No Script

حروف باسمة

ذكرى شُهداء مسجد الإمام الصادق في القلوب

تصغير
تكبير

الأيام تترى والليالي تدلف، والسنون تتوالى والذكريات تتتابع، وتبقى في القلوب باقية وفي الأذهان فكر يستخلص منها المواقف الطيبة والإباء والشموخ حتى تكون هذه الذكريات نبراساً يرسل أضواءً تتلألأ لمواقف الخير والإصرار.

ذكرى شهداء مسجد الإمام الصادق، عليه السلام، تبعث على الحسرة وتشحذ الفكر في الإمعان بمعنى الإصرار.

إنهم ذهبوا لأداء فريضة الجمعة في التاسع من شهر رمضان في عام 1436هـ الموافق 26 /6 /2015، فاندس إليهم مأفون لا يعرف من الدين إلا اسمه، ومن القرآن الكريم إلا رسمه، كي يفجّر نفسه ويفجّر مسجداً غص بالمؤمنين حيث أدى إلى استشهاد (27) وجرح (227) من المؤمنين الذين كانوا ساجدين لله في يوم من أيام شهر رمضان المبارك، حيث سالت دماء قلوبهم وهي تُسبّح بحمد الله وتكبّره وتبتهل لوجه ربها الكريم.

إنها لفاجعة كبيرة أدمت قلوب الكويتيين جميعاً.

فقدوا كوكبة من أبنائهم وإخوانهم وآبائهم لم يقترفوا ذنباً ولا جريرة.

وقفت الأمة الكويتية جميعها قلباً واحداً يجمعهم أميرهم الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيّب الله ثراه، وهو يقول: هذولا عيالي.

حقاً إنّ الكويتيين أسرة واحدة يقفون حصناً منيعاً وسوراً واقياً يحمون أرضهم وأبناءهم ضد كل معتد غاصب أو كافر مارد.

ونحن في الذكرى التاسعة لاستشهاد كوكبة كريمة وعزيزة من أبناء الوطن روت دماؤهم مسجد الإمام الصادق، عليه السلام، نقول: إن تلك الدماء هي دماء عزيزة وكريمة نقتبس منها الخير والصبر والوقوف صفاً واحداً أمام المحن ونصد أتون البغي والطغيان بقلب واحد ويد واحدة.

إن دماء الشهداء شاهدة على أعمالنا لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون فلنعمل جميعاً بيد واحدة وقلب واحد ونفوّت الفرصة على كل معتد وحاقد يريد النيل من هذه الديرة الآمنة المطمئنة.

وإذ نذكر شهداء بيوت الله لا ننسى شهيدين فاضلين اغتالتهما أيدي الحقد وقلوب الضلالة وأذهان الفتك وهما يؤديان الصلاة، الشيخ الدكتور/ وليد العلي والشيخ فهد الحسيني.

لن ننساهما ونستذكرهما كلما ذكرنا شهداء المساجد في جميع أصقاع الدنيا.

لن ينسى الكويتيون خطبة الشيخ الدكتور/ وليد العلي يرحمه الله الجامعة في المسجد الكبير بعد تفجير مسجد الإمام الصادق، عليه السلام، التي ضمّت جميع أبناء هذه الديرة الموحدة والواحدة.

ولن ينسوا صوته الصادح بالحق في الصلاة في وجود صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيّب الله ثراه، الذي أشار بيده الكريمة وقال: هذولا عيالي.

نعم إن جميع أبناء هذه الديرة أسرة واحدة تحت لواء واحد وبلسان واحد

نموت وتحيا الكويت

الموت لكل حاقد.

والخلود للشهداء الذين روت دماؤهم مسجد الإمام الصادق، عليه السلام.

تنبئ عن الإيمان والطهر والتضحية.

اللهم بارك لأبنائنا وإخواننا وأعمامنا وأخوالنا شهداء مسجد الإمام الصادق، عليه السلام، في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل لهم وألهم أهلهم ومحبيهم وأهل وطنهم الصبر والسلوان، إنك ولي ذلك والقادر عليه.

صدق العم علي يوسف المتروك، رحمه الله، حينما قال في رائعته:

سيبقون ذكرى في القلوب مضيئة

لتفتح منا أعينا أدمنت نعسا

فبالأمس نال القدر منا أحبة

على يد مأفون لهم جاء مندسا

يد أوغلت بالإثم في يوم جمعة

بشهر له الرحمن شرّف قدسا

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي