أكد أنه مستمر في الارتفاع

أمين عام «أوابك»: مجرد تخمينات.. مخاوف وصول الطلب على النفط ذروته

تصغير
تكبير

- لا بد أن يبنى مستقبل الطاقة على الحقائق العلمية التي لا جدال حولها وليس على الأيديولوجيات
- لا يمكن التخلي عن مليارات البشر الذين يعتمدون على الوقود الأحفوري لتلبية احتياجاتهم اليومية من الطاقة

قال الأمين العام منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك» جمال اللوغاني إن المخاوف المثارة أخيراً حول وصول الطلب على النقط ذروته هو جدال عقيم ومجرد تخمينات مبنية على افتراضات مسبقة قد يجانبها الصواب، فالواقع هو أن الطلب على النفط مستمر في الارتفاع، كما تشير إلى ذلك منظمة أوبك، حيث سيزداد الطلب العالمي على النفط خلال العام ونصف العام القادمين بنحو 5 مليون برميل في اليوم مما يشكل تحديا لفكرة الذروة المتوقعة في الطلب.

تطورات هائلة

وأضاف اللوغاني في كلمة له «لا يخفى على أحد، أن التطورات الهائلة الى شهدها قطاع الإعلام خلال العقدين الماضيين وبروز وسائل التواصل الاعلامية المتنوعة لها تأثير مباشر على قطاع واسع من المتلقين، وتزامنا مع حدوث تطورات هائلة ومتسارعة في صناعة الطاقة العالمية، بات من الأهمية بمكان تكثيف وتعزيز الخطاب الإعلامي البترولي في دولنا الأعضاء من أجل تفنيد بعض المعلومات المغلوطة وغير الدقيقة عن الصناعة البترولية والتي يروج لها إعلاميا بشكل واسع من جهة، وتصحيح بعض المصطلحات المستجدة في الصناعة و تعريفها تعريفا دقيقا بما يتماشى مع سياسات وتوجهات الدول المنتجة والمصدرة للطاقة».

تحول الطاقة

وزاد اللوغاني «على سبيل المثال، مصطلح تحول الطاقة الذي يروج له إعلاميا نرى أن المصطلح الدقيق والصحيح الواجب تداوله هو «تحولات الطاقة» وليس «تحول الطاقة»، لأن ما يشكل تحول الطاقة في أوروبا، أو الولايات المتحدة الأميركية، يختلف بشكل كبير في دول أخرى من العالم، فتحولات الطاقة لها معنى مختلف تماما بالنسبة لمليارات البشر في الدول النامية الذين لا يستطيعون الحصول على الكهرباء أو وسائل طهي نظيفة».

واسترسل «من الضروري أيضا التمييز ما بين الطموحات والتطبيق العملي، فتحولات الطاقة تتطلب المزيد من الوقت والجهد، كما يحتاج مستقبل الطاقة المستدام المنشود تبني جميع مصادر وتقنيات الطاقة ذات الصلة، مع إدراك أن لكل دولة مسارها الفريد لتحولات الطاقة».

ورأى اللوغاني انه لا بد أن يبنى مستقبل الطاقة على الحقائق العلمية التي لا جدال حولها، وليس على الأيديولوجيات التي تتباين حولها وجهات النظر. لذلك لا يجب تصنيف المصادر الهيدروكربونية على أنها مصادر طاقة سلبية، وعند مناقشة مستقبل التحولات في استهلاك الطاقة الأولية يجب التأكيد على أن المصادر الهيدروكربونية تشكل نسبة كبيرة من إجمالي هذا الاستهلاك ولا يمكن إقصائها، بأي حال من الأحوال، من مزيج الطاقة العالمي كما يروج لذلك.

رسائل واضحة

واشار إلى أن الخطابات الواقعية والصريحة لوزراء الطاقة في الجلسات الوزارية لمؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر الذي عقد في دولة قطر تضمنت رسائل إعلامية واضحة المعالم أكدت على أهمية الانتقال العادل والمتوازن والمستدام إلى طاقة منخفضة الكربون، مؤكدين في ذات الوقت على أن هذه التحولات لا بد أن تأخذ بعين الاعتبار التطورات التكنولوجية التي تمكن من إنتاج طاقة نظيفة، فاستغلال تقنيات احتجاز واستخدام وتخزين الكربون ‏CCUS في عمليات إنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري مع التحكم في انبعاثاته سيعزز بدون شك امكانية وصول العالم إلى الحياد الصفري المنشود في عام 2050، وبذلك ستكون هذه المصادر جزء من الحل نحو التحول إلى مصادر طاقة أكثر ديمومة بشكل يأخذ في الاعتبار الظروف والأولويات الوطنية لكل دولة.

وأردف «يجب التأكيد هنا على أن الاستثمار في إنتاج النفط لا يعني تجاهل التحول نحو الطاقة النظيفة، بل يعني الاعتراف بحقيقة أننا نحتاج إلى مزيج متنوع من الطاقة لضمان أمن الطاقة العالمي».

وأضاف «مع تصاعد تحديات تغير المناخ العالمية، يتعين التأكيد على أنه لا يمكن التخلي عن مليارات البشر الذين يعتمدون على الوقود الأحفوري لتلبية احتياجاتهم اليومية من الطاقة ويجب أن تأخذ السيناريوهات المختلفة لصافي الانبعاثات الصفرية في الاعتبار السياقات والاعتبارات الوطنية بالنسبة للعديد من دول العالم النامية».

التخفيض التدريجي

وزاد اللوغاني «عندما يتعلق الأمر بالانبعاثات، فمن الضروري اعتماد مصطلح «التخفيض التدريجي» وليس «التخلص التدريجي» كنهج أكثر قابلية للتطبيق من الناحية العملية حيث إن التخلص التدريجي يعني وقفاً كاملاً لبعض الصناعات الكثيفة الاستخدام للطاقة، ولكن التخفيض التدريجي يعني أن الصناعات تستطيع الحد من انبعاث الغازات الضارة بطريقة تجنب من حدوث أي اختلالات في عمليات الانتاج. ومن ثم فإن هذا النهج المدروس يوفر فرصة أفضل لتحقيق الأهداف المرجوة دون المساس بالاستقرار الاقتصادي».

نهج إعلامي

وأكد اللوغاني أن التصدي لمثل هذه التحديات يتطلب اتباع نهج إعلامي أكثر وقعا ودقة من شأنه أن يرسل رسائل واضحة تحافظ على مصالح دولنا الأعضاء وتجنب من تصنيف المصادر الهيدروكربونية على أنها مصادر طاقة سلبية وتفند الاعتقاد بان العالم قادر على التخلي عن الهيدروكربونات بصورة كاملة، والتأكيد على أن هذه المصادر ستستمر في الاستحواذ على جزء كبير من مزيج الطاقة المستهلكة عالميا لعقود قادمة.

وأشار إلى إن التركيز على أهمية تحري الدقة والوضوح عند استخدام المصطلحات المستجدة المستخدمة في صناعة الطاقة أمر في غاية الأهمية، وعلى دولنا الأعضاء المنتجة والمصدرة للبترول أن تولي هذا الجانب أهمية خاصة من خلال توظيف الخطاب الإعلامي البترولي توظيفا سليما ووضعه على سلم أولوياتها من أجل الدفاع عن مصالحها في جميع المحافل الدولية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي