التغريدة كرصاصة مسدس... احذرها !

تصغير
تكبير

في احتفالات العيد الوطني الأخيرة، لا أعرف هل هو رجل أو امرأة، هذا الإنسان ما إن شاهد طفلاً بعمر سبع سنوات وهو يقف بجوار سور مسجد، حيث وقف الطفل يتبول أكرمكم الله عندما شعر بحاجة لذلك، ومر في الوقت نفسه، ذلك الإنسان وصوب كاميرة هاتفه نحوه وأخذ صورة فيديو وملامح الطفل تبدو واضحة، وبعد ذلك بث المقطع في وسائل التواصل، وكأن ما فعله إنجاز كبير، وهو يجهل أن هذا فعل غير أخلاقي يُعاقب عليه القانون، وقد يتعرض من فعل ذلك لغرامات مالية كبيرة.

وربة بيت شعرت أن الخادمة الآسيوية قد وضعت مادة ما في طعام البيت، لهذا قامت بتصويرها وبثت التصوير في وسائل التواصل، أيضاً هذا عمل غير أخلاقي وغير إنساني، هنا البعض بجهل يقدم على هكذا أفعال بدون أيّ حسّ إنساني، وقد يهدف للحصول على متابعين أكثر.

قبل فترة اقتنيت كتاباً من إحدى المكتبات وما أن قرأت الصفحات الأولى، إلا وجدت إساءة لشخصية إسلامية وأن ما كُتب مؤكد يخالف عليه قانون المطبوعات، قمت بتصوير الصفحة وأرسلت ما صورت لأصحاب المكتبة الذين شكروني، ومُؤكّد سحبوا الكتاب من رفوف المكتبة، لو شخص آخر لبث ما وجده للحصول على متابعين وإثارة بلبلة كما يقال.

وفي السياق تذكرت حكاية طريفة سمعتها ولا أعرف مدى صحتها، يُقال إن شاباً عربياً سافر لأميركا ووجد فرصة عمل، وفي ليلة باردة وهو عائد لسكنه ضل الطريق، وكان بحاجة لفعل كما فعل ذلك الطفل الذي تحدثت عنه، ووقف خلف عمارة وراح يفعلها، ولكن مر شخص ما وشاهده وراح وضربه كف ووبّخه، وترك الشاب المكان مطأطئ الرأس، لكن صادف أن مر محامي أميركي وشاهد الواقعة وأمسك بالشاب العربي، وقال له: «إنك تعرضت لإهانة، هل توافق أن أترافع عنك أمام القضاء وأحصل لك على تعويض وأن أحصل على نسبة؟» وافق الشاب وفعلاً نجح المحامي، وحصل الشاب على مليون دولار أو أكثر، وما أن استلمها إلا ترك أميركا وعاد لبلده واشترى بها عمارة.

نقول إن ما تبثه على مواقع التواصل وما تكتبه من تغريدات أو تعيد البث، معرض لأن يخضع لقانون المطبوعات، التغريدة إن كتبتها أو عملت ريتويت لتغريدة لمغرد آخر أنت مُحاسب عليها، وقد يلاحقك البعض بسبب ذلك، زميل يقول عملت ريتويت لتغريدة ونسيت الموضوع، ولكن بعد فترة تلقيت مكالمة للتحقيق معي في شأن ما أعدت... لهذا احذروا عند تعاملكم مع مواقع التواصل، فإن النيابة والمحاكم والمحامين بالمرصاد، والقانون الكويتي يحفظ حق المُتضرر.

لهذا عليكم الحذر، فكل تغريدة تكتبها أو تعمل ريتويت إنما هي رصاصة مسدس منك... قد تصيبك بضرر، لهذا علينا تنبيه المحيطين بنا وخاصة الشباب والمراهقين، ويفترض الإعلام والمدارس والجامعات والمساجد أن تقوم بتوعية الناس عن هذا الأمر المستحدث في حياتنا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي