مازال الغرب مصراً على الاستماتة في الدفاع عن الكيان الصهيوني وجرائمه، بل انه كان منذ اليوم الأول لـ«طوفان الأقصى» وهو ينتقد المقاومة الفلسطينية رغم انه لم ينتقد يوماً ما فعله الكيان على مدى أكثر من 75عاماً من القتل والتفجير والتهجير اعتقاداً منه بأنها الفرصة الذهبية للقضاء على المقاومة الفلسطينية بسرعة البرق.
ولم يترك الغرب أي مساعدة مادية أو معنوية إلا وقدمها للكيان الصهيوني الذي أثبتت أيام الجهاد أنه كيان هش، ولولا هذا التدفق المعلوماتي والاستخباراتي والجسور من الأسلحة والمواد الغذائية لما تحمل هذا الكيان الهش هذا الوضع ولانهارت قواعده رغم امتلاكه للقنبلة الذرية.
وبعد أن فقد الكيان قدرته على الاستمرار في الحرب القذرة التي يتبعها منهجاً له من قتل للأطفال وللنساء وسياسة التجويع رغم ان بعض دول العالم باتت أكثر جرأة في نقد الكيان المجرم دولياً بات الغرب ومسؤولوه يحاولون الظهور بصورة لائقة.
ولم أكن أعلم أن «طوفان الأقصى» سيكون لها أثر كبير على الانتخابات الأميركية التي سوف تجرى في شهر نوفمبر المقبل، ولم أكن أتوقع أن يكون للعرب وللمسلمين مكانة مؤثرة في الانتخابات.
وتبذل مصر وقطر جهداً كبيراً في المفاوضات لوقف الحرب ولتقديم المساعدات الطبية والغذائية لسكان غزة، والغرب مع أعوانه يحاولون التوصل إلى أسرع طريقة لاطلاق الأسرى الصهاينة بأقل التكاليف على حكومة نتنياهو.
ويدعي «الغرب» وفي مقدمهم وزير الخارجية الأميركي أنه يسعى لاحلال السلام وانهاء المعاناة الإنسانية للفلسطينيين لكن لم يجد من يصدقه خاصة من قبل المقاومة الفلسطينية.
والشيء الملفت للنظر هو أن الجانب العربي أو الفلسطيني بات وللمرة الأولى يقوم بفرض شروطه والتفاوض بقوة ورفض الاقتراحات السلبية التي لا تخدم شعبه الجبار، فلم نعتد نحن العرب على فرض الشروط لا بالسلم ولا بالحرب ولا بتفاصيل وقف الحرب طوال فترة الحروب العربية مع الصهاينة، وتلك نقطة باتت تحرج الكثير إقليمياً وعالمياً.
واستمر الكيان الصهيوني في سياسته الاجرامية غير الإنسانية خاصة بعد أن أفرج عن بعض الأسيرات الفلسطينيات اللاتي تحدثن عن التعذيب النفسي والجسدي طيلة فترة الاحتلال.
وقالت «الأونروا» إن هناك أكثر من سبعة عشر ألف طفل في غزة أصبحوا أيتاماً والأطفال يموتون ببطء أمام أنظار العالم، إضافة إلى أنه تم قتل أكثر من 364 من الطاقم الصحي على يد الصهاينة الذين قتل منهم أكثر من ثلاثة آلاف عسكري منهم قادة ضباط أولهم قائد سرية برتبة رائد، بينما قتل الصهاينة الآلاف من الفلسطينيين والجرحى في تصاعد مطرد بشكل يومي ناهيك عن التجويع الذي مازال مستمراً بمساعدة أصدقاء الصهاينة.
واستغرب من البعض الذي يريد اسقاط حكومة نتنياهو وكأن من يأتي من بعده سيكون أكثر عقلانية وإنسانية منه، والتاريخ يعيد نفسه فكلهم «نتنياهو» وان تغيرت الأسماء والوجوه فهم لا يؤمنون بحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة ولا يريدون إلا التوسع بالمستوطنات والقضاء على الشعب الفلسطيني الجبار.
ومع تصاعد تضامن الأحرار من غير العرب والمسلمين مع الحق الفلسطيني باتت صورة الكيان الصهيوني مشوهة ومعها حكومات غربية وشرقية تتعرض للانتقاد من قبل شعوبها وكذلك من بقية المنظمات الدولية التي أصبحت أكثر جرأة في تقديم النقد لها.