قيم ومبادئ

انتخابات العشر الأواخر

تصغير
تكبير

الناس أجناس في الانتخابات والكل يزعم أنه يختار القوي الأمين لقناعته به... فلأنني ابن قبيلة فلن اختار إلّا واحداً من أبنائها! ليمثلني، وآخر يقول وأنا أنتمي لتوجه سياسي فلن أنتخب إلّا من يمثل هذا التوجه فقط!

والثالث يقول، وأنا ابن طائفة وإخلاصي لها يمنعني لا أختار إلا واحداً منها لأن لنا مطالبنا الخاصة! ورابع يقول أنا ابن أسرة غنية تحمل اسماً رناناً وطناناً فلن أنتخب إلّا من يرعى مصالحنا وعقودنا التجارية!

وآخر قال، انا ابن الإسلام السياسي فلن أنتخب إلّا من يفرضه الحزب من تلاميذ العسكر القديم الذي ما زال على طمام المرحوم! ولكن هناك القليل من يقول أنا مستقل ولن أختار إلا المستقل! وبالنهاية هذه قناعات الناس ولا حرج سياسياً في ذلك لأنها ديموقراطية نتشدق بها وتشكيل الحكومات ليس نشازاً عن هذا الخط العام في المشهد السياسي بنكهة كويتية!

ولنا عليه ملاحظات:

أولاً، نقول في حال تقاطع المصالح فسوف يرجع الكل إلى مراجعه العليا يستفتيهم ولسان حاله يقول «يأيها الملأُ أفتوني في أمري ما كنتُ قاطعةً أمراً حتى تشهدون» وإذا أفتوه بمصالحهم الخاصة وألزموه فلن يخالفهم أحدٌ لأن المخالف سيتم إقصاؤه؟

وفي المقابل نجد في مجلس الوزراء تكلفة التضامن الحكومي أمام المنعطفات السياسية (مش جايبه همها) على حد المثل المصري فلم نعبر عنق الزجاجة؟ كما يقال إلّا بحل المجلس؟

ثانياً، إذا ارتضينا هذا الأساس في الاختيار فنكون قد رجعنا إلى المربع الأول ووضعنا المسمار في نعش المجلس والحكومة المقبلين 2024، لماذا؟

لأن المجالس السابقة والحكومات رغم تنوعها وكثرتها لم تستطع التعايش لمدة أربع سنوات كما رسمها الدستور، لأنها لم تُبنَ على قرار مكين وإنما مجرد قناعات، فالنشوز يطرأ في العلاقة إمّا من المجلس أو الحكومة أو منهما معاً فيحصل الطلاق السياسي الرجعي!

وبالتالي، تضاعفت التكلفة في تكرار حل المجالس وإعادة تشكيل الحكومات في مقابل تواضع الإنجاز وتأخر التنمية وضياع الأولويات وتعطيل مصالح الناس؟ اللهم إلا صرف الجواز الأحمر للوزير مع كتابة (وزير سابق)!

وإذا مشينا على هذا الرتم فسنصل إلى نصف الكويتيين وزراء سابقين؟

وثالثة الأثافي من ذا الذي يرجع إلى الوطن ومصالح البلاد والعباد ومضامين النطق السامي لحسم الخلاف؟

نعم، وجدنا استقالات لبعض النواب لجهة آرائهم الشخصية واختياراتهم الفقهية ضاربين عرض الحائط الصالح العام؟ ثم بعد ذلك وجدناهم يعودون من حيث أتوا وكأن شيئاً لم يحدث؟

ولم يتحقق شيءٌ مما طالبوا به؟ فلماذا اللف والدوران؟!

في السابق قاطعوا الصوت الواحد ولم يشاركوا – عن قناعة – وغردوا خارج السرب ورددوا الخطاب وهربوا للخارج فراراً من العدالة – عن قناعة – ثم فرحوا بالعفو، ثم شاركوا – عن قناعة – وأقاموا الاعتصامات وتعطيل الجلسات بلعبة الكراسي – عن قناعة – وختموها بطريقتهم في التعامل مع النطق السامي – عن قناعة – ولا أدري هذه القناعات هل هي دستورية أو حتى لائحية؟

كما لا أدري هذه القناعات إلى أين ستأخذ الكويت وتأخذنا معها؟ - عن قناعة -؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي