مساعدات الجو تقضي على «جياع الأرض» في القطاع
حاخام يدعو إلى قتل جميع سكان غزة
- إسرائيل أنهت «تقسيم غزة» حتى ساحل المتوسط
- الصليب الأحمر: الحرب الوحشية كسرت كل إحساس بالإنسانية المشتركة
وسط العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي، في قطاع غزة، الذي يواجه مجازر يومية، ومجاعة واسعة شبه حتمية، حرض رئيس المعهد الديني التوراتي «ييشيفاة شيرات موشيه» في يافا، الحاخام إلياهو مالي، طلابه الذين يخدمون في الجيش، بعد تخرجهم من «الييشيفاة»، على «ارتكاب مجازر ضد قطاع غزة»، معتبراً أنه «بموجب الشريعة اليهودية يجب قتل جميع السكان».
وعندما سُئل الحاخام، عن المسنين والأطفال، أجاب أن «الأمر نفسه ينطبق عليهم».
ووصف مالي، الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، بأنها «دينية». وقال إن «القانون الأساسي في حرب دينية، وفي هذه الحالة في غزة، هو أنه لا تُبقوا أحدا مِنها حيّاً (سفر التثنية في التوراة)، وإذا لم تقتلهم؟ هم سيقتلونك. ومخربو اليوم هم الأطفال في العملية العسكرية السابقة الذين أبقيتهم على قيد الحياة. والنساء هن عملياً أولئك اللواتي ينتجن المخربين».
قصف برج سكني
وبعد أشهر من الحرب المدمرة، لم تتوقف الضربات الإسرائيلية على غزة، بينما أجمع محللون إسرائيليون على أن القوات عالقة في مدينة خان يونس الجنوبية، وأن «الجيش يبدو كمن يبحث عن عمل موقت، بانتظار أوامر جديدة».
وتحدث المكتب الإعلامي لحكومة «حماس» عن أكثر من 30 غارة خلال ليل الجمعة - السبت، بما في ذلك واحدة على واحد من أكبر الأبراج السكنية في رفح (12 طابقاً)، كان نحو 300 شخص قد لجأوا إليه، في تصعيد للضغط في آخر منطقة في القطاع لم يتم اجتياحها بعد حيث يقيم نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني
وأعلنت وزارة الصحة، أمس، أن 30960 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، استشهدوا منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر
وتشمل الحصيلة 82 شخصاً سقطوا خلال الساعات الـ24 الماضية، بينما أصيب 72524 شخصاً.
كما أفادت وزارة الصحة، بأن 23 مدنياً على الأقل ماتوا بسبب سوء التغذية والجفاف في غزة بعد وفاة ثلاثة أطفال آخرين.
ودفع الوضع الإنساني الكارثي في القطاع عدداً من الدول العربية والغربية، إلى تنفيذ عمليات جديدة لإلقاء مواد غذائية ومستلزمات طبية من الجو، الجمعة.
لكن إلقاء طرود من طائرات على مدينة غزة، أدى الجمعة، إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح 10 آخرين.
وأظهرت مقاطع فيديو مصورة، أمس، سقوط صناديق من المساعدات الإنسانية على السكان في غزة، جراء خطأ في فتح المظلات.
وأكد رئيس بلدية مدينة جباليا مازن النجار استشهاد آخرين عند دواري النابلسي والكويت في القطاع خلال انتظارهم المساعدات الإنسانية.
وفي مواجهة عدم كفاية المساعدات البرية، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين، إنها تأمل في فتح ممر بحري اليوم، يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية من جزيرة قبرص التي تبعد نحو 370 كلم عن غزة.
كما أعلنت مؤسسة أميركية للعمل الخيري أنها تقوم بتحميل مساعدات لغزة على متن سفينة في قبرص، ستكون أول شحنة مرسلة إلى القطاع عبر ممر بحري.
«الحرب الوحشية»
وفي جنيف، رأت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، أن «هذه الحرب الوحشية كسرت كل إحساس بالإنسانية المشتركة».
وقالت في بيان، أمس، إن «الوضع يتدهور في قطاع غزة كل ساعة ولا يوجد مكان آمن للذهاب إليه»، معتبرة أن «عدد القتلى المدنيين واحتجاز الرهائن أمران يصدمان وغير مقبولين».
«تقسيم غزة»
إلى ذلك، أظهر تحليل لشبكة «سي إن إن» لصور الأقمار الاصطناعية، أن الطريق الذي يبنيه الجيش الإسرائيلي ويقسم غزة إلى قسمين، وصل إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن ذلك جزء من خطة أمنية للسيطرة على المنطقة لأشهر وربما لسنوات قادمة.
وتم تسمية «ممر نتساريم» على اسم مستوطنة نتساريم السابقة في غزة، وهو يتقاطع مع أحد الطريقين الرئيسيين بين الشمال والجنوب في غزة، وهو شارع صلاح الدين، لإنشاء تقاطع مركزي استراتيجي. ويبدو أيضاً أنه يتصل بطريق الرشيد الذي يمتد على طول الساحل، كما تظهر صور الأقمار الاصطناعية.