويبلغ معدل حالات الرؤية التي تستقبلها المراكز قرابة 1000 حالة أسبوعياً، منها مركز الصليبيخات الذي تصل الحالات التي يتعامل معها في العطل ونهاية الأسبوع إلى 300 حالة تقريباً.

• أغرب الحالات التي تعاملتم معها أثناء عملكم...

- من أغرب الحالات إصرار صاحب حق بالرؤية على تنفيذ الرؤية، مع العلم أنه من المراجعين الذين لديهم مشاكل نفسية، حيث يحضر كل يوم جمعة لرؤية أبنائه، ولدى رؤيتهم بالمركز يقول إن هولاء المحضونين ليسوا أبناءه ويخرج دون تنفيذ حكم الرؤية.

وهناك حالة أخرى في تنفيذ أحد أحكام الرؤية، فالوالدة أحضرت محضونيها وخرجت، وخرج أيضاً صاحب الحق بالرؤية وتركا المحضونين بالمركز، فتم التواصل مع غرفة العمليات لتوصيلهم إلى مراكز الإيواء لاستلامهم. ولكن عند علم الجدة للأب بما حصل حضرت وتسلمت المحضونين.

• هل تتعاملون مع جميع الجنسيات؟

- المراكز تخدم جميع الجنسيات، بشرط وجود حكم قضائي واجب النفاذ بالرؤية.

4120 ملف رؤية

كشفت نورة العتيبي عن عدد الملفات العاملة في مراكز الرؤية التي تبلغ 4120 ملفاً، حيث يوجد في مركز الزهراء 2283 ملفاً، ومركز الصليبيخات يحتوي على 1587 ملفاً، ومركز أبو فطيرة يضم 250 ملفاً.

مواعيد عمل المراكز

أفادت العتيبي بأن مواعيد عمل المراكز تكون من الأحد إلى الاربعاء من الساعة 4.30 عصراً إلى الثامنة مساء، ويوم الخميس من 3 عصراً حتى العاشرة ليلاً. أما في يومي الجمعة والسبت فالعمل من الساعة 8 صباحاً حتى العاشرة ليلاً، والعمل مستمر حتى في أيام العطل الرسمية وعيدي الفطر والأضحى.

رسالة إلى أولياء الأمور

وجهت العتيبي رسالة إلى أولياء الأمور، فقالت «أنصح المتخاصمين بأن يهتموا أكثر بأبنائهم، وألا يستخدموهم كوسيلة لمحاربة الطرف الآخر، وألا تصل بينهم المشاكل لحد الفجور في الخصومة. فالأبناء لا ذنب لهم بعدم قدرة أهليهم على إتمام حياتهم الزوجية. كما أنصح الأمهات بألا يزرعن الكره والحقد على الآباء في قلوب أبنائهم وكذلك العكس».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي