الأنانية المقدّسة

تصغير
تكبير

للأنانية ثلاثة أنواع:

الأنانية الطبيعية وهي الضرورية لبقاء الإنسان.

الأنانية المقدّسة وهي الضروريّة لتطور الدولة.

الأنانية الحقيرة وهي الضرورية لهدم الدولة ونسفها عن بكرة أبيها.

ولكن ما هي الأنانية المقدسة وكيف تكون يا ترى؟

هي في الحقيقة تلك التي تظهر في نوادر من الوزراء والنواب والمسؤولين عبر التاريخ، حيث يقف أمام الفساد وهو يعلم أن هذه الحركة سوف تؤدي إلى زواله سريعاً عاجلاً لكنه لا يهتم فقط بنفسه وأيامه المعدودة في الدنيا بل ينظر إلى الوطن بأنه البيت الكبير لأبنائه وأحفاده، بل ينظر إلى جميع الشعب بأنهم أبناؤه وبالتالي هو يقدم خدمة تجعله يبقى خالداً مدى التاريخ بدلاً عن السرقات التي تجعله يستمتع أياماً معدودة ثم يموت ويتعذّب بما سرق وهو خالدٌ في العذاب.

أما الأنانية الحقيرة فهي تتمثل بالمناقصات التي يسرق منها المسؤول، ومن ثم مثلاً يجعل شوارع البلد مليئة بالحفر والإعوجاجات. ومن يقود في هذه الشوارع؟ فقط الشعب الذي لا يعنيه؟ لا بل هو وزوجته وأهله وأبناؤه. فلو كانت لديه أنانية مقدسة لكان ينظر أبعد من جيبه المخروق الذي لا يمتلئ مهما سرق من أموال الدولة بل ينظر على الأقل إلى رفاه أبنائه حين يعيشون في دولة جميلة شوارعها مبلطة.

حتى وإن لم تتعد أنانيته نفسه وأبناءه كي ينظر إلى الوطن بأنه بيته الكبير.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي