حروف باسمة

لأمي العزيزة مع التقدير

تصغير
تكبير

قبسٌ كلما اقترب المرء منه شعر بالسعادة لأن مسارات شعاعه تتلألأ أملاً وتنثر نوراً يضيء الدروب أمام الأبناء.

الأم طود شامخ مملوء بالصبر ليس له حدود يُعطي الأبناء جذوات من التوجيه والتعليم والتربية، وتعطي أبناءها خلاصة فكرها وعطائها وتوجيهها المفعم بالخير العميم.

ولدتك الأم والأعضاء في حال ضعيف

عاجزاً عن كل أكل غير مأكول خفيف

تتلقاه من الثديين كمعسول لطيف

من أقام الرزق في الثدي لهذا

( أنت قلي)

فتكونت برحم الأم في حال أتم

كاملاً في شكله من رأسه حتى القدم

كل عضو فيه يجري بأعاجيب الحكم

من أقام الرزق في الرحم لهذا

(أنت قلي)

هذه هي الأم التي تألم كي يشعر أبناؤها بالراحة وتقلق كي يحس أبناؤها بالاستقرار.

ليس 21 مارس هو يوم للأم، إنما كل يوم هو يوم لها، لأن عطاءها مشرق لا ينضب في يوم... هي مدرسة الحياة، بل الحياة كلها...

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعباً طيّب الأعراق

القلوب تنشد بحب الأمهات، والأعين تلحظ إشاراتها، والآذان تصغى لأصوات الأمهات اللاتي ينشدن النصيحة ويبثن صنوف الأمل.

كثير من المفكرين أنشدوا بحب أمهاتهم.

هذا سيد قطب يقول في رائعته:

أماه ها أنا ذا رجعت فنامي

موفورة الآمال والأحلامي

مازالتِ يقظة لا ينم بخاطر

منك النعاس وأنت بين نيامي

تتصنعين الوهم من خطوي

إذا حمل الهواء صدى من الأقدامي

وتحدقين بكل جارحة ترى

ما بين طيات الظلام الطامي

وترينني الطفل الذي ترعينه

بالعطف رغم شهادة الأعوامي

ما أجمل هذا العطاء المتدفق الذي ينشد الشيخ الدكتور/ أحمد الوائلي في معانيه فيقول:

أماه قد شاب رأسي وانطوى العمر

ولم يزل ملء سمعي صوتك العطر

أماه لو أن الجنات موقعها

من تحت رجليك فيما ينقل الخبر

فما بصدرك من خير ومن كرم

يظل أكبر مما تحدس الفكر

عين الله ترعاك

يا حلوة اللبن

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي