بدأت المصافي النفطية أخيراً، خصوصاً الأوروبية تحقيق عوائد مالية كبيرة تتجاوز 30 دولاراً للبرميل كربح صافٍ على سعر برميل النفط الخام. ويعزى هذا الارتفاع أيضاً إلى إغلاق بعض المصافي الروسية أو خفض معدلات التكرير في بعض الوحدات، ما أدى إلى زيادة في أسعار النفط الخام لتصل إلى 85 دولاراً للبرميل. ومع ذلك، فإن المصافي الأوروبية لم تعد قادرة على تمويل وتوفير كامل احتياجاتها من المشتقات البترولية، خاصة الديزل، بسبب خفض بعض الشركات النفطية الأوروبية مثل «شل» و«بي.بي» من طاقتها التكريرية نتيجة لإغلاق بعض المصافي الروسية بسبب المقاطعة الأوروبية عليها. وبالتالي، توجهت للاعتماد على المشتقات البترولية من منطقة الشرق الأوسط، خاصة من الكويت والمملكة العربية السعودية، ما أدى إلى تضاعف شحنات الديزل إليها.
في ما يتعلق بإنتاج النفط، فقد صدرت الكويت حوالي 115 ألف برميل من الديزل في فبراير، ومن جهتها، صدرت السعودية ما يقرب من 195 ألف برميل في اليوم، لتصبح أكبر مصدر للديزل حتى الآن.
وتتمثل مشكلة المصافي في التعامل مع شركات النفط، حيث أغلقت في أوروبا أكثر من 10 مصافٍ خلال التسعينات، بما في ذلك بعض المصافي التي كانت تملكها الكويت من خلال شركة «كيو أيت» للتجزئة، حيث أغلقت مصفاتين في إيطاليا وواحدة في كل من الدنمارك وهولندا، وكانت هذه المصافي آلت إلى الكويت خلال شراء محطات تزويد الوقود في أوروبا. وما زالت الكويت تمتلك مصفاة واحدة في إيطاليا بالشراكة مع شركة إيني الإيطالية في ميلانو.
ومع الغزو الروسي لأوكرانيا، تغيرت المعادلة حيث كانت روسيا تمتلك مصافي مشتركة في أوروبا وكانت أوروبا تستورد المشتقات البترولية. ومع هذا التغير، أصبح على أوروبا أن تستورد من الخارج، ما خلق فرصاً مربحة لشركات النفط في الشرق الأوسط، بما في ذلك الكويت التي تمتلك 3 من أكبر وأحدث المصافي في الخليج العربي لتصبح مصدراً مهماً لأوروبا.
ومن المتوقع أن يزيد معدل إنتاج التكرير إلى أكثر من 9.500 مليون برميل في اليوم في الربع الأول من هذا العام. ويشير هذا أيضا إلى أن دول الشرق الأوسط بدأت تستهلك أو تنتج أكثر من 9 ملايين برميل من النفط الخام لقطاع التكرير.
ونتيجة لهذا الارتفاع في الإنتاج والطلب، يبدو أننا في الكويت على وشك زيادة إنتاجنا من التصنيع والتكرير ليتجاوز طاقتنا الإنتاجية الحالية التي تبلغ حوالي 1.3 مليون برميل في اليوم من مصافينا المحلية، وذلك بفضل زيادة صافي الربح من المصافي بمقدار 35 دولاراً للبرميل عن سعر برميل النفط الخام.
محلل نفطي مستقل
naftikuwaiti@yahoo.com