الشخصية القيادية والقوى السياسية والنفعية في جامعة الكويت

تصغير
تكبير

لانتشال جامعة الكويت من حال التراجع الأكاديمي والإداري والبحثي والفني، لا بد من تعيين شخصية قيادية قوية تتمتع بالاستقلالية بحيث تستطيع أن تحدث التغيير المطلوب. ولكن المشكلة التي تعيق هذا التعيين (بالأصالة) تتجسد في القوى النفعية والسياسية التي ترعرت داخل الجامعة منذ أكثر من عشرين عاماً وخلقت شبكة عنكبوتية في داخل وخارج مفاصل الجامعة والمؤسسات التعليمية حتى تمكنت من الهيمنة على القرار التعليمي.

والمشكلة الأكبر تتمثل في أن الكثير من المسؤولين والوزراء والشخصيات الأكاديمية تعرف ذلك جيداً ولكنها لا تود أن تساهم بإيجابية لمكافحة هذه الهيمنة النخبوية النفعية لسببين!

السبب الأول يكمن في عقدة الخوف من فتك هذه القوى التي تمتلك من الوسائل السياسية والإعلامية ما تستطيع من خلاله تهميش بل وتشويه سمعة أي من يقف تجاهها.

والسبب الثاني يتجسد في التحاق البعض بركب المصالح مع هذه القوى بالنظر إلى البيئة المحيطة التي استسلمت للمنافع المادية على حساب القيم الأكاديمية.

أمام هذه الحالة تكونت بيئة علمية غير صحية إذ استشرت بها الانعزالية الفردية على الروح الجماعية، وتفشت ثقافة صمت الشياطين بدلاً الإفصاح عن الحق، وتصاعدت بين جنبيها المنافسة على كرسي المنصب بينما أهمل شرف القلم، وانحدرت الروح المعنوية أمام العزيمة التفاؤلية.

في هكذا بيئة لا بد من تقدم الشخصيات النفعية على الأكثر تأهلاً، وفي هكذا بيئة لا بد من تهميش وتشويه أي شخصية قيادية مستقلة صادقة لا تأتمر بهذه القوى الطفيلية ولا تسير وفق نغمات مصالحها، بل هي تسعى إلى تنصيب قيادة مقودة من ناصيتها بأيدٍ مخفية نفعية وسياسية ذات أجندة مختلفة عما يفترض أن تكون عليه مؤسسة تسعى لتحقيق الأهداف عامة.

بعد هذه التجربة المريرة التي مرت بها جامعة الكويت، وبعد تعرية الكثير من لجان الاختيار والتعيينات «المفبركة»، وبعد صدور العديد من الأحكام القضائية التي كشفت مدى استشراء الشخصانية في لجان الترقيات وغيرها، لا بد من محاسبة هؤلاء والتصدي لهذه الشبكة النفعية.

باختصار، نقولها لمعالي وزير التعليم العالي ولسمو رئيس مجلس الوزراء المحترمين، أنتم أبناء المؤسسة وقد تعلمون بالكثير من تلك الممارسات، ومن المؤكد أيضاً أنكم حريصون على النهوض بجامعة الكويت وتصنيفها ومخرجاتها، وبناء عليه نتوقع منكم قرارات جريئة وإصلاحية لكبح جماح تكتيكات هذه القوى النفعية وإلغاء قرارات وتوصيات لجانها المفبركة، والمضي باجراءات تصحيحية مستحقة وإيجاد بيئة تنافسية صحية تفرز قيادات قوية قادرة على إدارة الموارد البشرية والمادية لجامعة الكويت وتحويلها إلى أهداف ومشاريع ومبادرات تصب في صالح الوطن... فلقد مضى وقت طويل ونحن بالانتظار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي