ثرى الكويت احتضن جثمان العقيد نوري العلي في الذكرى الـ33 لتحريره

موثّق يوميات الأسرى... في ذمة الله

تصغير
تكبير

- ناصر سالمين: الراحل كان يهوى التصوير والرسم وكاميرته وثّقت فترة وجودنا في الأسر

في نفس اليوم للذكرى الـ33 لتحريره من أسر جيش الغزو الغاشم في 27 مارس 1991، احتضن ثرى الكويت جثمان الأسير المحرر العقيد متقاعد في الجيش نوري جعفر محمد العلي، يوم الأربعاء الماضي 27 مارس الجاري، بعد وفاته في الخارج خلال رحلة علاج.

كان الفقيد ضابطاً في القوة الجوية، حيث التحق بعمله صباح يوم الغزو الغاشم، فتم أسره وترحيله إلى المعتقلات العراقية، وكان نعم الأخ لزملاء الأسر، يهرع دائماً لمساعدتهم. وسطّر العديد من البطولات خلال الغزو الغاشم، وقد غامر بحياته أيام الأسر وأدخل إلى معسكرات الاعتقال في العراق «كاميرا تصوير فوتوغرافي» ليصوّر الأسرى الكويتيين، ويوثق فترة الأسر للضباط الكويتيين في المعتقلات العراقية، رغم أنه كان يعرف أن عقوبة هذا الفعل الإعدام، ولكنه وضع روحه على كفه ليوثق لحظات الأسر.

ويروي العلي عن نفسه في أحد البرامج، أنه بعد تخرجه في الكلية الصناعية، دخل الكلية العسكرية وأكمل دراسته سنتين في الولايات المتحدة الأميركية، وتخرّج ضابط طيران في المراقبة الجوية.

وبيّن أنه فجر يوم الغزو اتصلوا به من العمل وتم استدعاؤه، ومع الصباح بدأت التفجيرات، وعند وصوله للقاعدة الجوية كان في برج المراقبة، فضربت غارة جوية عراقية مهبط الطائرات، وعمل ليوم كامل في المقاومة للحفاظ على المواقع العسكرية، وطلب منهم القائد عدم المقاومة للحفاظ على الأرواح. ولفت إلى أنه تم اعتقالهم ظهراً، حيث تم إخراجهم من المعسكر، وباتوا في مركز إطفاء أم قدير ليلة، ثم تم نقلهم إلى البصرة، ثم إلى معسكر الرشيد في بغداد، وجلسوا فيه لمدة شهر تقريباً، ثم تم نقلهم للموصل وجلسوا مدة 7 أشهر هناك.

لدى فقيد الكويت 4 أولاد وبنت، وهو من مواليد الصوابر في منطقة شرق، عام 1953، وخدم ضابطاً في الجيش الكويتي 27 سنة فعلية، وتقاعد في 2001 برتبة عقيد، ليتفرّغ للكتابة وتدوين مذكراته.

نعي

ونعى الراحل زميله في الأسر، الأسير المحرر العقيد الركن المتقاعد ناصر سلطان سالمين، فقال «بقلوب راضية بقدر الله، انتقل إلى رحمة الله تعالى العقيد المتقاعد الأسير المحرر البطل نوري جعفر محمد العلي، من منتسبي وزارة الدفاع ضباط القوة الجوية الدفعة 8، حاصل على عدة دورات عسكرية خارجية، منها ضابط توجيه مقاتلات جوية في الولايات المتحدة الأميركية، وتم تعيينه في برج المراقبة بقاعدة أحمد الجابر الجوية».

وأضاف سالمين أن «العلي التحق مسرعاً بعمله صباح الغزو العراقي الغاشم، وأدى واجبه نحو وطنه، تم فيها أسره بعد صلاة يوم الجمعة مع مجموعة كبيرة من العسكريين، وتنقلوا بين عدة معتقلات عراقية. وكان رحمه الله يهوى التصوير والرسم، وقام بتوثيق فترة الأسر بالتصوير، بعد تهريب كاميرا تصوير له أثناء زيارات أهالي الأسرى لهم، وقضى كامل الفترة إلى أن تم تحرير الكويت والعودة للوطن».

وتابع «كان متواصلاً مع الجميع حتى وفاته، وكان محباً لجميع الأسرى ويساعدهم، فكان نعم الأخلاق مرحاً وطيب القلب، عرّض نفسه لعقوبة الإعدام بتهريب الكاميرا وصور اليوميات والأحداث من داخل معتقل بعقوبة، مع زميله عبدالواحد الناقة، ليثبت للعالم أن النظام العراقي البائد كان يكذب على المجتمع الدولي ويدّعي بعدم وجود أسرى كويتيين بالعراق».

وختم سالمين نعيه بالدعاء للراحل بالرحمة وأن يكون مثواه الجنة، وقال «أحزنني خبر وفاتك، ولا أنسى عندما استقبلتنى ببيتك، وجلسنا نعيد ذكريات الأسر المريرة، وعند خروجي أهديتني لعبة الدامة التي كنت تحتفظ بها، و«فلاش» فيه جميع الصور التي التقطتها داخل المعتقل».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي