إيهاب يونس كان جزءاً من إحدى أنجح عمليات المقاومة الاستخباراتية خلال الغزو

حامي «السجل المدني الكويتي»... في ذمة الله

إيهاب يونس
إيهاب يونس
تصغير
تكبير

- تعاوَنَ مع مسؤولي «هيئة المعلومات المدنية» لإنقاذ قاعدة بيانات الخريطة السكانية للكويتيين

احتضن تراب مقبرة الصليبخات خبير قواعد البيانات في الهيئة العامة للمعلومات المدنية إيهاب يونس، الذي كان جزءاً وشاهد عيان على واحدة من أنجح عمليات المقاومة الاستخباراتية خلال الغزو العراقي الغاشم.

توفي يونس عن عمر يناهز 61 عاماً، بعد أن لعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على قاعدة البيانات التي تضم السجل المدني للكويتيين، والتي تم اعتمادها في قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة كخريطة سكانية للكويت، ليتمكن بذلك من حمايتها قبل أن تعبث بها قوات الاحتلال العراقية.

جاء يونس من مصر للكويت وعمره شهر واحد مع عائلته في العام 1962، وتلقى تعليمه في مدارسها ثم تخرج في جامعة الكويت - كلية العلوم رياضيات وحاسب وإحصاء، ليبدأ عمله في الهيئة العامة للمعلومات المدنية في العام 1985.

لعب يونس دوراً رئيسياً في التعاون مع مسؤولي «الهيئة» بإخراج قاعدة البيانات التي تم تهريبها لخارج الكويت، في وقت كان هناك جهازان للحاسب الرئيسي، هما الجهاز الدائم بمجمع الرحاب في حولي، والثاني في مبنى الحاسبات في الضجيج (كجهاز احتياطي لاستخدامه في حال وجود مشاكل في الجهاز الرئيسي وقت الضرورة).

وتم تكليف يونس، الذي كان يشغل وقتها منصب أخصائي أول قواعد بيانات، باستخراج هذه النسخة من قاعدة البيانات من مقر «الهيئة» في مجمع الرحاب، ليخرج بصيد ثمين محصلته كانت كرتونتين جاهزتين داخلهما نسختان كاملتان من قاعدة البيانات في 30 شريطاً ممغنطاً.

وفضلاً عن ذلك، كان يونس شاهد عيان على واحدة من أنجح العمليات التي تمت لإرباك عمل القوات العراقية الغازية، بعد أن اقترح على مسؤولي «الهيئة» أن يداوم مع العراقيين ليتم بعدها إتلاف «ديسك التحكم المركزي» ويتعطل الحاسب الرئيسي عن العمل، الأمر الذي يعني استحالة حصول العراقيين على معلومات من أنظمة المعلومات المدنية، ليتقابل بعدها يونس مع مجموعة من رجال المقاومة التي اتخذت الاحتياطات الأمنية والاستخباراتية المناسبة لضمان سرية اللقاء.

ومن الكويت إلى البحرين (حيث كان المقر الموقت للهيئة خلال فترة الغزو)، بدأت صفحة جديدة في كتاب الشرف والرجولة والوفاء الذي سطره يونس بعد أن غادر الكويت يوم 13 أكتوبر 1990، وسافر إلى البحرين في 30 أكتوبر 1990 عبر الأردن، ليقوم في المنامة بتنزيل قاعدة البيانات وتشغيل النظام بعد شهر من العمل المتواصل، استطاع خلاله تأدية ما طلبه مسؤولو «الهيئة» وقتها بإعداد كشف بأسماء كل الكويتيين بجميع بياناتهم (جاء في 40 ألف صفحة تم وضعها في 20 كرتوناً تقريباً)، ليتم تسليمه في ما بعد للحكومة الكويتية في الطائف وتسافر تلك النسخة إلى أميركا لتعتمدها الجمعية العامة للأمة المتحدة كخريطة سكانية للكويت.

الناجية الوحيدة

من خلال النسخة «الناجية الوحيدة» لقاعدة البيانات، تمكن يونس بالتنسيق مع مسؤولي «الهيئة» من إتاحة الفرصة لإعداد كشوفات تخص خدمات بطاقات التموين، وكشوفات لتخصيص المكافآت التي صرفت للمواطنين المتواجدين داخل الكويت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي