الضرس ليمن رقل من شلعته لا بد

تصغير
تكبير

الضرس له أهمية قصوى بالنسبة للإنسان، فهو الأداة الأولى للكسر والقضم والتفتيت والطحن قبل أن يصل الطعام إلى المعدة.

الضرس كذلك له مهام أخرى مثل العض في حال المعارك اليدوية، فهو السلاح الأبيض الأول بالنسبة للإنسان. كما أن الضرس يعين الإنسان لفك العقد الدقيقة وقص الخيوط وقطع المواد الصعبة، بمعنى أنه يعمل كبديل لمعدات التصليح.

لذلك يعتني الإنسان بهذا الضرس الذي ينبت معه منذ الصغر ولا يتبدل إلا مرة واحدة فقط في سن السادسة تقريباً، ثم يتجدد ليبقى حتى يتبدد.

كما ينبت للإنسان ضرس اسمه ضرس العقل في الثامنة عشرة من عمره، وفي الغالب يتعرّض هذا الضرس الوحيد للخلع مبكراً لأن الإنسان ليس بحاجة له وعادة ما يستدعي إزالته هو تسببه للألم المبرح. والعجيب بأن هذا الضرس الذي يستعجل الإنسان بخلعه يسمى بالعقل! وأعتقد بأن تلك التسمية تعود إلى نبته مع بلوغ الإنسان سن الرشد، ولكن لماذا العقل يسبب الألم؟ يبقى ذلك سؤالاً مفتوحاً!

ولأهمية الضرس ضرب الكويتيون وغيرهم به المثل حيث قيل (الضرس ليمن رقل من شلعته لا بد) وقيل أيضاً ( خلع الضرس ولا وجعه).

وللأسنان أيضاً جوانب جمالية لذلك اعتنى بها الإنسان من حيث تبييضها وتقويمها وتنظيفها كل فترة زمنية وفرشها كل يوم. وعلى الرغم من التسوس الذي تصاب بها الأسنان إلا أن ذلك لم يعد مشكلة كبيرة حيث يتم عمل الحشوات الموقتة والدائمة بالمواد العادية والباهظة السعر مثل الذهب والفضة والبلاتينيوم، فلكل ضرس مسوس عمل وثمن!

وعلى الرغم من تشبث الإنسان بأسنانه إلى أقصى حد إلا إنه لابد وأن يأخذ القرار في يوم من الأيام عندما تكون عديمة الفائدة وقد بلغ التسوس بها حد العصب، فغدت مضرتها أكثر من نفعها.

تربت يد من اللطف باستخدام أسنانه ولم يعض بها ظهور الناس، وعاملها برحمة في آخر سنواتها فللذاكرة خواطر مدادها الأيام الخوالي.

أما الضرس الكثير الوجع والتسوس فمن خلعه لا بد. وكما قال الشاعر:

والضرس لامنه دخل وسطه السوس

كل الضروس تلج ويصدع الراس

ولاني مفتش في خفاء كل مدسوس

ولأني براعي صحبتن مالها ساس

هذه هي سنة الحياة، لا بد من أن تفارق من تحب يوماً من الأيام، فحاول أن يكون يوم الفراق لطيفاً فالحياة قصيرة، وكما قال جرير في رائعته:

كانَ الخَليطُ هُمُ الخَليطَ فَأَصبَحوا

مُتَبَدِّلينَ وَبِالدِيارِ دِيارُ

لا يُلبِثُ القُرَناءَ أَن يَتَفَرَّقوا

لَيلٌ يَكُرُّ عَلَيهِمُ وَنَهارُ

والسلام على مجلس الأمة ولله درك يا طبيب الأسنان، وتذكّر يأيها الإنسان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي