وجع الحروف

المرشح... إلى أين؟

تصغير
تكبير

قد تأتي الانتخابات المقبلة بأسماء جديدة تحمل فكر رجال دولة... وهذا ما أتمناه ويتمناه الكثير.

وخلال موسم الانتخابات يكثر الحديث عن القضايا التي تهم الوطن والمواطنين رغم أن بعض المرشحين كانوا أعضاء مجلس أمة... وهذا يندرج تحت نهج «السياسة الانتخابية» من باب «دغدغة» المشاعر لكسب تعاطف البسطاء من قاعدة الناخبين، وأستغرب من تصديق الكثير لهم لأن منتهج هذا الأسلوب من «ربعهم»!

إنّ السياسة هي «فن الممكن»، وهذا الفن يحتاج إلى رسم خارطة الطريق للأولويات ومحاولة معرفة «من أين تؤكل الكتف» للحصول على توافق مع السلطة التنفيذية وهذا بلا شك يتطلب إجادة فن الإقناع.

لم أشعر بحماس البعض من المرشحين حول إصلاح التعليم، رفع مستوى الرعاية الصحية، مكافحة الفساد بشقيه الإداري والمالي، الإصلاح الإداري وسن التشريعات المطلوبة (تعديل بعض المواد الدستورية واللائحة الداخلية).

نعلم بأن الفساد يحتاج إلى قرارات جريئة (مو بس بالكلام) تبدأ من الكبار.

نعلم إن الإصلاح الإداري يبدأ من حُسن اختيار البطانة والقياديين والمستشارين وتطبيق الحكومة الرقمية (للقضاء على الواسطة).

وإنني أرى أن الزيادات ورفع مستوى المعيشة وغيره من القضايا هي من مهام السلطة التنفيذية... فقط تحتاج إلى قرارات مدروسة بعناية وتحقق العدالة والمساواة حسب واقع معيشة المواطنين بمختلف شرائحهم وربط هذه الزيادة بمعدل التضخم.

يحزنني جداً قول البعض مبرّراً تصويته لمرشح معين بأنه «يزورنا، حبيب، قريب منا، ويخلص معاملاتنا...» والثابت أن تقديم الخدمات يؤجر صاحبها من الله ليس فقط المرشح أو النائب السابق أو الفرد العادي لكن لا ينبغي أن يكون المعيار الوحيد للاختيار!

إن الكويت بحاجة إلى إعادة بناء ثقافة الجموع وبالأخص قاعدة الناخبين رجالاً ونساءً وأظن أن التحول إلى الحكومة الرقمية الشاملة سيقضي على المعايير الزائفة وعندئذ سيبحث الناخب/الناخبة عن رجل دولة من بين المرشحين ممن يمتلك فكراً، ثقافة، رؤية تحقق لنا بناء كويت الغد.

وكنا قد أشرنا إلى أن الصوت عندما تدلي به فلا يعلم عنه سوى الله عز شأنه، وهو أي الصوت أمانة سنحاسب عليها أمام ربٍّ عادل لا تغيب عنه مثقال ذرة.

وأود أن أحذر أحبتنا الكرام من خطورة متابعة مروجي الإشاعات، ومن يغتاب ويبهت البعض، أو يروج لمرشح ما وهو لا يملك أبجديات معايير رجل دولة.

إن حُسن الاختيار يصنع رجال دولة وبرلماناً قوياً يشرع ويراقب... وإذا صلحت مخرجاتنا صلح المجتمع.

الزبدة:

.... والجواب عن التساؤل: المرشح... إلى أين؟ فقاعدة الناخبين هي التي تحدد ذلك وأسأل الله أن يهبنا حُسن الاختيار كي يتحسّن وضع البلد والعباد... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي