No Script

رسالتي

نِعمتِ المُرضِعة... وبِئست الفاطِمة!

تصغير
تكبير

طلب أبو ذر الغفاري من الرسول، عليه الصلاة والسلام، أن يعطيه ولاية، فقال له الرسول، صلى الله عليه وسلم،: ( يا أبا ذرٍّ إنك ضعيفٌ وإنها أمانةٌ وإنّها يومَ القيامةِ خزيٌّ وندامةٌ إلّا مَن أخذها بحقِّها وأدَّى الذي عليه فيها).

تولي المسؤوليات أمانة عظيمة عجزت عن حملها السماوات والأرض، ورضي بحملها الإنسان بسبب جهله وظلمه.

يظن البعض أنّ تولي المسؤولية مغنم، بينما هي مغرم لمن قصّر في حقها، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إنكم ستَحرصون على الإمارةِ، وإنها ستكونُ ندامةً وحسرةً، فنعْمَتِ المُرْضِعَةُ، وبِئْسِتِ الفاطمةُ).

نعمت المرضعة عند توليها، وبئست الفاطمة عند الرحيل عنها ثم السؤال عنها يوم القيامة.

لقد أدرك الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب،رضي الله عنه، معنى المسؤولية لذلك كان يطوف في الأسواق ويسعى إلى أطراف المدينة يتفقّد الرعية، وكان يقول: (لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر؟).

تقول فاطمة بنت عبدالملك، زوجة الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبدالعزيز: (دخلتُ يوماً على أمير المؤمنين عمر، وهو جالس في مصلاه واضعاً خده على يده، ودموعه تسيل على خديه، فقلت: ما لك؟

فقال: ويحك يا فاطمة، إني قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب، والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أنّ ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد، صلى الله عليه وسلم، فخشيت ألا تثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي فبكيت).

لقد انعكس هذا الشعور في نفس الخليفة على سلوكه وأفعاله وتصرفاته، لذا، سعى في رد المظالم وقضاء حوائج الناس، حتى أُخرجت الزكاة في زمنه فلم يجدوا مَن يأخذها!

ولما مات، رحمه الله، بكى عليه أهل مدينته وخرجوا في تشييع جنازته عن بكرة أبيهم.

ورد في الحديث الصحيح: (خِيارُ أئمَّتِكُمُ الَّذينَ تحبُّونَهُم ويحبُّونَكُم وتُصلُّونَ علَيهِم ويصلُّونَ علَيكُم وشرارُ أئمَّتِكُمُ الَّذينَ تبغَضونَهُم ويبغَضونَكُم وتَلعنونَهُم ويَلعنونَكُم).

X: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي