حضور غفير من مختلف أطياف المجتمع تلبية لدعوة كاتدرائية مار مرقس
الأحبّة في... «غبقة المحبّة»
- السفير المصري: الشكر والتقدير للكويت على ما تقدمه من اهتمام لأبناء الجالية
- سهام القبندي: ننتظر الغبقة بشغف كل عام لأنها تجسّد مشاركة جميلة لتقليد أصيل في مجتمعنا
- القمص بيجول: رمضان في الكويت مختلف ويجمعنا كل عام في أجواء من المحبّة
جمعت كاتدرائية مار مرقس (الكنيسة المصرية) بالكويت، حشداً غفيراً من مختلف أطياف المجتمع، مساء السبت، كان الرابط بينهم هو المحبة والحرص على التواصل في غبقتها الرمضانية المعتادة (غبقة المحبة) التي شهدت حضور عدد من السفراء ورجال الدين والأكاديميين.
وألقى السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت كلمة، عبر فيها عن «السرور للمشاركة في (غبقة المحبة) التي تعبر بصدق عن عمق الروابط المصرية الأصيلة بين أبناء الوطن بعيداً عنه، والتي تعد تقليداً مقدراً من تقاليد الكنيسة المصرية بدولة الكويت التي لا تألو جهداً في توثيق أواصر المحبة بين شعب مصر الحبيب».
وقال شلتوت «نلتقي اليوم، ومسلمو مصر وأقباطها صائمون، يؤدون فرائضهم في نفس التوقيت، لتبرز وحدة نسيج الشعب المصري وروح الأمة الواحدة حتى يحتفلوا معاً بأعيادهم، بمشاركة دولة الكويت الشقيقة، واسمحوا لي أن أتوجه باسمكم بكل الشكر والتقدير والامتنان إلى دولة الكويت الشقيقة، أميراً وحكومة وشعباً، لما تقدمه من اهتمام ورعاية دائمتين لأبناء الجالية المصرية، بما يعكس متانة العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبي وحكومتي البلدين الشقيقين، وبشكل خاص على التعاون المقدر في كل مناحي العلاقات المصرية - الكويتية بما فيه رفعة البلدين الشقيقين».
تقليد أصيل
بدورها، قالت الدكتورة سهام القبندي إن «غبقة المحبة، التي تنظمها الكنيسة القبطية المصرية كل عام، أصبحت من الفعاليات التي ننتظرها بحب وشغف، وهي تجسد مشاركة جميلة لتقليد أصيل في مجتمعنا، كما أنها تقارب في عمرها الزمني ربع قرن، لم يغب جمعنا فيها إلا في ظروف الوباء، فكل الشكر للكنيسة القبطية المصرية في الكويت، وعلى رأسها نيافة الدكتور الأنبا أنطونيوس، مطران القدس والكويت والشرق الأدنى، وإلى كهنة الكنيسة، وأود هنا أن أوجه تحية خاصة لأبينا بيجول الأنبا بيشوي أحد صناع المحبة في هذا المجتمع، وهو الرجل الذي تعرفه دواوين الكويت في شهر رمضان المبارك، والمشارك في مناسباتنا بهمة وعزم ومحبة وقبول، والذي ترحب به القلوب قبل البيوت».
وأضافت القبندي، في كلمة لها، أن «الحضارة الإسلامية رسّخت المعاني الإنسانية من خلال ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وبالتالي فقد استمدت مقوماتها من الإسلام ذاته، إلى جانب اتصاله مع الحضارات القديمة، فالإسلام يؤكد أن الناس جميعاً إخوة، وأن الأديان السماوية واحدة في أصولها وأهدافها، كما أن الحضارة المسيحية قامت على الإيمان والمحبة، وقد كان لتلاقي الحضارتين المسيحية والإسلامية الأثر البالغ في توطين العلوم خصوصاً في مجال الطب والفلسفة حتى أنه يقال إن النهضة الأموية والعباسية استفادت كثيراً من إسهام العقول المسيحية خصوصاً من جهة الترجمة ونقل المعارف وفي بعض مفاصل إدارة الدولة»، مؤكدة أن«التبادل والحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب يعمل على ترسيخ قواعد التفاهم والاحترام والكرامة ويعمل على نشر التماسك الاجتماعي والمصالحة بين الشعوب».
شهر مختلف
من جانبه، قال راعي الكنيسة القبطية المصرية في البلاد القمص بيجول الأنبا بيشوي، إن «شهر رمضان في الكويت مختلف، ويجمعنا كل عام في أجواء من المحبة»، لافتاً إلى أن «أجواء الكويت العامرة بغبقاتها منذ أول الشهر وحتى آخره متميزة». وأضاف، في كلمته وعظته التي حملت عنوان «المحبة» أثناء الغبقة، أن«الجميع في الكويت يعيش في حياة من الود والحب. والحياة في الكويت أمن وأمان وحب بين الجميع»، مؤكداً على «أننا نعيش في أجواء من الود ويستحيل أن نتغرب عن الكويت في شهر رمضان الكريم، لكي نتشارك مع إخوتنا في هذا الشهر الفضيل، فالغبقات في الكويت تجمعنا في حب وود».
وأشار إلى أنه «بالمحبة نبني أنفسنا، ونبني إخوتنا وأبناءنا والأجيال الصاعدة التي هي مسؤوليتنا أمام الله وضمائرنا والمجتمع، وعلينا أن نجعل من أنفسنا قدوة لأبنائنا وأحفادنا. فما أكثر الذين يقدمون عظات في هذه الأيام! وما أقل من يقدمون من أنفسهم عظات!».
جهود الجالية المصرية
توجه السفير المصري أسامة شلتوت بالشكر، نيابة عن كل أعضاء السفارة المصرية في الكويت، للمشاركين في الغبقة، ومن أبناء الجالية «على جهودكم الملموسة لتعزيز مكانة مصر ودورها في الكويت الشقيقة، خاصة في هذا الشهر الكريم، متمنين أن تكون كل أيام شعبنا ووطننا العزيز أعياداً تُدخل السكينة والسرور على كل أبناء مصرنا الحبيبة في الداخل والخارج».
وأضاف «أؤكد خالص تقديري واعتزازي بأبناء الجالية المصرية على أرض الكويت الشقيقة، لدورهم في التنمية بدولة الكويت، ولأدائهم المتميز نحو الوطن الأم حتى تظل مصر بوحدتها الوطنية نموذجاً فريداً لكل الشعوب».
كويت الحرية والتسامح
قال القمص بيجول «نرى كويتاً مصغرة من كل الأطياف في الديوانيات والغبقات والتجمعات بكل حب وود»، مشيراً إلى «الحرية والتسامح بين الأديان الذي تتمتع به الكويت، ونحن نريد أن يرى العالم ويسمع كيف نعيش في الكويت، ولذا نجدد عهد المحبة التي هي موجودة بفضل سمو أمير المحبة أمير الكويت وقيادتها وشعبها المضياف».
«أوقفوا الحرب والدمار»
وجهت الدكتورة سهام القبندي، في كلمة لها بالغبقة، رسالة للسلام ووقف الحرب، فقالت «أقف هنا وأحمل معكم رسالة إلى كل العالم ومنظماته المسؤولة: ارفعوا راية السلام، واعملوا من أجله... أوقفوا آلات الحرب والدمار، انهضوا بقيم التسامح والتآخي، فالعدوان ما زال مستمراً على غزة في رمضان، الذي يفترض أن تتوقف فيه الحرب، إكراماً لحُرمة الشهر الفضيل».
أحمد سامح... لمسة وفاء
في معرض حديثه عن المحبة والوفاء، استذكر راعي الكنيسة القبطية المصرية في البلاد القمص بيجول الأنبا بيشوي، الراحل الدكتور أحمد سامح، رحمه الله، الذي كان حريصاً على تعزيز أواصر المحبة والتواصل مع الجميع، مشيداً بمناقب الراحل الكثيرة والتي جعلت الجميع يستذكرون اسمه بكل خير.