آرون بوشنل ومحمد أبوالعزيزي

تصغير
تكبير

الاثنان في العمر العشريني نفسه، والاثنان قد أحرقا نفسيهما احتجاجاً لما اشتعل به ضميرهما من وقود الظلم... محمد أبوالعزيزي وآرون بوشنل، بطلا النار اللذان استطاعا إيقاظ الضمير الانساني من سباته من خلال إضرام اللهب بجسديهما. على الرغم من ان الانتحار مرفوض دينياً وقانونياً لدى غالبية الشرائع، إلا ان هاتين الحادثتين اللتين تفصلهما الحدود المكانية والزمانية قد اخترقتا أفق المجتمعات كشهب تتسابق في لجم شياطين الباطل والظلم.

أبوالعزيزي، حرق نفسه لانه قد مسه لهيب الظلم الذي بلغ كرامته كإنسان مكافح شريف لا شأن له بالسياسة، لكن الأخيرة لاحقته في رزقه ولطمته على وجهه فما استطاع ان يتجمد في عالم الخضوع، وحين لم يتبق له إلا نفسه أراد ان يرحل فكتب رسالة عاش في سطورها الشعب. ومثيله الضابط الطيارالأميركي بوشنل، لم يتحمل ما يعرفه ولا يستطيع تغييره فلجأ إلى صرخة حرية حمراء دامية سنا البرق منها مروج خضراء يتسابق على سفوحها الشهداء.

شخصان بعمر الدهر، إنسانان بوسم البشر قد تجاوزا أفعال الأمم المنكبة على شهواتها والحكومات الناكصة على أعقابها، بوشنل وأبو العزيزي، بجسديهما الهزيلين قد قزما الأحزاب الأممية والمنظمات الدولية والنخب المخملية والحكومات الديموقراطية الديكتاتورية، وكل ما وقعوه من اتفاقيات ومواثيق ورقية.

ليس لنا الحكم عليهما إلا في الدنيا، فهما بطلان قد صدحا بكلمة حق في وجه عالم ظالم، رحلا من هذه الدنيا بجسدين محروقين وفي كل كدمة يظهر منها حروف صادقة لكلمة حرية يعيش بها الكرماء ويرى ضوءها المناضلون في جميع أرجاء الأرض، على الرغم من أنوف الصهاينة وجبروتهم وطغيانهم التي ستخضع ولو بعد حين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي