لم تعد العلاقات الأميركية - الإسرائيلية جيدة بل تصدّعت بسبب اختلاف وجهات النظر وآلية التطبيق للحرب نوعاً ووقتاً، تبع ذلك عقوبات أميركية على مستوطنين صهاينة للمرة الأولى، إلا أن المساعدات العسكرية لم تنقطع.
زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، قال إن نتنياهو بات عقبة كبيرة أمام السلام، وكثيراً ما خضع لمطالب المتطرفين، أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، فقال منتقداً أميركا بقوة «علينا ألا نتسامح تحت أي ظرف مع العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية».
هي ليست المسألة الأولى التي يختلف بها الجانبان الأميركي والإسرائيلي، وبالتالي علينا ألا نؤمل كثيراً على تذبذب العلاقات بين البلدين، فما زال بعض الأصوات يؤيد الصهاينة في ما يقومون به من مجازر تاريخية منها موقف عضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام، حين قال ان «إسرائيل تدافع عن نفسها وتدمير (حماس) عسكرياً أمر غير قابل للتفاوض».
مجموعة الضغط اليهودية «جي ستريت» علقت بأنها تتفق مع حلفائها المؤيدين لإسرائيل على ضرورة حصول تغيير سياسي شامل، لأن هناك أصواتاً يهودية تبحث عن مستقبل إسرائيل بعد نتنياهو.
صحيفة «أكسيوس» نقلت عن مسؤولين أن الوزير غالانت، وقع رسالة لإدارة بايدن تؤكد أن إسرائيل ستستخدم السلاح الأميركي وفق القانون الدولي، وهو أمر يشير إلى موافقة أميركا على بعض العمليات العسكرية رغم التصريحات بين «بايدن ونتنياهو».
وهناك خلافات كبيرة خرجت إلى العلن منها الوزير غانتس، الذي أبلغ نتنياهو بأنه لن يشارك في جلسة مناقشة قانون تجنيد المتزمتين اليهود، وهو رأي مغاير لزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الذي أكد أنه لا يمكن للحكومة تأجيل تجنيد «الحريديم» على حساب الاحتياجات الأمنية، خصوصاً أن الحاخام الأكبر يهدد بالرحيل إن تم اعتماد تجنيدهم، الأمر الذي يلقي بظلاله على الشارع الصهيوني بسبب أزمة التجنيد العسكري بإسرائيل التي تسير إلى منحنى مفصلي سيئ.
وما زال الكثير من المستوطنين المتطرفين يقتحمون أطراف بلدة «كفر نعمة» غرب رام الله بالضفة الغربية، وقيامهم بالاعتداء على مواطنين وبعض الممتلكات، ناهيك عن المجازر التي نالت أماكن عدة في غزة، ولا يمكن تحديد عدد الضحايا لكن تشير آخر تصريحات وزارة الصحة إلى أن عدد الشهداء وصل إلى أكثر من واحد وثلاثين ألفاً، والجرحى أكثر من اثنين وسبعين ألفاً، أما الجيش الصهيوني فقد اعترف بإصابة ثلاثة آلاف وأربعة عشر ضابطاً وجندياً دون ذِكر عدد القتلى وسط تشكيك بصحة الرقم المعلن.
وتأتي العلاقات الأوروبية - الإسرائيلية لتكون امتداداً للتذبذب، وقد تجلى ذلك في البرلمان الأوروبي الذي ندد بمهاجمة إسرائيل لقوافل الإغاثة ودعا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، حيث ما زالت المسيرات الإسرائيلية تمارس القتل.
وبالمقابل قامت «القسام» بإلقاء قذيفتين على مقر قيادة إسرائيلي عبر مسيرة استولت عليها إضافة الى بقية أخبار الجهاد التي تبثها المقاومة، منها مقتل ضابط برتبة رائد في قوات الكوماندوز في معارك قطاع غزة، ما زاد سخط رجل الشارع الإسرائيلي والجيش الصهيوني لم يعد قادراً على إنكار مثل تلك الأخبار لطالما أنها موثقة وتبث على القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يعكس دور التقنية في فضح الجيش الصهيوني.
وبيّن الأمين العام للأمم المتحدة انه يجب احترام روح شهر رمضان عبر إسكات السلاح والإفراج الفوري عن الرهائن كافة، وتبع ذلك تصريحات لمسؤولين أوروبيين تحسباً لمستقبلهم السياسي.
وما زالت الآراء متباينة حول الهدف من فتح خط بحري لايصال المساعدات إلى قطاع غزة مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية بعد تزايد الضغوط الدولية لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية التي انطلقت من قبرص، إذ رست سفينة «أوبن أرمز» الإسبانية وقامت بتفريغ حمولتها من المساعدات التي تجد ضبابية بسبب معرفة آلية توزيعها تحت إشراف من؟ وهناك سفن أخرى سوف تقوم بإيصال المساعدة عبر الميناء البحري.
زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي، شدد على أنهم «مستمرون في عملياتهم وفي توسيعها إلى مدى لا يتوقعه العدو، وقد تحقق ذلك وما زلنا ننتظر المزيد». وما زالت المظاهرات تنتشر في معظم العواصم الغربية ضد المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد شعب أهل غزة، بل انه كانت هناك احتجاجات في هولندا ضد مشاركة الرئيس الإسرائيلي في افتتاح متحف المحرقة.
وحده نتنياهو يعاني من التخبط فهو يرسل رئيس الموساد للتفاوض في قطر، وفي الوقت ذاته ينتقد أميركا، ويقول هناك ضغوط دولية لإيقاف الحرب من خلال الدفع لإجراء انتخابات، لكننا لن نخضع لها وهو أمر يدركه المتابعون، لأن نتنياهو وأفراد أسرته سيتعرّضون للمحكمة وربما السجن لسنوات طويلة، ناهيك عن تاريخه الأسود الذي لا يكترث له.
همسة:
باتت غزة تقود تحولات الرأي العام الغربي تلقائياً.