البرنامج يواصل توثيق النجاح في موسمه الثاني على شاشة تلفزيون «الراي»

«خير أهلي»... الأيادي الكويتية البيضاء في القارة الصفراء

تصغير
تكبير

- عمر العثمان: أكاد أُجزم أن للكويت وأهلها بصمات في كل مكان
- يوسف الأنصاري: ركّزنا على توثيق المشاريع الكويتية الأهم
- عبدالعزيز العنزي: عامل الوقت كان صعباً جداً... ولكننا نجحنا,

الأيادي الكويتية البيضاء ضمّدت جراح المحرومين... في كل بقاع العالم.

فمن أوروبا وأفريقيا، مروراً بالقارة الصفراء، يواصل برنامج «خير أهلي» في موسمه الثاني شق طريق النجاح عبر توثيق المشاريع الخيرية والأعمال الإنسانية التي جُبل عليها أهل الكويت، وطرّزت اسم البلاد في الخارج بنقوش من ذهب، لتبث بواقع 30 حلقة متواصلة، على شاشة تلفزيون «الراي» خلال الموسم الرمضاني المقبل.

وكشف مُقدم برنامج «خير أهلي» عمر العثمان عن الجديد في الموسم الثاني من البرنامج، مشيراً إلى تنوّع المشاريع والمستفيدين منها في ناحية، وتوسّع فريق العمل في ناحية أخرى، «كما حرصنا على توثيق جوانب إضافية مختلفة من القصص التي شهدناها، فضلاً عن أننا في هذا الموسم تشرفنا باستضافة جزء من الفرق التطوعية الكويتية في فقرة تعرفنا من خلالها على جهودهم المستمرة، إلى جانب إضافة فقرة (خلف الكواليس) في نهاية الحلقات، لعرض بعض المشاهد التي لم تُعرض من قبل أو لم يسعفنا وقت البرنامج لعرضها خلال الحلقة».

وبسؤاله عن شكوك البعض من أهل الخير في الكويت بعدم وصول ما يقدمونه من مساعدات إنسانية أو أعمال خيرية إلى بلدان معينة، ردّ العثمان: «أساس فكرة البرنامج هو الإجابة على هذه الشكوك، من دون التسويق لجهة خيرية أو لمشروع ما، حيث أردنا من خلال برنامج (خير أهلي) إيصال صورة عمّا يحدث في الخارج وشرح أنواع المشاريع والتبرعات، من دون الدعوة المباشرة للتبرّع أو المساعدة».

وتابع قائلاً: «نحن فريق إعلامي كان دوره الوحيد هو التوثيق والإعلام. دوري في البرنامج هو الباحث عن خير أهله في مختلف الدول، مهما كان المشروع صغيراً أو كبيراً، تاركين الحكم للمشاهد الذي يريد المساعدة، لاختيار الدولة التي يرغب في إطلاق مشروعه فيها، والجهة التي يريد التواصل معها، وحجم المشروع».

وحول الصعوبات التي واجهتهم كفريق عمل في الموسم الثاني من البرنامج، قال: «تعتبر آسيا هي أكبر قارة في العالم، ولذلك كان التنقل في الدول التي صورنا فيها صعباً للغاية، حيث قطعنا مسافات طويلة بين المشروع والآخر، وسط ظروف طقس متقلّبة».

واسترسل: «على سبيل المثال، عندما كنا في جمهورية اليمن، استغرق الوقت في التنقل بين محافظتين 8 ساعات عبر طريق معظمه غير معبّد، في دولة تعتبر منطقة حرب، فالحيطة والحذر كانت أساساً في تنقلنا وعملنا، حتى اننا واجهنا مشكلة في استخدام (طائرة الدرون) في بعض المناطق لأنها مرتبطة عندهم بالأعمال الإرهابية والتخريب، إلى جانب العمل والتصوير في مناطق نزوح، فقر، أو حرب ليست سهلة أو محسومة، دائماً هناك مفاجآت».

وزاد «مع العلم، أن معظم أماكن التصوير لا يتوفّر فيها شبكة إنترنت، وبعضها كان الهاتف لا يعمل، خصوصاً في اليمن، فتقريباً انقطعنا عن العالم لفترة».

وألمح إلى أن الموسم الثاني من البرنامج استغرق تصويره قرابة الشهرين، مبيناً أن مثل هذا النوع من البرامج تكون فيه مرحلة المونتاج ما بعد التصوير هي المرحلة التي تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين لفرز ما تم تصويره وترتيب الأحداث، بما يتناسب مع الحلقات والمشاريع والعمل.

«تقدير مُقدّر»

وعمّا حقّقه برنامج «خير أهلي» من إنجاز كبير في موسمه الأول، والتكريم الذي حظي به من قبل هيئة الملتقى الإعلامي العربي، ردّ قائلاً: «بالتأكيد التكريم تقدير مُقدّر، وهو دافع مهم للفريق ككل أن يتم تسليط الضوء على عمل لم يكن التكريم جزءاً من أولوياته، لكنه جاء تتويجاً للمجهود الكبير الذي قام به فريق العمل بمراحل الإنتاج المختلفة. أنا سعيد بسعادة فريق العمل لهذا التقدير العزيز».

«الإعلام والتوثيق»

وعن رأيه في ما إذا كان برنامج إنساني من الطراز الأول مثل «خير أهلي» يستحق أن يُدرَّس في الجامعات والأكاديميات، أجاب العثمان: «لا أعلم إن كان يجب أن يُدرّس أم لا. لكنني من خلال دراستي في جامعة الكويت بتخصص الإعلام، لم يكن دارجاً في منهجنا آنذاك هذا النوع من الإنتاج المتعلق بالبرامج الترفيهية الإنسانية. ما حرصنا عليه في هذا العمل هو تقديم لون مختلف في طريقة الإعلام والتوثيق، كما أن الأسلوب في الإنتاج قد يكون جديداً في تغطية جهود دولة الكويت المتمثلة بالحكومة والأفراد ومشاريع حيّة نعيش من خلالها ومعها قصصاً وشعوراً نتمنى أننا استطعنا ترجمته بلغة جاذبة في موسمنا الماضي والجديد، وتماشي العصر الحديث، معتزين بهويتنا الوطنية، حيث نركز على هدف واضح وبأسلوب نحاول فيه البُعد عن الرتابة».

ولفت العثمان إلى أنه عادة ما تنحاز بعض فرق الإنتاج إلى الأعمال التي تستطيع كتابة أحداثها وترتيبها مسبقاً، لتسهيل عملية الإنتاج والإخراج والإعداد، مردفاً: «التحدي الذي أردنا مواجهته ونتمنى أن نكون وفقنا فيه وكان سبباً بنجاح البرنامج، هو السفر إلى أماكن مختلفة وتوثيق ما هو حقيقي من دون تدخل منا أو تعديل، فأبطال حلقاتنا هم أصحاب البيوت التي زرناها وموظفو المشاريع التي شهدناها. دورنا كان ثانوياً في بيئة كانت هي العامل الرئيسي في حلقاتنا».

وحول الدول التي قاموا بزيارتها في الموسم الثاني من البرنامج، وأبرز الأعمال الخيرية الكويتية التي رصدها هناك، علّق بالقول: «بعد أوروبا وأفريقيا في موسمنا الماضي، انتقلنا هذا الموسم إلى قارة آسيا وكان التركيز عليها مكثفاً، لكثرة المشاريع الكويتية فيها وتنوّعها».

واستدرك قائلاً: «لعلّ البُعد الجغرافي بين بعض الدول التي كنّا بصدد زيارتها كان سبباً من أسباب استقرارنا في القارة الصفراء، فقد زرنا سريلانكا وأندونيسيا، بنغلاديش واليمن. وبالنسبة لأبرز المشاريع، هذا ما سلطنا الضوء عليه في حلقاتنا، ليس نوعها فقط، بل المستفيدون منها وأهميتها الحيوية في تلك المناطق وأثرها على الشعوب».

«بصمة كويتية»

وعمّا إذا كان يظن أن هناك بقعة في الأرض لم تمتد لها يد الكويت البيضاء، أجاب: «بعد زيارتنا إلى مختلف القارات، أكاد أُجزم أن للكويت وأهلها بصمة في كل مكان، حتى وإن لم أشاهد بعيني ذلك أو لم يتسنّ لي زيارة المكان، لأننا سافرنا بالطائرة وعبر البحر وبالسيارة وبالقطار لمناطق تقطّعت بها السُبل، وفور وصولنا، إما نرى أعلام الكويت مرفوعة في مشروع ما، أو لافتة كُتب عليها (الكويت بجانبكم)».

وعن مدى الفخر الذي يشعر به الفريق بعد إنجاز المهمة، وتلّمس ردة الفعل من جانب المشاهدين، قال العثمان إن «كلمة (فخورين) هي وصف قليل لما نشعر به، وأنا ممتن لكل مَنْ كان سبباً بعد توفيق الله عز وجل أن أضيف لخبرتني المهنية هذا البرنامج بموضوعه، قيمته، وطريقة إنتاجه».

«صعوبة التنقل»

بدوره، أوضح الـ «Producer» يوسف الأنصاري، أنه واجه صعوبات أكبر في إنتاج الموسم الثاني من «خير أهلي»، خصوصاً حين انتقل فريق العمل إلى توثيق العديد من المشاريع الخيرية الكويتية في شرق آسيا، بدءاً من إندونيسيا، مروراً ببنغلاديش ومن ثم اليمن.

واستطرد قائلاً: «بعد التجربة الإنتاجية الناجحة والثرية في الموسم الأول، لناحية التنوّع في القصص والطروحات وتوثيق المشاريع العملاقة والصغيرة لأهل الخير الكويتيين في مختلف القارات، فإن الصعوبات التي واجهتنا في الموسم الثاني كانت أكبر بكثير، إذ حاولنا قدر الإمكان تغطية أهم المشاريع في دول آسيا وليست كلها، بسبب اختلاف المناطق وحجم الدول، بالإضافة إلى صعوبة التنقل، إزاء الطرق الوعرة أو المزدحمة».

وأكمل «فعلى سبيل المثال، في إندونيسيا وحدها توجد أكثر من 30 ألف جزيرة، لذلك من الصعب تغطيتها كلها، ولكننا ركزنا على توثيق المشاريع الكويتية الأهم، علماً أن تصوير مشروع واحد فقط يتطلب منا الكثير من الوقت والجهد حتى تصل الصورة إلى المتلقي بشكل كامل ووافٍ وموازٍ، حيث ذقنا الأمرَّين من أجل الإنجاز السريع وإتقان الجودة العالية لنقل تفاصيل الحدث بدقة بالغة».

«عامل الوقت»

من جهته، قال مخرج برنامج «خير أهلي» عبدالعزيز العنزي إن التصوير بالكامل تم عن طريق كاميرات ميرورليس «D S L R» وبجودة «4K»، بالإضافة إلى استخدام ما بين 25 إلى 100 «فريم»، وفقاً لمتطلبات التصوير ولضمان نقاء الصورة والجودة العالية.

وأشاد العنزي بفريق العمل كافة، متمنياً أن ينال البرنامج في موسمه الثاني إعجاب الجمهور، لافتاً إلى أن عامل الوقت كان صعباً جداً، خصوصاً لناحية الزيارات لمشاريع كويتية عملاقة في دول آسيا، «الأمر الذي دفعنا إلى مضاعفة الجهد بحيث نقوم بتصوير مشروعين من المشاريع الكويتية العملاقة يومياً، والحمدلله أننا نجحنا في إنجاز سريع ومتقن وبوقت قياسي».

«نقاط التفتيش»

كشف العثمان عن حفاوة الاستقبال التي لقيها فريق «خير أهلي» في الدول التي زارها، مؤكداً أن «الاستقبال في مختلف الدول والقارات يتغيّرعندما يعرفون أننا من دولة الكويت، إذ شهدنا مواقف عديدة أسعدتنا، وكانت على مستوى أفراد الجيش والشرطة في تلك الدول وعلى مستوى المنظمات الخيرية، وتجلّى ذلك عبر مرورنا على نقاط التفتيش والمراكز الأمنية، وكانت تذكرة عبورنا هي جوازاتنا الكويتية التي تُحوّل التفتيش الصارم إلى ترحيب وضيافة».

«جهود الكويت»

ذكر العثمان أنه خلال زيارته إلى كل البلدان في أوروبا وأفريقيا وآسيا، «فالناس هناك دائماً ما يتذكرون جهود الكويت ومشاريعها واهتمامها المستمر في الإنسان من دون منّة أو طلب مقابل. بين فتيان سمعوا عن الكويت ولم يزوروها، وكبار سن يتذكرون أحداثاً ومواقف، ومشاعر فخر واعتزاز لا يمكنك أن تتمالك دموعك أمامها، وتحمد الله أنك من هذه الأرض التي لم تترك صاحب حاجة إلا لبّت نداءه».

«اختلاف الثقافات»

ذكر الأنصاري أن فريق برنامج «خير أهلي» كابد معاناة في تناول الأطعمة الآسيوية، حيث إن ثقافة الطعام في المطبخ الآسيوي تختلف عن المطبخ العربي والكويتي تحديداً، بالإضافة إلى ندرة وجود المترجم، في دول مثل بنغلاديش وسريلانكا وإندونيسيا.

فريق العمل

تقديم: عمر العثمان

الإعداد: «فريق نروي»

تنسيق ومتابعة: نورة المناعي

موسيقى تصويرية: ماريو مرقص

إشراف عام على المقدمة الموسيقية: الفنان حمود الخضر

منتج منفذ: «بريزميك ميديا»

مدير البرامج: عبدالله القلاف

مخرج البرنامج: عبدالعزيز العنزي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي