محادثات الهدنة تُستأنف الأسبوع المقبل... وآمال التوصل لصفقة تبادل قبل رمضان «تتضاءل»
نساء غزة يلدن الأجنة... ميتة
- مجموعات أمنية تعمل على ضبط الشارع في رفح
- تل أبيب تُعيد عشرات الجثث التي انتشلتها في غزة
- 98 صفقة أسلحة أميركية «سرية» لإسرائيل منذ 7 أكتوبر... ونتنياهو مُصِرّ على دخول رفح
دخلت الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة شهرها السادس، أمس، في وقت غادر وفد الحركة، القاهرة، من دون اتفاق على هدنة يحاول الوسطاء انتزاعها في القطاع المحاصر والمهدّد بمجاعة قبل بدء شهر رمضان المبارك.
وفي حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، ضرورة أن «يتوقف هذا الرعب الآن»، مشدداً على أن «وقف إنساني لإطلاق النار لا يمكن أن ينتظر»، ذكرت منظمة «أكشن إيد» الدولية، أن «نساء غزة يلدن الأجنة ميتة، بسبب تزايد خطر المجاعة، وانهيار العمليات الإنسانية».
وأوضحت في بيان أمس، أن الزيادة الحادة في سوء التغذية أدت إلى زيادة الوفيات بين الأطفال وحالات المواليد الموتى، وسُجلت حالات كثيرة في المستشفيات الحكومية لأطفال توفوا بسبب سوء التغذية، وأن أكثر من 95 في المئة من النساء اللواتي يصلن إلى المستشفى، ويخضعن للفحوصات الطبية اللازمة يعانين فقر الدم.
وحذرت «أكشن إيد» من الانهيار التام للعمليات الإنسانية، في ظل أن «ربع السكان يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، وأن طفلاً واحداً من كل 6 أطفال تحت سن الثانية في الشمال يعاني سوء التغذية الحاد».
وعلى الأرض، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، عن ارتكاب الاحتلال 9 مجازر راح ضحيتها 83 شهيداً و142 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وارتفعت حصيلة العدوان إلى 30800 شهيد و72298 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
إلى ذلك، أعادت إسرائيل إلى السلطات الفلسطينية 47 جثة كان تم انتشالها في الأسابيع الأخيرة في غزة، و«سيتم دفنها في مقبرة جماعية» بالقرب من رفح.
المفاوضات والشروط
تفاوضياً، قال مسؤول رفيع المستوى في «حماس»، طلب عدم كشف اسمه، إن «الردود الأولية (لإسرائيل) لا تلبّي الحد الأدنى لمتطلباتنا المتعلقة بالوقف النهائي لإطلاق النار والانسحاب الكامل لقواته من غزة... وعودة النازحين إلى بيوتهم والبدء في الإغاثة والإيواء والإعمار».
وكانت قناة «القاهرة الإخبارية»، نقلت في وقت سابق عن «مصدر رفيع المستوى» إعلانه مغادرة وفد الحركة «للتشاور حول الهدنة»، على أن يتم استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل».
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، من جانبها، بأن توقف المفاوضات حول صفقة تبادل رهائن قلّص لدرجة كبيرة آمال وقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان.
ونقلت الصحيفة، عن العديد من الأشخاص ممن وصفتهم بأنهم مطلعون على المحادثات، أن «نقطة الخلاف الرئيسية لم تراوح مكانها لأسابيع».
ونسبت لمسؤول إقليمي لم تسمّه، ان «حماس» رغبت في أن تلتزم إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار، سواء الآن أو بعد ثلاث مراحل من تبادل الرهائن.
في المقابل، طلبت إسرائيل وبدعم أميركي «التركيز على اتفاق للمرحلة الأولى فقط من صفقة تبادل الرهائن».
وفي السياق، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى أن «الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته ضد كل مواقع حماس في قطاع غزة بما فيها رفح المعقل الأخير لحماس، ومن يطلب منا عدم دخول رفح كمن يطلب منا إنهاء الحرب وهذا لن يحدث».
ضبط الشارع
وفي مدينة رفح، الملاذ الأخير للنازحين، تتجه الأنظار إلى مجموعات من الرجال الملثمين الذين يحملون الهراوات، باعتبارهم جزءاً من جماعة للأمن العام شكلتها فصائل مسلحة، بعد أن توارت قوات الشرطة المدنية، التي أصبحت هدفاً للضربات الجوية الإسرائيلية.
وتجولت مجموعة من تسعة رجال ملثمين، مكتوب على عصابات رؤوسهم «لجان الحماية الشعبية»، في أحد الأسواق هذا الأسبوع، بعد ظهورهم للمرة الأولى في رفح أواخر فبراير الماضي.
وقال أحدهم «متواجدين في الشارع عشان نضبط الشارع من كل أطياف الشر الموجود في الشارع الفلسطيني».
وأضاف «نحن وحدة تشكلت لحماية المواطن من غلاء الأسعار ومن الوضع اللي بيصير فينا في البلد».
وقال شهود إنه عند الظهور الأول للحراس في الأسواق، وكان بعضهم يلوح ببنادق، تجمع حولهم عشرات الشباب وراحوا يصفرون ويصفقون وهتفوا «الله أكبر» دعماً لهم.
لكن في حين بدا أن بعض سكان رفح يرحبون بظهور «لجان الحماية الشعبية» لمعالجة الفوضى ومواجهة المستفيدين من الحرب، بدا أن آخرين يشعرون بالقلق من فكرة تولي رجال مسلحين وملثمين، مهام الشرطة.
وصرح أب لأربعة أطفال لـ «رويترز» عبر الهاتف في رفح «ربما لو كان لدينا رجال شرطة حقيقيون بلا أقنعة، وأشخاص معروفون لدى الناس، لكان الأمر أكثر تنظيماً وأكثر راحة».
وقال أحد الأشخاص إن الحراس يخشون أن تتعرف عليهم إسرائيل أو «عشائر المنتفعين» الذين صادروا بضائعهم. ويشعر من يدعمون هذه الجماعات بالقلق من أن تنظر إليهم إسرائيل على أنهم من أنصار «حماس».
وتابعوا أن من أعربوا عن تخوفهم في شأن هؤلاء المسلحين، يشعرون بالقلق من إثارة غضب الحركة أو الفصائل الأخرى.
صفقات السلاح
إلى ذلك، كشف تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، مدى دعم إدارة الرئيس جو بايدن للحرب، من خلال دعم إسرائيل بنحو 98 صفقة سلاح سرية لم تعلن منها سوى عن صفقتين فقط منذ السابع من أكتوبر، في حين تدرس اتخاذ خطوات لمنع إسرائيل من استخدام الأسلحة الأميركية، في الهجوم المرتقب على رفح.
وأفاد التقرير بأن الولايات المتحدة وافقت على صفقات بيع منفصلة سرية، رغم شكوى المسؤولين من أن الإسرائيليين لم يفعلوا ما يكفي لحماية المدنيين، وتزايد القلق الدولي في شأن مجريات الحرب.
وأوضح أن واشنطن قامت بهدوء بتمرير صفقات الأسلحة التي تضمنت آلاف الذخائر الموجهة بدقة، والقنابل ذات القطر الصغير، والدروع الخارقة للتحصينات، والأسلحة الصغيرة وغيرها من المساعدات الفتاكة.
وأكدت أنه لم يتم الإعلان سوى عن اثنتين فقط من المبيعات العسكرية المعتمدة لإسرائيل منذ بداية الصراع، تتعلقان بذخيرة دبابات بقيمة 106 ملايين دولار، و147.5 مليون دولار من المكونات اللازمة لصنع قذائف عيار 155 ملم.