اقرأ مايلي...

الجهاد الرمضاني

تصغير
تكبير

كل عام وانتم بخير، أقبل علينا شهر العتق والغفران، شهر تفتح فيه أبواب الجنة، وتتضاعف الحسنات في كل ثانية ودقيقة تكثر فيه الصلاة والدعاء، طمعاً في نيل الاستجابة واستغلالاً لتلك الفترة القصيرة من السنة الطويلة.

في كل رمضان تتزايد المسلسلات والبرامج التلفزيونية، ساهم هذا الشيء في بقاء بعض الناس طوال اليوم أمام التلفاز كي يكونوا مطلعين على كل شيء، ومنهم من نظم وقته لتكون فترة التلفاز مجدولة في مدة زمنية محددة، ومنهم من اعتزل التلفاز تماماً. أيضاً تعتبر الغبقات من الأنشطة المتداولة بكثرة في المجتمع الكويتي، تساهم العوائل في غبقات خاصة، والمؤسسات والشركات وجمعيات النفع العام بشكل عام في غبقاتها الرمضانية لتبادل التبريكات بهذا الشهر الفضيل والسلام على الأصدقاء والمعارف الذين لم نرهم منذ مدة، فيجمعنا رمضان في غبقات كثيرة في بداية الشهر. يأتي منتصف شهر رمضان بالاحتفالات القرقيعانية للأطفال وماهو ملاحظ في الآونة الأخيرة تحول القرقيعان من نشاط للأطفال لنيل الحلوى والمكسرات من الجيران في ثلاثة أيام، إلى حفلات ضخمة تتنافس فيها الأمهات لابراز طفلها الذي يتفاخر بلبس أنيق وحلويات لا تنتهي مغلفة بأفحم العلب والأكياس، تأتي أخيراً الأيام العشر الأخيرة من الشهر والمليئة بالازدحام المروري، أمام كل واحد عشرة أيام لشراء متطلبات العيد له ولأسرته.

هناك اضافة من نوع آخر في رمضان هذا العام، وهو انتخابات مجلس الأمة الكويتي، يعتقد البعض أن الانتخابات لن تشغل الناس عن ممارسة عباداتها وشعائرها الدينية في الساعات الفضيلة من هذا الشهر، وستنحصر فقط على يوم الاقتراع الذي كما يقولون لن يكلف على المقترع أكثر من عشرة دقائق. لنفكر لدقائق فقط فالمواطن الكويتي من أكثر الناس اطلاعاً على الحال السياسي في البلدن ومراقباً لكل مرشح وبرنامج انتخابي وأداء أيضاً للأعضاء في البرلمان، فهو يملك الوعي السياسي وهذا ليس بجديد على المواطن الكويتي.

في الأيام الماضية من بدء المنافسة واحماء الساحة بمؤتمر صحافي لمرشح وعضو سابقاً انتهى بعلو الصوت وأخذ النقاش لمنحنى آخر، وبعد دقائق انتشر الفيديو في منصات التواصل الاجتماعي والوتس اب، ليكون حوار الناس ما بين مؤيد لموقف المرشح ومعارض. اعتبرها بصراحة المقبلات قبل بدء الوجبة الثقيلة والتي ستكون في رمضان كل يوم تزيد حتى اليوم الذي يسبق يوم الاقتراع، تخيل أن هذا المثال البسيط هو مقدمة لأمثلة عديدة ستحدث في رمضان كما تحدث في كل انتخابات برلمانية في العالم وليس فقط في الكويت، لكن المميز في الانتخابات هذا العام هو وقتها.

وحدك من سيحدد كيف سيكون يومك الرمضاني، اما استغلاله في الطاعات والعبادات، اما الجمع ما بين الطاعات وصلة الرحم في الغبقات ومتابعة المسلسلات والأوضاع السياسية باعتدال، وأخيراً الغوص في تلك الأمور بلا توقف ومعاملة الأيام هذه كأيام السنة المتبقية. أعتبره جهاداً للنفس وهذه الأيام المتبقية القليلة قبل رمضان هي فرصتك لتخطط كيف سيكون يومك في رمضان؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي