No Script

الجمهور اعتاد التواجد في ساحة «قصر نايف» للاستمتاع بالأجواء الرمضانية

«مدفع الإفطار» موروث إسلامي ... ازدهر في الكويت

تصغير
تكبير

- سعد الخلف لـ «الراي»: واجهتنا صعوبات في تقديم البرنامج ... ولم نتوقف تحت أي ظرف

«جاهز»؟... «ارمي»!

فما إن تنبعث كرة اللهب من فوهة المدفع، حتى ترتفع الأكفّ بالدعاء إلى الله، لتشكره على النعم الوفيرة التي أنعم بها علينا سبحانه وتعالى، لتبتلّ العروق بما لذ وطاب.

إذ تعوّد الجمهور الكويتي - كل عام - على التواجد قبل موعد الإفطار في ساحة «قصر نايف»، للاستمتاع بالأجواء الرمضانية، وبالمسابقات التراثية والجوائز القيّمة، التي يتضمنها برنامج «مدفع الإفطار»، الذي يعرض على شاشة تلفزيون الكويت، من تقديم سعد الخلف، وإخراج محمد بولند.

وبالرغم من أن مدفع الإفطار عرفته مدينة «الأقصر» في مصر خلال حكم الخديوي إسماعيل قبل أكثر من 150 سنة، إلا أن هذا الموروث الإسلامي ازدهر في الكويت بشكل لافت منذ دخوله إليها في العام 1907.

وقال مقدم برنامج «مدفع الإفطار» الإعلامي سعد الخلف إن البرنامج في السابق كان عبارة عن كاميرا تدور في المكان، وتقوم بتصوير الجمهور من دون كلام، «إذ يكتفون فقط بالتلويح بأيديهم أمام الكاميرا، حتى رأى المسؤولون في وزارة الإعلام فكرة تطوير البرنامج، من خلال تقديم المسابقات وتوزيع الجوائز، بالإضافة إلى التركيز على بعض الحرف اليدوية الكويتية، وعلى التراث الشعبي عموماً، من باب ترسيخه في ذاكرة الأطفال والناشئة والمحافظة عليه من الاندثار».

وأضاف «لعلّ تقديمي لبرنامج المسابقات (فكر واربح) الذي بدأته في العام 1994 حتى العام 2011، دفع مسؤولي الإعلام إلى ترشيحي لتقديم (مدفع الإفطار) بحكم أنه لديّ الخبرة في تقديم هذه النوعية من البرامج، فضلاً عن الخبرة في التعامل مع الجمهور، سواء عبر البرامج التسجيلية أو المباشرة».

ولفت الخلف إلى أنه قدّم أولى حلقات برنامج «مدفع الإفطار» في شهر رمضان العام 2012، وذلك في قصر نايف، «ومازلت مستمراً في تقديم البرنامج بدعم كبير ومباشر من أخي وزميلي الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون تركي المطيري».

كما استذكر بعض المواقف التي حصلت أثناء تقديم البرنامج الذي يُبث على الهواء مباشرة، خصوصاً لناحية تقلبات الجو، «فأحياناً نواجه صعوبات بالغة في العمل تحت الأمطار، أو البرد، أو الغبار، ولكن لم نتوقف يوماً عن مواصلة العمل تحت أي ظرفٍ كان، حيث إن فريق البرنامج اعتاد على مثل هذه الأمور منذ 12 عاماً، وأصبح الأمر بسيطاً جداً بالنسبة إلينا».

وعمّا إذا كان مع فكرة تطوير البرنامج ليواكب الحداثة، ردّ الخلف إن «البرنامج يتعلّق بأجواء شهر رمضان الكريم، ودورنا هو إبراز الجوانب التراثية والشعبية والثقافية لدولة الكويت، كما يعد فرصة مهمة لكي يتعرّف الجيل الحالي على تاريخ البلاد وموروثاتها، وبالتالي هناك العديد من البرامج المُعاصرة في تلفزيون الكويت، ولكن لـ (مدفع الإفطار) خصوصيته».

«1907... عرفنا مدفع الإفطار»

ذكر الخلف أن الكويت عرفت مدفع الإفطار عام 1907 في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مبارك الصباح، طيب الله ثراه، وفقاً لما ذكره الباحث الفلكي عادل السعدون في كتابه «موسوعة الأوائل الكويتية».

«تقليد جديد للإفطار»

أرجع الباحثون تاريخ مدفع الإفطار إلى فترة حكم الخديوي إسماعيل لمصر، حيث تم إحضاره لمحافظة الأقصر ليكون ضمن مجموعة من المدافع التي وصلت إلى مصر من إنكلترا، مؤكدين أن أول مدفع تمت صناعته في العام 1871 من نوع «كروب»، وكان يستخدم فى حروب القرن التاسع عشر، وهناك جنود كانوا في عهد الخديوى إسماعيل يجربون أحد تلك المدافع فى شهر رمضان، حين انطلقت قذيفة عند الغروب فأحدثت دوياً بحيث اعتقد الناس أن الحكومة أعلنت تقليداً جديداً للإفطار على دوي المدافع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي