حروف نيرة

الدعوة عامة!

تصغير
تكبير

مَن وَصل رحمه زادت محبته في قلوبهم وبقي له ذِكر جميل، وقد أوصت شريعتنا بصلة الرحم لما فيها من طيبات وآثار وفوائد جليلة؛ فالوصل من أطيب الخلق، فيه طاعة لله تعالى وكسب لرضاه، وفيه سعة للرزق وطول للعمر وبركة لوقتك وبيتك.

وقد أشار الله تعالى إلى ذلك لما فيه من خير كما في الآية الكريمة: «وأولو الأرحامِ بعضُهم أولى ببعض» سورة الأحزاب/6، وآيات أخرى تبيّن أهمية صلة الرحم.

صلة الأرحام إحسان للقريب واطمئنان على أحواله، وإنها تحمل التواصل المادي كالهدايا وتقديم المساعدات لمن كان بحاجة، والمعنوي بالمشاركة في المناسبات السارة والحزينة، بالزيارة أو الاتصال الهاتفي أو الرسالة، وذلك بحسب القُرب والاستطاعة.

وأكثر شهر يحصل فيه التواصل شهر رمضان؛ فإنه شهر تزيد فيه التجمعات والزيارات لما في ذلك من بركات، وأحياناً تكون الزيارة محفوفة مع الأقرب، أو مفتوحة لكل قريب وصديق وكأنها دعوة عامة، وذلك بحسب الاستطاعة المادية والقدرة على الإشراف وسعة المكان لاستقبال الضيوف.

والتواصل له أكثر من صورة، كما في قول كبار العلماء، يقول العلامة ابن عابدين: «صلة الرحم واجبة ولو كانت بسلام وتحية وهدية ومعاونة ومجالسة ومكالمة وتلطف وإحسان، وإن كان غائباً يصلهم بالمكتوب إليهم، فإن قدر على السير كان أفضل» انتهى... فكلٌ يصل أقاربه بحسب استطاعته، كالاتصال الهاتفي أو رسالة والزيارة.

والتواصل أيضاً بحسب معاملتهم له؛ فإذا وَصَلتهم ورأيت منهم الأذى والضرر فلا يجب عليك التواصل، كالقريب الغني إن تكبر على قريبه الفقير، وكل من وجد في المعاملة إساءة وإهانة معذور، ويكفي أن يصله في مناسبات مهمة بوسيلة تواصل بسيطة تحفظ كرامته ولا تنزل من قدره، مثل كلمة أو صورة عبر «تويتر» أو «واتساب»، وتلك الوسائل تحمل تهنئة الجميع، خصوصاً البعيد عن البلد وأصحاب العلاقات الرسمية.

ومن أروع ما قاله الحكماء في التواصل مع القريب المؤذي:

(من كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دنياه، فَرُبّ هجر جميل خير من مخالطة مؤذية)... انتهى.

والهجر الجميل هو صلة معتدلة بالكيف الذي يجنبك أذاهم، والتعامل الذي يبعد عنك الضرر، كرسالة بكلمات طيّبة مختصرة، وتبقى النفوس صافية بعيدة عن العداوة والأذى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي