«نصف ممثلي الوسط الفني في سورية يجيدون الغناء»
نورا رحال لـ «الراي»: ليس عابراً... دوري في مسلسل «تاج»
تشارك الفنانة نورا رحال في مسلسل «تاج» إلى جانب تيم حسن وبسام كوسا وفايا يونان، وهو عمل يتناول فترة الاحتلال الفرنسي لدمشق.
رحال تحدثت عن هذه المشاركة وأهميتها في مسيرتها الفنية وعن تجربتها الغنائية في هذا الحوار:
• هل مشاركتك في مسلسل من بطولة تيم حسن وبسام كوسا يحمّلك مسؤولية أكبر؟
- هذا أمر مؤكد، ومن ناحية أخرى يكون الممثل مُطْمَئناً إلى أن العمل سيكون كاملاً متكاملاً مع وجود ممثليْن كبيريْن وقديريْن، وهذا الأمر ينطبق على كل فريق العمل وليس على الممثلين لوحدهم. وعندما يتواجد المشارِكون في عملٍ كلٌ في مكانه المناسب، أشعر بالاطمئنان وأشعر بأنني مستعدة لتحمّل المسؤولية كاملة، وأعرف خطواتي جيداً وماذا أفعل.
دوري في مسلسل «تاج» ليس عابراً، حتى ان الشركة المُنْتِجة له معروفة عربياً ومنتشرة على نطاق واسع، وهذا ما يؤمّن حظوظاً قوية لنجاح أي عمل.
• ماذا يضيف إلى العمل مشاركتك مع فايا يونان البطولة في «تاج»، خصوصاً أن ما يجمع بينكما هو أنكما مغنيتان في الأساس مع أن فايا تخوض أول تجربة تمثيلية؟ وهل يمكن أن يتضمّن العمل مَشاهد غنائية؟
- بالنسبة إلى فايا يونان، فإنها تخوض تجربتها الثانية كممثّلة في مسلسل «تاج»، إذ كانت شاركت بدور بطولة في عمل قبله ولكنه لم يُعرض حتى الآن. أما عن إمكان الغناء في العمل، فلا يمكنني أن أعلق على هذا الأمر.
• وفي حال تضمّن المسلسل مَشاهد غنائية، ماذا يمكن أن تضيف هذه الناحية إليه؟
- نصف ممثلي الوسط الفني في سورية يملكون أصواتاً جميلة ويجيدون الغناء، وهناك مادة غناء يَدرسها كل الممثلين السوريين في المعهد، ولكن هذه الناحية لا تؤثّر على المسلسل لأن العمل هو درامي، والعنصر المؤثّر فيه هو نجاح الأداء التمثيلي. وبالنسبة للغناء، فإذا وُجد في المسلسل فهو قد يؤثّر وربما لا. والاتجاه الغنائي إذا أضيف إلى القصة فهذا أمر جيد، وإن كان التركيز هو على الشخصيات التمثيلية. وأنا لن أذكر إذا كنا سنشارك غناءً في مسلسل «تاج»، بل سأترك هذا الأمر عالقاً للتشويق.
• يبدو أنك قررتِ التركيز على التمثيل؟
- نعم، وأنا كنت شاركتُ في أعمال تمثيلية عدة داخل سورية في المسرح والتلفزيون والسينما.
• وهل هجرتِ الغناء؟
- كلا، ولكنني مزاجية إلى حدّ ما في مجال الغناء، وتواجدي فيه يرتبط بالظروف والمزاج.
• ولكن تجربتك الغنائية كانت ناجحة؟
- هذا صحيح، ولكن الإنسان يختار بعض الطرق في الحياة لأن بعض الظروف تجبره على ذلك. أتحمّل منذ 15 عاماً وبمفردي مسؤولية تربية ولدين، وهذا تَطَلَّبَ مني التفرغ لتربيتهما والاهتمام بهما، كما انني كنتُ إلى جانب والدتي خلال فترة مرضها قبل أن ترحل منذ نحو ثلاثة أشهر. خلال فترة الحرب في سورية ركّزتُ على العمل في الشام ولم أتخلّ عن الفن أبداً، ولكن في أعمال كانت بعيدة عن الإعلام.
• كيف تقيّمين توجّه شركة «الصبّاح» إلى إنتاج أعمال سورية؟
- شركة الصبّاح متميزة بإنتاجها الضخم وفي أعمالها بشكل عام، وعلى وجه التحديد في الأعمال التي تجمع بين تيم حسن وسامر برقاوي، هذا عدا مشاركة بسام كوسا. ولذلك، يَتوقع المُشاهِد عملاً فيه مضمون جيد وحقيقة وبذخ وصورة رائعة وصدقية في التاريخ والأزمنة والأزياء والديكورات. هناك فريق كبير يعمل على مسلسل «تاج» ولا بد من أن يَظهر هذا الأمر بشكل جيد.
• هل تلمسين تَحَسُّناً في مستوى الإنتاج في سورية بعد دخول شركات جديدة على خط الإنتاج؟
- هناك تَفاوُت في المستوى بين شركة إنتاج وأخرى، ولكن الدراما السورية تقدّم الجديد دائماً. أما هل بمستوى أعلى أو أقل من الأعوام الماضية، فهذا يرتبط بمجموعة عوامل بينها مشاركة بعض الأسماء فيها. مهنة التمثيل عبارة عن موجاتٍ، تأتي موجةٌ ثم تذهب لتحلّ أخرى مكانَها.
• هذه السنة تبدو لافتة درامياً حتى في عودة عدد من نجوم سورية إلى الدراما المحلية؟
- نجوم سورية لم يتركوا الدراما السورية حتى يعودوا إليها.
• لكن كثيرين منهم ركّزوا على الدراما المشتركة خلال الأعوام الماضية؟
- هذا صحيح، كانوا يشاركون في أعمال مشترَكة ثم لا يلبثون أن يشاركوا في أعمال أخرى محلية. ولا أعتقد أن أحداً منهم لديه عقدة من هذه الناحية، ولكن الأمر يرتبط بالظروف والشركات التي تطلب الممثل.
• لكن في فترة من الفترات أُجبر الفنان والكاتب والمخرج والتقني السوري على الابتعاد عن الدراما السورية بسبب ظروف الحرب وليس نتيجة قرار شخصي؟
- لا شك في أن الظروف كانت ضاغطة جداً. وخلال السنوات الأولى للحرب، لم تقصّر المؤسسات أبداً ومن بينها وزارتا الإعلام والثقافة اللتان لا تزالان حتى اليوم مستمرتيْن في الإنتاج. ووقتها كلنا دَعَمْنا هذه الحركة، ولكن الصدفة تلعب دورها، سواء من خلال إيمان المُنْتِج بمواهب معينة أو بفكرة عمل معيّن يمكن أن تُنفذ في سورية، وعندها هو يضع ماله في سورية، وفي حال لم يؤمن بكل ذلك ينفّذه خارج سورية. الأمر يرتبط بالمُنْتِج وقناعاته والظروف التي تحوط بالعمل. وفي النهاية، كل عمل له تركيبة معيّنة، من نجوم، وتَوَجُّه معيّن، وله المحطّة التي تعرضه.