رأي نفطي

«الزور» تخفّض إنتاجها والسبب عدم وجود النفط الخام؟!

تصغير
تكبير

اقدمت مصفاة الزور على خفض إنتاجها من تكرير النفط الكويتي من طاقتها الإنتاجية 615 ألف برميل في اليوم إلى 440 ألفاً، ومع هذا الخفض، نكون قد خسرنا قيمة (175 ألف برميل) من العائد المالي من بيع النفط الخام. لذا،لا بد من التساؤل، هل بسبب عدم وجود النفط الخام؟ حيث يبلغ معدل إنتاجنا من النفط عند 2.410 مليون برميل حسب تصريحات وزير النفط للصحف المحلية بتاريخ 4 مارس الجاري. ويأتي هذا الخفض تماشياً مع الخفض الطوعي للمرة الثانية والمقدر بـ135 ألف برميل، بعد الخفض الطوعي الأول في العام الماضي المقدر بـ135 ألف برميل في اليوم.

إذاً، نحن لا نمتلك طاقة إنتاجية فائضة وكافية لتزويد مصافينا لتكرير النفط، وعليه لماذا نتكرم بـ(التطوع) ونحرم الكويت من عوائد مالية، ومن أحدث المصافي في العالم؟

وعن الدول النفطية التي وافقت وتطوعت بخفض كميات كبيرة فهي تمتلك أيضاً طاقات إنتاجية وهائلة من النفط. ولا تحرم نفسها من عوائد مالية مستغلة القيمة المضافة.

لكن كيف وصل بنا الحال إلى أن ننتج ما يتجاوز الـ 2 مليون برميل، وأين أحلامنا وحقيقة أمر وصول معدل إنتاج النفط إلى 3 ملايين برميل ثم 3.500، أم هي تصريحات للصحف من دون مصداقية أو مراقبة ومتابعة، وكيف أن نحمّل المصافي الخسائر من دون وجود اللقيم والمادة الخام من النفط الكويتي، وهل من جواب؟

وماذا يحدث فعلاً إن امتنعنا عن الخفض الطوعي، في حين نرى بعض دول منظمة (أوبك+) لا تلتزم بسقف وحصص الإنتاج وتزيد وتبيع من نفوطها خارج التزاماتها، في حين نحن نتطوع ومصافينا تخسر في سبيل الخفض الطوعي والبالغ 263 ألف برميل من النفط الكويتي؟

تتوقع المنظمة البترولية بأنها بصدد زيادة إنتاجها من النفط قبل نهاية الربع الثاني، حيث ترى بأن الطلب العالمي سيرتفع خلال الأشهر المقبلة، ومن ثم سيتم خفض معدلات الإنتاج الطوعي، وإذا كان هو الأمر وهذا هو المتوقع، لماذا نحن نلتزم بالتطوع مرتين

وبمقدار 263 ألف برميل يومياً، هل هو هذا واقع الأمر أم أننا نحن في الكويت لا نستطيع أن نصل إلى معدل إنتاج ما بين 2.700 و2.800 مليون برميل في اليوم، حيث مع الخفض الطوعي سيكون معدل إنتاجنا في إطار 2.700، وماذا حل بالـ2.800 مليون برميل، وأين نحن ومتى سنبلغ الرقم المنتظر الموعود 3 ملايين برميل من شركة نفط الكويت؟

أين نحن من معدل إنتاج ثابت لنفط الخام، وهل منا من يسأل، وأليس هذا يعني أيضاً خفض في المورد المالي الوحيد، وما يعني أيضاً زيادة في العجز المالي المرتقب، وقد يفوق معدل 6 مليارات دينار مع نهاية السنة المالية؟

بمعنى لا زيادة في معدل سعر النفط وخفض في إنتاج النفط الخام وخفض في الطاقة التكريرية في مصفاة الزور، وزيادة في العبء المالي للدولة قد تستمر لسنوات مقبلة.

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي