البرنامج يُعرض على شاشة تلفزيون «الراي»
«مسرَىَ» ... إلى المسجد الأقصى في رمضان
- فهد الكندري: كل ما قدّمته في كفّة... و«مسرَىَ» في كفّة أخرى
- يوسف الأنصاري: البرنامج يُوثّق كل ما جرى في الأقصى... على مرّ العصور
من «مسرَىَ» الرسول، صلى الله عليه وسلم، اتخذ شعاراً له، ليبث الطمأنينة والأمل في نفوس المشاهدين خلال الموسم الرمضاني الوشيك، وليؤكد على أن «المسجد الأقصى» باقٍ في قلوبنا، ونحن عازمون على نصرته حتى قيام الساعة...
فالبرنامج الذي يقدمه فضيلة الشيخ فهد الكندري، على شاشة تلفزيون «الراي»، يُلقي أضواء مكثفة على «أولى القبلتين»، منذ نشأتها، وحتى عملية «طوفان الأقصى»، التي دفعت فريق البرنامج إلى تغيير خطته البرامجية والعمل بدأب لمواكبة هذا الحدث، بعدما زلزل الأرض تحت أقدام الصهاينة المحتلين.
وقال مُقدم البرنامج الشيخ الكندري إن كل ما قدّمه في حياته الإعلامية من برامج، مثل «عبداً شكورا» و«قدوة» و«لآلئ» و«مسافر»، «فسيروا» و«بالقرآن اهتديت» بكفّة، وما قدّمه في «مسرَىَ» في كفّة أخرى.
وأضاف «كما يعلم الإخوان في فريق العمل، فقد كنّا بصدد التحضير للجزء الثالث من برنامج (قدوة) لعرضه على شاشة تلفزيون (الراي)، ولكن عندما حدث (طوفان الأقصى) شعرنا أن الأمة في حال، وعلينا أن نعيش الحال نفسه، فلا ينبغي أن نكون بمعزل عمّا يحدث في غزة، أو نسلط الضوء على موضوعات أخرى خارجة عن إطار الدمار الحاصل في الأراضي المقدسة، لأجل الظهور الإعلامي فقط».
وأوضح الكندري أنه وفريق العمل اشتغلوا بـ «ريسك عالي» لإنجاز البرنامج خلال فترة بسيطة لا تتعدّى الشهرين، «لأنه أمر عقائدي - إيماني، حتى اننا أسميناه (مسرى لمن آمن بالله سبحانه وتعالى واستقام)، فكل ما قدمناه من برامج في السابق نعتبرها مشاريع برامجية، غير أن (مسرى) عقيدة، وتاريخ يؤرخ».
وتابع قائلاً: «في كل ثانية من تصوير هذا البرنامج كنتُ أقول لفريق العمل: دعونا نعيش في هذا البرنامج، حتى إذا قابلنا الله عز وجل والنبي (ص) نقول إننا قدمنا ولو شيئاً بسيطاً في هذا الموضوع العقائدي الذي يتعلّق بالمسجد الأقصى».
واستذكر الكندري سنوات الطفولة، لا سيما حين كان يصلي في المسجد الكبير، مشيراً إلى أنه كان ولا يزال دائم التضرّع بالدعاء إلى الله أن يرزقه صلاة طيبة قبل الممات في المسجد الأقصى، والناس تؤم من خلفه، مردفاً: «وهذا ما يمكننا تقديمه حالياً، ما لم يرزقنا الله لنصرته قريباً».
وأكمل «الحمد لله، فقد دارت الأيام وبلغت اليوم الذي أقدم خلاله برنامج (مسرى) وكم تمنيت أن أقوم بتصوير البرنامج داخل المسجد الأقصى وهو محرراً لنؤدي هذه المسؤولية التي نشعر بها ونحمل الراية، كما أوصانا نبينا الكريم».
«التأثير على الأمة»
وعمّا إذا كان ينبغي على مقدمي البرامج الدينية مواكبة كل ما تمر به الأمتان الإسلامية والعربية من ظروف ومآسٍ، ردّ الكندري: «أعتقد أن هذا من الحسّ أو الفقه، بل حتى في خطبة الجمعة، لا ينبغي أن تكون الأمة في حال، والخطيب في حال أخرى، وكذلك بالنسبة إلى البرامج الدينية، فنحن لسنا أفضل من غيرنا، فالرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: (بلغوا عني ولو آية) ومن الاحترام لأنفسنا أننا لو أردنا الظهور فيجب أن نقدم شيئاً فيه تأثير على الأمة، أو لا نظهر أساساً».
وذكر الكندري أن البرنامج يبدأ مذ خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السلام، وما مرّ عليه الأنبياء ثم الصحابة والتابعون، فالخلافات، وكيف أصبح الخذلان وتسليم الأقصى لمن لا يستحق، وإلى أن أصبح ما عليه اليوم، مضيفاً «كل هذه الأحداث نسردها منذ البداية، من مبدأ أن العلم بالشيء يؤصل الشيء».
وزاد «كما يقدم البرنامج الكثير من المعلومات الثرية، ويجيب عن تساؤلات عدة، عمّن قام ببناء المسجد الأقصى، وكيف كان شكله عندما كان في زمن الأنبياء؟... فهناك الكثير من المشايخ والناس العاديين لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال، وهذا ما سيعرفه المشاهدون في (مسرى)».
وتطرق إلى أن كل نبي من الأنبياء كان مسؤولاً عن المسجد الأقصى في زمانه، «والآن نحن أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، مسؤولون عنه، فلمّا نستشعر هذه المسؤولية والعلم بهذا الشيء فإننا نقدم كل ما لدينا، ولعلّ هذا البرنامج هو جزء بسيط جداً جداً جداً من نصرة الأقصى».
ولم يَفت الكندري في ختام تصريحه أن يُشيد بمخرج البرنامج وليد يسري الذي قال إنه اعتكف مع نفسه ليقدم لنا رؤية سينمائية، من أجل أن يعرف الناس كيف كان المسجد الأقصى في زمن الأنبياء، وكيف أصبح تالياً مع قبة الصخرة، مؤكداً أنه حمل «مسرى» أمانة في عنقه واعتبره مسؤوليته، «ولذلك اشتغل بدأب على إنجازه في غضون شهرين فقط، وهي مدة غير كافية، ولا يقبل بها الكثير من المخرجين الآخرين».
«تغيير الخطة»
من جهته، قال مدير الإنتاج لبرنامج «مسرى» يوسف الأنصاري إنه بعد أحداث «طوفان الأقصى» بفترة لا تتجاوز الـ 3 أسابيع، اتخذنا قراراً لتغيير خطتنا البرامجية، حيث كنّا بصدد التحضير لبرنامج آخر، ولكننا ارتأينا أنه من الأولى التركيز على الأقصى، خصوصاً في ظل التقصير الإعلامي تجاه هذه القضية التي تلامس كل المسلمين والأحرار في العالم.
ولفت إلى أن دور الإعلام هو توعية الناس، ليتعرفوا على الكثير من الأمور التي ظّل يكتنفها الغموض لفترات طويلة، «فالقليل منّا يعرف من هو النبي الذي بنى الأقصى، وما هي المعارك التي دارت حوله، ومن هم الأنبياء والصحابة الذين عاشوا في فلسطين»!
ولفت إلى أن البرنامج يُوثّق جوانب مهمة من الأمور التي جرت أحداثها على مرّ العصور في الأراضي المقدسة، وسيتم تقديمها بشكل غير اعتيادي على شاشة تلفزيون «الراي» خلال شهر رمضان المبارك.
مجسم «المسجد الأقصى»
ذكر الكندري أن فريق العمل نجح في صناعة مجسم سينمائي للمسجد الأقصى، «ليبدو الأمر كما لو انني بداخله فعلاً، وذلك حتى يستوعب المشاهدون المادة العلمية التي نقدمها بشكل سلس ومبسط للغاية».
ألبانيا شبيهة لفلسطين
كشف الكندري عن أن اختيار جمهورية ألبانيا لتصوير البرنامج لم يأتِ من فراغ، بل لكونها تشبه إلى حد ما الطراز العمراني القديم لفلسطين، «فالحواري والأزقة الشعبية وشجر الزيتون المغروس في الطرقات، بالإضافة إلى درجات الحرارة، كل هذا يشعرك حقاً أنك في فلسطين».
«شخصيات لها ثقلها»
أوضح الأنصاري أن البرنامج جرى تصويره في أكثر من بلد، مثل الكويت ولبنان والأردن وبريطانيا وألبانيا، «إذ يتضمن مقابلات مع شخصيات دينية ومؤرخين لهم ثقلهم، وذلك لتوفير بيئة مناسبة للأحداث التاريخية والمعاصرة في المسجد الأقصى».
«مسرى» في 30 حلقة
يتألف البرنامج من 30 حلقة لا تتجاوز مدة الواحدة منها 15 دقيقة، ولكنها غزيزة بالمعلومات التاريخية عن «أولى القبلتين».
«فريق العمل»
- تقديم: الشيخ فهد سالم الكندري
- الإشراف الفني والإخراج: وليد يسري
- ساعد في الإخراج: Omid Karimi
- producer: يوسف يعقوب الأنصاري
- producer assistant: مبارك العنزي
- المادة العلمية: د.عبدالله معروف
- الكتابة الفنية: عبدالله دهان
- فريق معالجة النصوص: شيماء شرف الدين/ أحمد عادل الزيات/ مريم عماد/ عمر الجعفري
- مدير البرامج: عبدالله القلاف
- رئيس فريق الإنتاج: نائل مدني