مشاهدات

مشروع وطن

تصغير
تكبير

خلال أيام قليلة سيسدل الستار على عملية الاقتراع وسنرى مخرجات الانتخابات البرلمانية للمجلس التشريعي 2024، في هذه الأجواء الرمضانية، وهنا نطالب الإخوة المرشحين على أهمية وضع مشروع بناء الوطن نصب أعينهم، وهذا يتطلّب حالة من التكامل والتعاون بين أفراد المجتمع ومن السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وللأسف، لم نجد أيّ مشروع وطني طرح من قبل المرشحين يخدم الوطن، فلا هناك تصور ولا برنامج انتخابي ولا أولويات ولا أهداف لانتشال الوطن من الواقع المرير الذي يضطرب فيه إلى الواجهة والعلا والتقدم الحضاري، بل مجرد دغدغة لمشاعر الناس بمطالبات مشروخة لا فائدة ترجى منها والتعدي على الآخرين والتهديد والوعيد لزملائهم الوزراء؟

وهنا يقع الدور الأكبر على عاتق الناخبين الذين عليهم الدور الفاعل لاختيار الإنسان الوطني الاكفأ والأفضل بعيداً عن العنصرية والفئوية والقبلية والطائفية، فعندما يكون الهاجس الذي يسيطر على المواطنين هو بناء الوطن، فهنا يجب أن نبتعد عن كل الأمور الخلافية لنختار المرشحين الذين ديدنهم حب وبناء الوطن والابتعاد كلياً عمن يهاجم الآخرين بالكلام القبيح غير المسؤول والتدخل في أمور لا تعنيه، وإنتهاج السلوك غير السليم والصوت العالي والتعرض للآخرين باتهامات باطلة، بأسلوب مقزّز ومشين، محاولة منهم لصنع بطولات زائفة.

فأعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية هم أبناء الكويت، لا مزايدة ولا أفضلية لأحد على الآخر، فالتعاون أساس الرقي والنهوض بالوطن، والتوافق بين السلطتين ينجح من خلال التشاور بينهما بطريقة حضارية لحل المواضيع المشتركة بين الطرفين.

كم كانت المعارضة السابقة جميلة، فلا إسفاف ولا قبح في الكلام ولا الصراخ ولا الصوت النشاز العالي ولا التعدي على كرامات الآخرين، بل معارضة تحاور باحترام، من أمثال:

أحمد الخطيب - سامي المنيس -عبدالمحسن جمال -عبدالله النيباري -حمد الجوعان وغيرهم من النواب السابقين، والذين لم يتفوهوا بقبح الكلام بل شكّلوا المعارضة الرشيدة التي تصل لأهدافها دون تجريح.

وللأسف، عندما نقارن هؤلاء مع بعض مَن يدّعي أنه يمثل المعارضة الآن، نرى الفرق الشاسع والكبير بين الفئتين.

وهنا أتذكر عندما لم يحالف النجاح العضو المخضرم / عبدالمحسن جمال، قال سمو الأمير الراحل/ صباح الأحمد، طيّب الله ثراه، عندما كان رئيساً للوزراء في ذلك الحين كلمة تشير صراحة إلى ما نفتقده في وقتنا الحالي وهي: أن قبة عبدالله السلام تفتقد المعارض المحترم.

عندما نتابع ما يقال من معظم المرشحين، نجد الهجوم والتطاول بالكلمات الجارحة والتعدي على كرامات الآخرين، وأحدهم في ندوته يتفوه بصلافة وتعد سافر وبمفردات!

وكذلك إعلان أكثر من مرشح بالتهديد والوعيد لوزير الداخلية والذي يقوم بدوره المنوط به بكل ثقة.

فبدلاً من تسويق أنفسهم للناخبين بشرح التوجهات والأهداف والخطط لانتشال الوطن يكون برنامجهم الانتخابي التعدي والتهديد للآخرين!

نتساءل،

- أيعقل هذه الأطروحات النابية مسموح بها بحجة الديموقراطية، ولا يحاسب من ينتهج ذلك؟

- هل تلك الأطروحات المقززة إيديولوجيات لأحزاب تسعى للتغوّل إلى السلطة؟

أيها المرشح، لا تقدم مصالحك الشخصية على مصالح الكويت والمواطنين، وضع نصب عينك بأن كل ما تنظر إليه بعين العدل والإنصاف ومصلحة الكويت سيرفع من قدرك.

كل ما نتمناه بألا تكون هناك أجندات مسبقة ولا تكون هناك مواقف انتقامية، بل أن يكون الهدف الآن تنمية الكويت، لا أن يقوم النواب بمخاصمة الحكومة في مشاريعها من أجل مصالح شخصية ضيقة، ولا أن يهاجموا وزيراً رفض أن يخالف القانون ولم يستثن طلباً لهم، بل أن تجري الأمور حسب القانون.

ولا يكون هدف بعضهم من دخول المجلس هو الانتقام لأمور سابقة فذلك عمل غير سوي، وكل من يسعى وينتهج هذا النهج المقيت بحاجة إلى علاج نفسي، كونوا أحراراً ولا تساقوا من قِبل فئة مؤزمة، ولا تتأثروا بالضغط والإرهاب النفسي ممن ينتهجون هذا النهج، وأحسنوا التصرف وابتعدوا عن كل مؤزم لا يريد الاستقرار لهذا الوطن العزيز.

(ما أجمل الديموقراطية ولكنها تحتاج إلى فكر يواكبها لتنهض بالعباد والبلاد).

اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله ربِّ العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي