رسالتي

أصوّت أم أعتكف؟

تصغير
تكبير

يرى العديد من المحللين السياسيين أن اختيار الحكومة ليوم الخميس 25 رمضان الموافق 4 / 4 لم يأتِ عشوائياً، وإن رغبة منها في تقليل المشاركة الشعبية، وإضعاف حضور الناخبين الداعمين للمعارضة.

ولعل هذا التحليل له وجاهته، فعلى سبيل المثال هناك العديد من الناخبين لديه التفكير في عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، من باب عدم رغبته في تفويت أجر العبادة في العشر الأواخر من رمضان، كقراءة القرآن والاعتكاف وأداء العمرة، وغيرها من العبادات.

وهنا أجد من الأهمية بمكان أن نوضح مسألة تتعلق في التفاضل بين العبادات، حيث نص فقهاء الشريعة على أن العبادة التي يتعدى نفعها للغير أولى وأفضل من التي يقتصر نفعها على الفرد (عدا الفرائض).

وتطبيقاً لهذه القاعدة فإن المشاركة في اختيار أعضاء مجلس الأمة المقبل أولى من التفرغ للعبادة الفردية.

ويمكن الاستدلال على هذا الرأي بقول الرسول، صلى الله عليه وسلم،: (لأن أمشي مع أخٍ في حاجته أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني المسجد النبوي - شهراً).

فإذا كان السعي لقضاء مصلحة فرد واحد أفضل من الاعتكاف في المسجد النبوي شهراً، فمن باب أولى أن تكون المشاركة في اختيار نواب مجلس الأمة مقدمة على الاعتكاف في المسجد.

فاختيار النائب القوي الأمين يتعدى خيره وفائدته إلى البلاد بأسرها.

فالقوي الأمين سيقوم بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسيعمل على جلب المصالح ودرء المفاسد، وسيدعم القوانين والتشريعات التي تحافظ على قيم المجتمع وأخلاقه، وسيقف سداً منيعاً ضد دعوات الانحراف الأخلاقي والسلوكي، أو دعوات إباحة ما حرّم الله.

إنّ المشاركة في اختيار القوي الأمين، تساهم في المحافظة على أموال الشعب ومصالحه، وتعين على حماية حقوقه وحرياته.

إن إيصال القوي الأمين الذي لا يصرفه الترغيب عن أداء رسالته، ولا يخيفه الترهيب عن قول كلمة الحق أصبح ضرورة مُلِحّة.

تعصف في البلاد خلال الفترة المقبلة قضايا مهمة داخلياً وخارجياً، نحتاج معها إلى أن يصل إلى قبة البرلمان القوي الأمين.

لذلك أتمنى ألا يدفعنا الحرص على التعبد في العشر الأواخر - كقراءة القرآن أو الاعتكاف - إلى التخلف أو التقاعس عن المشاركة في الانتخابات، فالنفع المتعدي للغير أولى من النفع القاصر على النفس.

X: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي